الى…
روح…
الاب… الصديق …رفيق البردي والطين والمشاحيف والهور وحجي كاظم
ابو غالب الاسدي وحرمه
…………
تدرج العراق من بناء الطابوق المفخور الى بناء الطين ثم الخيام فالقصب والبردي ليجد نفسه في بيوت الصفيح او مهجرا بالعراء في ملاعب كرة القدم ثم لفته موجة البلوك والبيوت غير الخاضعة للهندسة.
لماذا ينهار شعب؟
اي من النظريات الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية والفكرية والدينية لايمكنها تفسير مايجري على هذه الارض.
من اكثر النظريات خفة ولا علمية هي مقولة ( صراع الحضارة والبداوة) ذلك ان القبائل المنغولية التي دوخت روحها البدوية نصف الكرة الارضية استقرت ضمن نظام دولة او اجزاء دول على درجة من التحضر كما ان العراق لم يعرف البداوة بمعناها المتعارف عليه واكثر من ذلك فان العجماوات اكثر تنظيما من المجتمع العراقي الذي عجز عن بناء شبكة صرف صحي لتفريغ فضلاته واذا كان على النظام السياسي فان الديكتاتوريات سادت ثلاثة ارباع اوروبا واذا كانت على الحروب فانه مامن منتج بايدي الناس اليوم الا وكان هو نتاج الحرب ونعلم ان اميركا البلد الاقوى عبر تاريخ البشر خاضت مايفوق ٥٠ حربا والمانيا خاضت
حربين عالميتين واليابان دخلت الحرب العالمية ودكت دكا واسرائيل في حالة حرب مع العرب والمسلمين منذ ٦٠ سنة وجنوب لبنان يتعرض للحرب بمعدلات ثابتة واذا كان على الحصار فان ايران تحت الحصار عمليا منذ تاسيس الجمهورية الاسلامية؟
هل هو البلدون او التعليم؟
لايوجد شعب عشوائي مثل الشعب العراقي انه على عكس كافة الشعوب الفقيرة او تلك التي تواجه ظروفا مناخية قاسية لايملك فنا ولا فلكلورا ولا الحياة الناعمة الملونة التي تعرفها بقية الشعوب كما ان العشوائية ضاربة جذورها في ملبسه وماكله ومسكنه وعمله ونظامه الاجتماعي من زواج وولادة وموت وتعليم وصحة ودفاع وافراغ واقتصاد.
لا احد يعرف على وجه الافتراض وليس الدقة لماذا يواجه الشعب العراقي هذا المصير الذي يفترض ان لايكون مصيره؟
لابد من الاقرار هنا ان الشعب العراقي بدون اصدقاء كما انه بالتعبير المحلي ليس له ( والي) اي الضامن له والعراقي ان عاش كيفما كان او مات باي مكان ليس له من يتابع حياته على كثرة الذين يطرحون انفسهم لتمثيله وهذه من اغرب المفارقات.
هناك سؤال اكثر مرارة
لماذا يجد الشعب العراقي الجميع اعداءه وليس اصدقاءه؟
هل يقوم هو باستعداء الاخرين عليه ام ان هناك امر غيبي لايمكن فهمه؟
من الظواهر الملازمة للحياة في العراق هي ظاهرة ميل الدول الاخرى للتدخل بشؤونه الداخلية وبصورة لاتحدث على نفس الوتيرة مع بقية الدول الا ان يكون هناك سبب محدد كوجود ثروات طبيعية كما هو في افريقيا لكن بلد يتدخل الاخرون بشؤونه الداخلية ويضخون اموالهم فيه بدون سبب منطقي لايحدث الا في حالة
العراق.
المحير ان هناك من ياتي الى العراق ليقتل اهله كما لو انه ذاهب في رحلة صيد وعلى هذا فان العراق هو البلد الوحيد الذي واجه سكانه ( سياحة القتل).
لماذا يميل العقل العراقي الى التفنن في الغش وليس الانتاج؟
ساضرب هنا مثلا من الصعب ان يصدقه عقل الفلاح الفيتنامي او الباكستاني او الالماني او الكوبي او الاسترالي او المصري وهذه عقول كل واحد منها كونته بيئة وجينات وثقافات مختلفة.
الدولة العراقية تشتري الحبوب من الفلاح العراقي بسعر اعلى من السعر الاقليمي والعالمي ومن المتوقع في هذه الحالة ان يندفع السكان نحو الزراعة وتتنفس الارض الصعداء من الملح والسبخ واكياس النايلون واطارات السيارات وزيوت المحركات والزبالة لكن الذي يحدث ان الفلاحين يذهبون لشراء الحبوب من دول الجوار ويقومون باعادة بيعها للدولة للافادة من فرق السعر.
