19 ديسمبر، 2024 1:39 ص

مبادرة النجيفي والغناء في ( خرابة )

مبادرة النجيفي والغناء في ( خرابة )

لاتبدو مبادرة السيد رئيس البرلمان اسامة النجيفي الداعية الى استقالة المالكي ، اكثر من مناكفة سياسية في سوق العراق السياسية التي صارت تضج بمثل هذه البضائع التي تزيد اسيادنا قادة العملية السياسية تشنجا ،واجزم ان السيد النجيفي على قناعة تامة ان مبادرته لاتحضى بذرة قبول من السيد المالكي  ، ولولا كياسة رئيس الوزراء وادبه الجم لعفط للنجيفي عفطة تزلزل بناية البرلمان( على هونكم ..السياسيون العراقيون يتناقشون بالاحذية احيانا ) .. النجيفي يعرف كما يعرف الجميع ان السيد المالكي رفض منذ اليوم الاول لولايته الثانية ان يكون له شريك في الحكم (مجرد شريك وليس بديلا ) وانقلب على اتفاقية اربيل التي سلمته كرسي رئاسة الوزراء واصر من خلال كل سياساته ان يجعل دولة العراق دولة خاصة بالاعوان والمؤيدين حتى لو كانوا بعثيين سابقين او مفسدين ووجودهم يسيء اليه ، فكيف يتوقع النجيفي من المالكي ان يقدم استقالته من رئاسة الوزراء؟! ..ثم لماذا يقدم المالكي استقالته او لاجل ماذا ؟ ألاجل مصالح الوطن ؟! مصالح العراق هو اخر هموم اسيادنا قادة العملية السياسية دون استثناء ولم يرحموا العراق يوما ولم يضعوه بين عيونهم ، والمالكي ليس استثناء ، وكل مافي الامر انه اتيحت له امكانية العبث بمستقبل العراق اكثر مما اتيح لغيره ..
ثم من الذي يختار بديلا للمالكي  ، ومن الذي يختار الحكومة الجديدة وقد اغلقت ساحة العراق السياسية بوجوه الوطنيين الحقيقيين بعد ان فتحت ابوابها لكل أفّاق اثيم ..
ان ازمة العراق الحالية التي تضعه على مشارف التقسيم الدموي يمكن حلها بامور اقل بكثير من استقالة المالكي المستحيلة عمليا (وهي امور سيرفضها المالكي رغم انها لاتاخذ منه كرسي الرئاسة) ومن هذه الامور او في مقدمتها : اولا : العودة لاتفاقية اربيل وتشكيل ( مجلس السياسات ) الذي سيرأسه السيد اياد علاوي لتحقيق شراكة حقيقية في صنع القرار العراقي .
ثانيا : سحب الجيش من مدن المناطق الغربية وتلبية مطالب المعتصمين ( وبعضها صعب ويحتاج الى قرار جريء) .
ثالثا : تجاوز ازمة الحويجة وازمة الرمادي الحالية وفتح صفحة جديدة .
 رابعا : اصدار قانوني الاحزاب والانتخابات بما يعيد الثقة للشعب العراقي الذي نصفه قاطع الانتخابات المحلية الاخيرة..
رابعا :انهاء الازمة مع الاكراد بحلول جريئة تضع العلاقة مع الكرد على طريق سالك خال من المطبات .
هذه الاجراءات وغيرها ستوقف التدهور الامني وتخرج العملية السياسية من غرفة الانعاش وتضع العراق على طريق بداية معقولة ومقبولة من الجميع.
غير اني على قناعة بان السيد المالكي سيرفض اي امر يقلل من تفرده بالسلطة ولايهمه ان تقسم العراق وسالت الدماء انهارا ، بل ربما هو يفكر الان بخيار التقسيم لضمان بقائه على كرسي السلطة حتى ولو على جزء من العراق ، واني اتمنى بل وادعو الله ان  يبطل المالكي توقعاتي ويتصرف كقائد وطني تهمه مصالح العراقيين والعراق ولكن ( امنين اجيب ازرار للزيجه مهدول ).

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات