مؤلف “14 تموز ثورة وإنحراف ” للكاتب محمود جوار – الصادر عن دار الجواهري- بغداد-شارع المتنبي،حاول فيه الكاتب محاورة بعض المستور والغير مستور كذلك لكل متعلقات ثورة 14 تموز الوطنية العراقية،ومنها المثير لحقيقة التساؤلات كما عبر عنه لوثوقيته من معايشته لها،وقد راح لتوثيقها بوقائع واحداث حصلت له،منها اعتقاله وابعاده عن الوظيفة في زمن الثورة كسياسي شيوعي،وهو مربط توثيقه الكتابي في المؤلف هذا،وقد جاءت معتمدات ومرجعيات كتابه، بذكره المؤترخ لوقائع والمجانب لأسماء الكثير من الرموز الوطنية واعلام رجالات الدولة المزامنين لهم،كمقاربات حقيقية مؤكدة لرؤاه التحليلية لثورة تموز وما رافقها من احداث مضادة لها،تلك الضادات المنبعثة من الداخل او المصدرة لها من الخارج وبصبغة قومية كما حصل في الموقف المصري المتجسد في موقف وسياسة –جمال عبد الناصر- ومن خلال معتمده وهو المتأمر الحذق-عبد السلام عارف. وكما حصل لاحقا في انقلاب 8 شباط،حين صعد الانقلابيون القطار الأمريكي المعد من قبل حكومات الكارت النفطي العالمي،حينما ادركت هذه الدول بتوجه حكومة 14 تموز في تحرير ثروة البلد النفطية من الاحتكار وفق مسودة قانون 80 وهو في أعشية اعلانه.
وذكر الكاتب –محمود جوار-قضية الشعب الكردي ومن خلال احزابها،ومارافقها من تقلب مواقفها والبعض منها في الاحداث الدموية الضادة للشيوعين العراقين، وبعدها في مسميها – حركة الأنصار-
ومن الشرح ذكرْ الكاتب…ان قيادة الحزب الشيوعي كانت دائمة التأيد لحكومة الزعيم عبد الكريم قاسم،خاصة وان حكومة تموز تقوم بإعتقال افراد من قاعدة الحزب وطردهم من وظائفهم،ويرى البعض في ظاهر هذا الموقف تلك الإزدواجية الخاطئة لقيادة الحزب،لكن وبعد القراءة للموقف هذا و فحصه،تبين ومن سياسة الحزب ان الموقف متأتي من حرص الحزب بعدم الطعن بالحكومة،منتظرين ذلك التغير في تصحيح مواقفها وأخطائها اولاً،وثانيا عدم التضاد مع الحكومة بل دعمها امام التأمرات الداخلية والخارجية من هنا وهناك،ولتي تريد اسقاط الحكومة ذات النزعة الوطنية،وهو موقف عقلاني بالمقيسة السياسية الحكيمة في الابتعاد عن خسارة كل الحالة الوطنية لحقبة تموز.
وقد خصص الكاتب صفحات مؤرشفة لوثائق وقرارات مهمه لمحتوى الكتاب وحججه،ومنه نرى ضرورة قراءة المؤلف هذا وفق منهاج نقدي لبرهان فرضيتها،خاصة وقد سرد الكاتب الكثير من الرؤى المجانبة للوقائع الخاصة بمرحلة ثورة 14 تموز،وما حققت من انجازات وطنية لم تزل قائمة،هذه الإنجازات المحاككة لمصلحة الفقراء وهمومهم الحياتية،كما افرزت الكثير من الافكار الوطنية رغم الاخطاء القاتلة المؤدية للثورة المضادة التي جلبت الدم والسجون كما حصل في يوم 8 شباط الأسود.