23 ديسمبر، 2024 1:04 م

ما يفسده السياسي ــ يصلحه المثقف …

ما يفسده السياسي ــ يصلحه المثقف …

مثقفينا … النجدة !(1) : لتقف اقلامكم بكامل قامتها وعلى كفها نزيف الحبر, لتنفض اغبرة الأتكالية والترقب السلبي عن وجه الثقافة الوطنية العراقية , الصبر نفذ صبره والأنتظار غادره من ينتظر, مقبرة الأحباط متخمة بوجع الأنكسارات, ولعبة الخيانات تمزق الوطن, انها الخيارات التي لا يجدي معها التبطر على قارعة الكسل واللاابالية, انه العراق ينزف سيادته وجغرافيته وثرواته وحاضر ومستقبل مكوناته, تتحاصصه دواعش عروبية بعثية وشريكة لها كردية برزانية, جندرمة وليمة التقسيم للمشروع الأمريكي , العراق يتقيأ قيح الأتفاق الخياني الأخير بين حكومتي المركز والأقليم لصاحبهما مسعود البرزاني .
اين الأشكالية واغلبكم اصحاب خبرات واختصاصات وأفق معرفي وبلاغة التعبير عن الألم العراقي, اين المعجزة في ان يقترب بعضكم الى بعض وتتجمع مواقفكم حول المشتركات الوطنية الأنسانية, تيار يخترق الحراك المجتمعي  ليستقر فيه ضمير في الصميم, بيئتكم عراقية مهيئة لأستقبال أدواركم في تحرير العقل العراقي وإعادة تأهيله بعيداً عن مخدرات التشعوذ التاريخي, الوطن وبعد ان خذلته حثالات السياسة, يتطلع اليكم بأنتظار حضوركم طليعة للأصلاح, حكومة الصفقة, تؤدي الآن وبجدارة لعبة الوجهين, الوجه الذي يعرض علينا مساحيق الأجراءات والأصلاحات الخادعة, الوجه الملوث بأوحال الخيانة يمرر من خلفنا صفقات الأذلال والأستسلام لحكومة المركز الكردية, اتفاقات لم يسبق للعراق ان تكبل بمثلها, فقدنا فيها السيادة والجغرافية والثروات والوحدة الوطنية, وسنفقد المتبقي من وجودنا دولة ومجتمع .
اين المستحيل : ان نلتقي احباء وابناء وطن, افراد يستحقون بعضهم وعراق يستحقنا بكل ما نملك من قدرات ومواهب, لأعادة تشكيل نسيج ثقافتنا الوطنية  وارضية قناعاتنا ومقدس وعينا, قادرين على ان نسحب مجتمعنا من تحت جلد الطائفية والتعنصر القومي, هذا الذي سيميزنا عن قطيع المستثقفين من تحت طاولة وليمة الأتفاقات الخيانية .
وسائل التواصل ما اكثرها, امكانيات اللقاءات ما اوفرها , الدوافع الذاتية ما اغناها, فقط قليل من التواضع في ان نسكب مواقفنا وقناعاتنا وجهدنا في بعضها, لتخرج مواجهات اعلامية رصينة فاعلة بالضد من الأعلام المأجور الذي يجلس على عرشه رمزي الصفقات سماحة البرزاني وكاكه العبادي, سيكون وبكل بساطة, تحرك تاريخي يسجل في الصفحات الناصعة للذين سبقونا .
قبل اكثر من شهر, قرأت للبعض من الأخوة ,اراء ووجهات نظر واجتهادات سليمة , ستساعدنا بالتأكيد , ان نرى العراقيون واقفون على اقدام الأمل والأرادة , وقد خلعوا عنهم  اسمال التردد والأرباك, يسارعون لترميم المعنويات ثم اشعال اكثر من شمعة لتساعد البصيرة على رؤية هول الأحداث من حولهم .
حكومة الصفقات والأتفقات الخيانية مأزومة, تعاني قصر حبل اكاذيبها وفضائح فسادها واقتراب موعد مواجهاتها مع الرأي العام الوطني, انها لا زالت تملك بعض الأوراق, وعلينا سحبها من يدها عبر الحراك الشعبي الواسع, لن يبق الآن امامها سوى الأتكال على دموية الدواعش البعثية الكردية في لعبة التدخل الأقليمي الدولي, انها في الواقع مواجهات وعي اعلامي, البيئة الموضوعية والذاتية غنية بفرص الأنتصار, الصمت يسبق البركان, وعلى المثقف الوطني واجب اشعال الفتيل برصاصة الكلمة .
وزير الصفقات النفطي, يستغفل الدستور والقوانين والأعراف الوطنية وهيبة الدولة, ليعقد صفقته اللصوصية مع الوزير المالي هوشيار الأقليم, ليشرعنا سرقة وتهريب الثروات الوطنية, رئيس الوزراء حيدر العبادي ( المصلح !!! ) يغلف جنازة الأتفاق بكفن العملية السياسية, يتحدث دولته عن (50) الفاً فضائي كشفهم في اربعة فرق لا يزيد ملاكها عن ( 49 ) الفاً كما اشار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي, بهلوانيات لأستغفال الناس عن رؤية مستنقع الفساد والخذلان الذي يرفلون في اوحاله , يتستر على الفضائح الأبشع لفضائيي الرئاسات من نواب ومستشارين ودرجات خاصة وناطقين رسميين وافواج حماية الى جانب حبربشية الحزب والعشيرة والعائلة , فضائيون قد يساوي عددهم ما يعادل مجموع منتسبي فرقتين عسكريتين في الجيش العراقي .
استهتارات النفس الأخير , هي احدى تقاسيم الأنهيارات الشاملة لمؤسسات الفساد والأرهاب والصفقات الخيانية , لهذا تسارع امريكا لضخ مزيداً من المستشارين والمدربين العسكرين وقوات برية سرية واسعافات اعلامية , الى جانب تسليح الكيان الكردي رصيداً مثالياً لأختتام فصول المجزرة الوطنية , الشعب اعزل وسلاسل رؤساء الكتل والمليشيات تقيد ارادته بصرامة متناهية, انها جبهة الأستلاب والأذلال والخذلان لما تبقى من وطن كان العراق .
تلك هي الحقيقة الموجعة ورعب الهاوية التي ينحدر فيها عراق اليوم, فأما ان ندفع الثمن المقدس الى جانب شعبنا ووطننا, واما الأستسلام, حيث سيرمينا مشروع التقسيم على قارعة الضمائر الميتة, ومع قناعتنا, ان العراق سيصمد وينتصر العراقيون, لكن علينا ان نقلل من فداحة ثمن المعاناة .
 
17/12/2014
[email protected]
 
(1)   ـــ مقالة للأستاذ صائب خليل تحت عنوان ” مثقفينا … النجدة ! على موقع الأخبار .
(2)    ·  مثقفينا .. النجدة! .. القصف المعادي يسحقنا – الجزء الأول – صائب خليل
(3)    30/11/2014 – 20:53
(4)    ·  مثقفينا… النجدة! 2- الدين والسياسة وكردستان – صائب خليل
(5)    01/12/2014 – 17:24
(6)    ·  مثقفينا.. النجدة! 3- الموقف من إسرائيل وأميركا والديمقراطية والإقتصاد – صائب خليل
(7)    03/12/2014 – 17:13