ترتبط أمور أو أحداث بأشخاص, بشكل لصيق حتى تطغى على بقية شخصهم أو مكانتهم, بل وحتى تغطي على ما يمكن أن يقدموه من إنجازات أو أعمال, فتكون وكأنها ..هم.
يعود ذلك ربما لأهمية الحادثة, أو كونها شاذة وغريبة, أو مستفزة لمشاعر الناس, وخارجة عن المألوف, وأحيانا تكون طبيعية, لكنها تسوق ضمن حملة إعلامية, يستهدف منها شخص ما بعينه, لأسباب منافسة تجارية, أو تسقيط سياسي.
تنطلق حول تلك الأمور, النوادر والنكات الشعبية, وتحاك حولها الحكايات, وتصبح حدثا عاما لفترة ليست بالقليلة, وحتى عندما يخبوا صداها لا تختفي, وإنما يسهل تذكرها, لأنها بقيت راسخة في أذهان الجمهور المتلقي.
فلو سألت أي شخص, عن السياسي الذي, كلف إصلاح مؤخرته المال العام, ستة وخمسين مليونا, أو عن النعل الطبي الخارق, أو عن أبن السياسي الذي كلفت ألعابه, ملايينا أربعة من الدنانير, لقيل لك بسهولة من هؤلاء, مع ضحكات عريضة تتبعها حسرة!
الحسرة يمكن تفهمها, لأن المال المسروق, يعود للمواطن, كان يفترض أن يتم بناء مدرسة أو مستشفى بها, لكن الضحكة.. ربما لأن شر البلية ما يضحك!
أحيانا تكون البلوى مما لا يمكن الضحك عليها, كان ترى إبتلاء عائلة لشهيد, تتنقل بين جهة وأخرى, لتحصل على أبسط حقوق شهيدها, أو تذهب لمراجعة دائرة حكومية, فترى العجب العجاب, أو تصلك قائمة أجور الكهرباء, بأرقام خيالية.. بحجة الإستثمار!
لكنك ستبكي ولن تضحك أكيدا, إن قادك سوء حظك لمراجعة أي مستشفى .. فلن تجد أبسط دواء يمكن أن تحتاجه, لحالة مرضية عادية, أما إن كان مرضك مستعصيا.. فستكره الحياة, عندما ترى مريضك يموت بين يديك, رغم وجود الإمكانية لعلاجه, وأنت بلا حول ولا قوة.. لان أموال دواءه, سرقها المسؤول الفلاني, ليمنحها لأبنه المنحل, ليحتفل برأس السنة, في الحانات وأحضان الغانيات؟!
تنقل الأخبار أن وزيرا سابقا, أوقف في بلد عربي مجاور, بسبب قضايا فساد مالي, خلال فترة إستيزاره لدينا, وقد أصيب بجلطة دماغية وهو بحالة خطرة.. ولا نعرف إن كان مرضه لعبة لتهريبه “لأسباب صحية” فهو وحزبه مبدعون بهكذا حيل.. أم هو مرض حقيقي, لسوء حالته الصحية, وإلا فلا يمكن تصديق أن الرجل أصابته صحوة ضمير, وندم شديد لم يحتمله دماغه الورع التقي؟!
شعبنا طيب القلب, وينسى إساءات الأخرين, وربما يتناسى ” بواسير الشيخ” أو ” نعل الدكتورة” أو “شاي الداعية الورع”, والمسكين الذي اطلقه القضاء بكفالة مائتي دينار لأنه ” شاب في مقتبل العمر” وغيرهم كثير.. لكن أيظن هؤلاء أن ربك سينسى؟!