مثال اخر
راشد يقدم على قرض زراعي لتاسيس مشروع لتربية الابقار في الفحص الاول يستاجر حظيرة ثم الفحص الثاني يستاجر التجهيزات في الفحص الثالث تاتي اللجنة لتجد العجول تاكل في معالفها سعيدة، يقبض راشد القرض فيقوم بتفكيك المشروع عجل عجل اذ تبين ان العجول نفسها مستاجرة.
اغرب من ذلك هناك قصاب في بغداد متخصص بتاجير الذبائح كاملة على المطاعم ليتم تعليقها في الواجهات لخداع الزبائن ثم تعاد لتباع لحما وليس كبابا.
شعب يدوخ لكنه بالتاكيد دائخ ولابد من تحقيق اختراق لبناءه بصورة منهجية وهذه هي وصفتي…
اولا… الغاء كافة قوانين الاصلاح الزراعي واعادة تملك الدولة للارض بدون اي استثناءات واعتبار ان كل الارض غير المسكونة هي ارض زراعية مع وقف عمليات البناء عليها.
ثانيا…تعويض الفلاحين براتب يعادل قيمة محصولاتهم وقت صدور القرار.
ثالثا…العمل بنظام تاجير الارض للزراعة على ان يكون الايجار محسوبا بما يجبر المؤجر على زراعة الارض وان يتم التاجير تدرجي حسب الانتاجية.
رابعا…استحداث العمل بنظام الشركات الزراعية الاجنبية فاذا كانت الشركات تستخرج الزيت من الارض بعقود مرابحة فلماذا لاتستخرج الحبوب من الارض وفقا لنفس العقود؟
خامسا…المساحة المسكونة في العراق اليوم تعادل مئة ضعف حاجة السكان من الارض السكنية اذ يعيش في طهران مثلا مايعادل نصف سكان العراق وعليه يتم وقف منح اراضي جديدة للسكن ويتم العمل بنظام
السكن المتري اي حساب حاجة السكان حسب مايحتاجون اليه وهو ١٢ متر تقريبا وليس حسب قدرتهم على التملك كما يلزم السكان بنظام السكن العمودي.
سادسا…تغيير لباس السكان والزامهم بزي محدد يكون على شكل بدلة وربطة عنق وحذاء واعتبار الدشداشة والنعال والبيجاما او ماشابه (ارهاب بصري) كما يلزم المراجعين للدوائر الرسمية بمظهر رسمي ويقصر الزي الديني على العلماء والطلبة ويمنع ارتداؤه في الاماكن العامة ويحمل صاحبه اشارة مكتوبة تحمل عبارة ( عالم دين).
سابعا…استحداث كلمة احترام رسمية لمخاطبة الشعب على وزن اغا او خانم بالفارسية او افندم بالتركية او مسيو او هير على ان لاتكون كلمة سيد او سيدة لانها لم تعد تؤدي اي غرض واقترح استعمال كلمة الاحترام باللغة الكردية ( كاك) او حتى كلمة ( شريف) و (شريفة).
ثامنا…تاسيس مكاتب متخصصة للدفن في المدن تقوم بتجهيز الموتى مع استيراد السيارات الخاصة بنقل الموتى ومنع ظاهرة نقل الجثث على اسطح السيارات.
تاسعا…تخصيص مبلغ رمزي لكل مواطن عراقي لشراء الورد يسمى ( بدل وردي) يضاف على الراتب او اجور العمل حتى لو كان مقداره ربع دينار لتذكير السكان بقيم الجمال والسلام ومع انه سيكون في البداية موضع تندر الا انه سيشيع في النهاية كلمة الورد بالمجتمع.
عاشرا…الغاء كلمة مواطن وابدالها بكلمة ( مسالم).
حادي عشر…استيراد معملين لصناعة فرش الاسنان والمعاجين واشتراط صحة الاسنان لتولي وظائف الدولة ومنع اي مسؤول حكومي من الظهور في وسائل الاعلام اذا كانت اسنانه مريضة.
ثاني عشر…الزام قادة الدولة بالظهور مع زوجاتهم في المناسبات العامة.
ثالث عشر…وقف كافة البرامج السياسية واعتبارها ( ارهاب سمعي وبصري) والاستعاضة عنها ببرامج زراعية وصحية ورياضية وتعليمية وتاخير الاخبار السياسية في نشرات الاخبار الى ماوراء تلك النشاطات واختزالها الى اقصى حد ممكن.
رابع عشر…اعتبار الشعر الشعبي عمل عدواني ضد لغة البلاد ووقفه الا ماتعلق بالمناسبات الدينية التي تمثل عقيدة السكان.
هاي هيه.