مسخرة المساومات الامريكية في قضية الاتفاق النووي والعرض الامريكي بالافراج عن مليار دولار من اموال ايران المجمدة مقابل خفض نسب تخصيب اليورانيوم وايران ترفض ذلك العرض وتقوم بكل تحدي اختبار اجهزة طرد مركزي جديدة متطورة من الجيل التاسع IR9 بل وتعلن بشكل مبتز زيادة تخصيب اليورانيوم .. مما يعني ان هذا الانبطاح الامريكي جعل ايران الدولة الضاغطة وامريكا الدولة المضغوطة لان امريكا في عهد ترامب كانت تناور في عدة خيارات منها رفع سقف العقوبات بين الحين والاخر وفق تجاوزات ايران في المنطقة وتحديها لمطالب المجتمع الدولي، فضلا عن اشاعة اجواء رعب الحرب من خلال بوارجها وطائراتها التي كانت تصول وتجول في بحار واجواء منطقة الخليج العربي بالاضافة الى تحجيم ايران سياسياً في المحافل الدولية وتماسك مواقف دول المنطقة بشكل متناغم مع الموقف الامريكي، وبذلك لم يكن لايران من اوراق تلعبها سوى محاولات التهرب من العقوبات وكذلك المراهنة على الفصائل والميليشيات الولائية في زعزعة استقرار امن المنطقة التي اهتزت معنوياتها بعد اغتيال عرابها قاسم سليماني .. اما ايران اليوم بات لها عدة خيارات اهمها انها شعرت بالاطمئنان بعد ابعاد ادارة بايدن شبح الحرب الذي لا تعرف ايران لغة رادعة لها غير ذلك ثم قامت بتوجيه ميليشياتها في العراق بضرب القواعد الامريكية بالصواريخ الايرانية دون اي ردع او خوف من رد فعل امريكي ومن ثم الاتفاقية الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع الصين التي فتحت افاق تعزيز موقف ايران السياسي والاقتصادي واصبحت لا تخشى العقوبات الامريكية التي ستجعلها تتآكل بمرور الايام، ونتيجة لتعدد هذة الخيارات باتت ايران تناور وتراوغ وتتشدد في فرض شروطها مقابل العودة الى الاتفاق النووي الذي لم يعد يهمها من شيء حتى لو استمرت المباحثات الجديدة سنين طويلة كما كان يحصل من قبل لان جوهر تعنتها ليس كما يروج من يعود اولاً للاتفاق وانما غاية ايران حصر المباحثات في اطار بنود اتفاق عام 2015 دون قبول اي تعديل او اضافة علية خصوصا موضوع الصواريخ الباليستية لهذا ابدت ايران مرونة لغرض المساومة في ايقاف زيادة نسب تخصيب اليورانيوم ليس لاجل العودة الى الاتفاق كما يشاع في الاعلام وانما لغرض عدم بحث موضوع الصواريخ الباليستية لان تلك الصواريخ هي الوسيلة الاهم في تنفيذ مشروعها التوسعي على حساب دول المنطقة .. مما يعني ان التعنت الايراني ليس الا رسائل ترويض لاشعار الاطراف الاخرى استحالة قبول اي تعديل او اضافة لصيغة الاتفاق فكيف لها قبول التباحث على بنود خار ج اطار الاتفاق ومنها الصواريخ الباليستية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة بالرغم من ان هذة الفقرة الاخيرة اصبحت في طي النسيان واكيد الانبطاح الامريكي سوف يلغي موضوع بحث الصواريخ الباليستية التي تهدد بها دول المنطقة ليتم مكافئة ايران على ما قدمته من خدمات جليلة للاجندة الامريكية الصهيونية وبانتظار مسلسل جديد من مسرحيات التحدي والتمادي للضحك على المغفلين .