متى تطرق الليبرالية مقاعد مجلس النواب ؟؟
انتهز الكثير من الشخصيات السياسية ذكرى مرور عقدين على الاحتلال الامريكي وشركاه للوطن لطرح مختلف وجهات النظر في تقييم وتقويم احداث مرت خلال هذين العقدين..الملاحظة التحليلية عما طرح من افكار ومبادرات تنسجم مع الراي ان كل حزب بما لديهم فرحون .. فالدكتور برهم صالح طرح فكرة الذهاب إلى الكونفدرالية كحل مرحلي للانتهاء من حالة اللادولة ومسك السلطة بعقد اجتماعي دستوري جديد يحقق العدالة والانصاف من وجهة نظر تعبر عن الطموح الكردي بالانتهاء الى اعلان دولة كردية على انقاض عراق ممزق !!
ولم يغب مشروع اعلان اقليم غرب العراق السني كمبادرة حل لمشاكله مع تحالف الأغلبية الشيعية الرافض بهذا الشكل او ذاك الالتزام بشروط ادرجت في المنهاج الوزاري لحكومة السيد السوداني تحت اتفاق تحالف ادارة الدولة..وفي هذا الموضوع الكثير مما يمكن ان يقال فيه وعليه وحوله!!
اما قيادات الاحزاب الشيعية فكان ابرز المتحدثين فيهم رئيس الوزراء الأسبق الدكتور حيدر العبادي الذي ظهر في اكثر من حوار رمضاني متحدثا عن الماضي والحاضر والمستقبل في تسويق لمرحله قادها ويعدها النموذج المطلوب ..فيما سارع هو وغيره من قيادات هذه الأحزاب للاعتراف بالأخطاء دستورية كانت ام تطبيقات واقعية في السياسات العامة للحكومات التي كانت تحت قيادتهم .
كلما طرح سواء في مقالات راي او مقابلات او خطب في مهرجانات لم يتعد حقيقة ان كل حزب بما لديهم فرحون فحسب.. لم يناقش اي طرف أسباب ارتفاع معدلات البطالة والفقر والتضخم وفاتورة الديون وما هدر في مفاسد المحاصصة من موازنات انفجاربة !!
بل طرح الأغلبية منهم مقارنة مقيتة ومقرفة بين واقع الدمار الدكتاتوري وبين واقع ديمقراطية مشوهة بدبابات الاحتلال التي أجدها من أقبح المقارنات التي تشوه قراءة المستقبل لعراق واحد وطن الجميع .
فلا الكونفدرالية هي الحل حتى ينتهي الحال الى تفتيت العراق وتمزيقه الى دويلات ولا حالة اللادولة والخضوع لمفاسد المحاصصة هو الحل ولا صمت القبور للنخب والكفاءات الاكاديمية والمثقفة التي تعرف بالاغلبية الصامتة حلا في الجلوس على تل الانتظار !!
مطلوب تعليق جرس الليبرالية العراقية على أبواب مجلس النواب في دورة انتخابية مقبلة وهذا لن يحصل مع استمرار صمت القبور للاغلبية الصامتة … مطلوب المناصرة والتحشيد لمنهج سياسي ليبرالي موحد ..فكما تحالفت قوى المعارضة العراقية مع الاحتلال الامريكي وانتجت نظام المحاصصة.. لابد اليوم من بروز تحالف الأغلبية الوطنية الصامتة في قائمة موحدة تطرق بقوة على مقاعد البرلمان الاتحادي المقبل من جبال زاخو حتى مياه الفاو لعراق واحد وطن الجميع.. من دون ذلك سيبقى هناك تاريخ سابق لدولة عراقية بلا جغرافية سياسية ومجتمعية لعراق واحد وطن الجميع تلك مهمة كل من يتصدى للشان العام سواء أكانت من القوى الليبرالية سياسيا او القوى الاقتصادية او المجتمعية بل وحتى المرجعيات الدينية العليا الداعية لعراق واحد وطن الجميع بدلا من عراق المكونات وامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد او الانفصالية القومية … تضارب مصالح كبير يحتاج الى رجال يمتلكون الحنكة السياسية والقدرة على التحشيد الصحيح امام صناديق الاقتراع بمنهج واقعي يلامس العدالة والانصاف ومساواة المنفعة الشخصية للمواطن العراقي الناخب والمنفعة العامة للدولة .. مهمة صعبة لكن مسيرة الالف ميل تبدا بخطوة .. فهل بدات ؟؟ …. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!