18 ديسمبر، 2024 5:24 م

مبادرة الخنجر لـ “عقد جديد” وعرقلة القوى الكبيرة

مبادرة الخنجر لـ “عقد جديد” وعرقلة القوى الكبيرة

للمرّة الثانية يطرح الشيخ خميس الخنجر فكرة تبني عقداً جديداً لمعالجة المشهد السياسي الحالي المأزوم والمنتج للازمات الى حدود الصدام المسلح بين قوى مشاركة وفاعلة في العملية السياسية الهشة الراقدة في غرفة الانعاش !
في الثلاثين من تموز قال الخنجر في تغريدة له ” آن الأوان لطيّ صفحة النظام السياسي الذي تسبب بكل هذه الويلات، وأن نجلس كعراقيين فقط من أجل صياغة عقد وطني جديد. لن نتوقف عن بذل كل الجهود من أجل حلول عاجلة لوقف التصعيد وتهدئة المواقف؛ فالعراق أغلى ما نملك ولايمكن للعملية السياسية أن تكون سبباً في تخريب ماتبقى من الوطن.”
معترفا بان النظام الحالي سبب الويلات والخراب ، محدداً ، بان السير في الطريق نفسه سيكون سبباً في تخريب ماتبقى من الوطن !
وكرر الرجل دعوته للعقد الجديد في الرابع من تشرين الاول بعد الاحاطة الفضائحية لممثلة الامم المتحدة في للعراق السيدة بلاسخرت في محاولة لاحياء دعوته الاولى للفكرة نفسها .تلك الاحاطة التي وثّقت عار الطبقة السياسية المتنفذة في البلاد منذ التغيير عام 2003 حتى لحظة الصدامات المسلحة ، وهو توثيق يعتبر الاسوأ اممياً في تقييم العملية السياسية الفاشلة في البلاد .
واعتقد ان تكرار الدعوة للعقد الجديد جاء بسبب تفاقم الازمة الى حد عبورها الخطوط الحمر أولاً وفي عدم تجاوب قوى سياسية كبيرة لدعوته ، وبتعبير ادق ، رفض ومماطلة تلك القوى نقاش فكرة العقد الجديد حفاظاً على مصالحها الانانية .
وجاء في دعوة الخنجر الثانية في تغريدة له على موقعه في تويتر ” حديث بلاسخرت امام مجلس الامن الدولي رسالة واضحة تؤكد ماطرحناه من ضرورة صياغة عقد وطني جديد يعالج خطايا هذا النظام السياسي .الجميع بحاجة الى مصارحة وطنية حول كتابة عقد جديد يعيد للعراق مكانته وللعراقيين كرامتهم وحقوقهم . ”
والحقيقة ان هذه القوى الكبيرة تعارض بل وترفض أي شكل من اشكال زحزحة النظام الحالي لمعالجة الاخطاء الكارثية ، بسبب مصالحها المعشعشة في منظومة الفساد والمحاصصة وتقاسم الكعكة وان كانت مغموسة بدمم العراقيين .
وبسبب هذا الاستحكام المصلحي لتلك القوى اطالب الشيخ خميس الخنجر بطرح مبادرته الى الفضاء الوطني الشعبي بكل شرائحه الاكاديمية والاختصاصية والاعلامية والرأي العام عموماً ، لوضع اسسها ومناقشتها عبر الندوات وورش العمل الاختصاصية حتى بالتعاون مع المنظمات الدولية ومن بينها الامم المتحدة والخبراء الدوليين والاستبيانات الشعبية الرصينة وتحويلها الى فضية رأي عام بالتعاون والتشارك مع القوى السياسية التي تشترك في الاهداف نفسها للوصول الى الهدف الرئيس وهو انقاذ ماتبقى من العراق ..
لن ندخل في التفاصيل ففيها يكمن الشيطان كما يقال ، لكّني مؤمن تماماً ان القضايا الكبيرة لن يكتب لها النجاح الا بتبنيها من قبل الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير سواء بخطايا الطلقة السياسية او بعقد جديد ينظّم الحياة السياسية وتفرعاتها لتحقيق العدالة الاجتماعية .
ولم تدّخر الجماهير وسعا في تبني البرامج الشفافة والواقعية التي تؤمن لها القدر المطلوب من معالجة ازمات الحاضر والانطلاق نحو مستقبل افضل !