23 ديسمبر، 2024 3:06 م

مبارك للعراق جواره الكويت

مبارك للعراق جواره الكويت

(1)
يقول اهلنا “الغلطة مع الخيّر مغفورة” وهذا ما اثبته اشقاؤنا في دولة الكويت، التي حرصت على ان تمسد جراح العراق، برغم الجرح الخرافي الغائر في ضلعها المقدس، جراء حماقة الطاغية المقبور صدام حسين، في معالجاته الهوجاء للاحداث!
شكرا للكويت.. حكومة وشعبا، تجاوزها تبعات الفاتورة التي ورث شعب العراق تسديدها؛ كرها لمرتين.. حين غزا الطاغية جيراننا واجبرنا على تحمل تبعات هذا الغزو في حينه، وعندما اعدم غابرا وظلت آثار (دكايكه) المشينة، تنقض ظهر العراق.
شكر للكويتيين ما ابدوه من تفهم نبيل، ومبارك للعراق جواره كويتا اقلت عثرةً كان من حقها الا تقيلها، وتتركنا نتردى في هاوية صدام حسين، التي حفرها بتخبطاته ووارانا ثراها، فمدت الكويت، لنا يدا؛ تنتشلنا برغم كل ما نالها من حيف.
(2)
شكرا لدولة الكويت الشقيقة؛ انها ساعدت العراق، على الخروج من الفصل السابع، مستعيدا عافيته، كدولة ذات كيان.. عدنا بشرا؛ بعد ان كان الطاغية يريدنا ضواريَ متوحشةً!
ساء ما كان يدعو اليه من هوس موتور بالرجولة على انها عدوان وليس اتساقا متفهما ينتظم خلاله النوع البشري مع المحيط..انه يفهم الرجل رجلا بقدر ما يعتدي على الاخرين.
خيرنا كثير، ولسوف نعيش، شعباً حراً، في بلدٍ حرٍ؛ يعطيه الله فيرضى، تكتنز ارض العراق ثروات خرافية، تنبسط تحت اقدام تحمل عقولا مبدعة، قادرة على صنع المستحيل، وتطويع الصخر.
(3)
ساعد الكويتيون، اشقاءهم العراقيين، على تخطي المحنة، بما اقدموا عليه، من تفتيت لعقدة الماضي، كي لا يظل المجتمعان رهيني محبس العقود الغابرة؛ بحيث يفرطان بالمستقبل.
فكثيرا ما ينفلت المستقبل، لشدة تشنج العقل، في القبض على الماضي، الى درجة تصبح معها المعضلات السالفة، هي القابضة على منطق العقل تربك توازن التصرف؛ مثلما يقول اهلنا “الشفة غيظه هجم بيته”.
اسم الله يقي الكويت من ان تنهجم؛ فالامثال تضرب ولا تقاس، لكن التحرك تحت هاجس الاستفزاز يعطي للقوى المتشكلة من انفلات الوعي عن عقاله، سلطة التحكم بالموقف.
تسامى الكويتيون بقوة، عن تداعيات ولت مع الطاغية المقبور؛ فساعدوا العراق على الخروج من البند السابع، وهذا يعني انهم ساعدونا على الذهاب الى المسشتقبل، الذي مكثنا مطرودين من المفازات المؤدية اليه، ثلاثا وعشرين عاما، تصرمت مثل كابوس… او النوم في ظل وحش كاسر لا ندري متى يفترسنا.
الى ان صحونا من الكابوس الى يقظة ساحرة كالحلم الجميل، ونهضنا من ظل الوحش الباسط سطوته علينا، متحررين من احتمال ان نتحول الى فريسة، مع اية (تحشيشة) تخطر في بال صدام حسين، متحمسا امام الكاميرات التي ينسى نفسه بمواجهتها؛ فيورط العراق ببلاوٍ ما تلتم اطرافها.
مبارك خروج العراق من البند السابع، ومباركة الكويت.. نعم الجار الذي اوصت الديانات باختياره قبل اختيار الدار، ودام ظل الرحمة على الارض بديلا عن هوس الطغاة بالعنف.. والى عراق مشرق بالخير ينعم شعبه بثراء متوازن الاداءات.. لا شح ولا تفريط.. ما احوجنا للتوازن كعراقيين.
[email protected]
عمار طلال الشجيري facebook