18 ديسمبر، 2024 9:51 م

مبارك عليكم وعلينا ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام

مبارك عليكم وعلينا ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام

((الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)) (لوقا 2: 14)

نعم انها المسيحية ، وهي الاسلام ، وهي اليهودية ، والمندائية .. فالأديان واحدة ومصدرها واحد ، وكلها تؤمن بالصفات التي امرنا الله جميعا بامتلاكها ، وكلها تؤمن بالإنسان وإنسانيته ، وبأنه الهدف من النزول واعده خليفة في الارض ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً )) وليس هناك دين قال اكذب او اظلم او لا تؤد الامانات الى اهلها .

جاءت كنيسة العصور الوسطى لتدمر المسيحية ، وتقف ضد العلم والتطور ، وتنشر محاكم التفتيش ، وجاء الاسلام السياسي لينقض على الاسلام الحقيقي ، وجاءت الصهيونية لتصنع من الدين اليهودي شيئا آخر ، والكل جاءوا باسم الدين ، وجعلوا منا شيعة وسنة ، وكاثوليك وبروتستانت ، بل وبروتستانت سود وبيض ، وأشكناز وسفار ديم ، لكي يكثروا من تجار الأديان والمواقع الرنانة ، وحاشا الله تعالى انه اراد ما اراده الدين السياسي .

الإنسانية مقدسة ، لان الانسان هو اخو الانسان شاء ام ابى ، لأنه مهما اختلف في تفاصيله فهو ابن آدم وحواء (ع) ، وهذه العلاقة تترسخ كلما ضاقت الدائرة ، ابتداء بالوطن وانتهاء بالأسرة .

ودعوني اقص لأهلي مسيحيو العراق ان الدين – اي دين- عابر للأوطان والقارات ، وهذا لا يعني ان نبخس حقوق الاوطان ، وأقول لأهلي من مسلمي العراق (الاغلبية) ان الاغلبية والاقلية على حد سواء امام قدسية (المواطنة) وأن تلك المواطنة لا تحميها دولة اسلامية او مسيحية بل ان الدولة الوحيدة التي يمكن ان تحمي حق المواطنة المقدس هي (الدولة المدنية) لأنها دولة (المواطنة) وليس دولة مسلمة او مسيحية .. انها دولة تحترم كل الاديان وتعلم ان الدولة لا تتدين فهي من واجبها ان تعبد الطريق وتجهز الماء والكهرباء للمسجد والكنيسة والمكتبة والمركز الترفيهي ، وبالتالي لن اكون انا المسلم اقلية في بريطانيا ولن يكون المسيحي اقلية في العراق كون الدولة المدنية لا تؤمن بخرافة الاقليات والاكثريات دينية كانت ام قومية او غير ذلك ( الدين لله والوطن للجميع )

اكرر تبريكاتي لكل العراقيين بعيد الميلاد الميمون وعيد رأس السنة الميلادية ، التي اعدها البعض ردة عن الاسلام .. ناسين او متناسين ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي آمن بكل المرسلين ، وكل الكتب السماوية ((قَالَ إِنِّي عبد لله ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا . وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَتِي وَلَمۡ يجعلني جبارا شَقِيّٗا . وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيّٗا )) مريم (29-32)