التفت اليَّ ارجوك لا تدر وجهك عني فأنا رباب، حبيبتك، خطيبتك، زوجة الغد، وأم اطفالك الحلوين الذين سيولدون في يوم ما؛ ليملأوا البيت حراكا، وكلما يزعجني احدهم سأهدده بك..
:- اعقل يا ولد وإلا أخبرت بابا عنك، وسيخافك ويجلس عاقلاً، هم عاقلون كأبيهم.. انظر إليّ أرجوك.. ارفع رأسك عالياً، فأنت أنت البطل الذي به افتخر وسيفتخر معي العالم كله، ستغبطني النساء حين يرين فرحتي التي لا توصف بك، سأقول لهن:ـ انا تزوجت رجلاً بطلاً عراقياً مقاتلاً في الدفاع المقدس، ذهب زوجي ليقاتل دفاعاً عن شرف العراقيات.
انا رباب ابنة قيس زوجة المصور الحربي امجد عبد سالم الفنان الذي حمل الكاميرا بندقية عز وسلاح كرامة ليقف وقفة أبية، التفت إليّ.. ارفع الرأس ولا تخدش خاطري، أنا لست وحدي، انا جئت مع أبي وامي، وإخوتي لأعاهد الله أمامك وأمامهم اني سأكون يا امجد لك القدم التي بترت هناك، ستتوكأ عليّ لتنهض.
لقد سألت عن قدمك فقالوا: زرعت في الجبهة راية من رايات التضحية، التفتت لي امرأة تسالني: وماذا تفعلين بها؟
:- أنا يا عمة سأضعها زينة في غرفتي، اعلقها كما تعلقون شجر الزينة، سأعلم ابنائي يقبلونها كل صباح..
:ـ هذه هوية ابيكم هذي زكاته..
الطبيبة تعاطفت معي وهمست في أذني: أقسم عليكِ بالحسين أن تدعوني في حفل زفافكما، قلت: دكتورة انت بها الآن، سيتم عقد القران هنا في مستشفى الكفيل، لقد حضرت اليوم عائلتي وعائلته، ومعنا شيخ رجل دين ليعقد لنا عقد القرآن، بكت الطبيبة وهي تقبلني: مبارك عليكِ العراق يا أخيتي..