صباح اليوم الأحد 25 أيلول 2016م – في الجوار العراقي – أمام قصر العدل في قلب العاصمة الأردنية عمّان، رجل اغتال غيلة الكاتب اليساري المسيحي الأردني “ ناهض حتّر ” المولود عام 1960م الموالي للقطر العربي السوري بثلاث رصاصات في الرأس (ألقي القبض عليه على الفور)، لأن المغدور حتّر نشر رسماً كاريكاتيرياً مسيئاً للذات الإلهية على صفحته على موقع facebook، بعنوان “رب الدواعش” أثار موجة غضب أردني، لكن حتّر نزه الذات الإلهية بقوله: إن الكاريكاتير “يسخر من الإرهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الألوهة عما يروجوه الإرهابيون”وذكر “ ماجد حتّر ” شقيق الكاتب الراحل لوكالة “Sputnik Arabic” الخبرية الروسية: “نحمل كافة أعضاء الحكومة الأردنية ووزير الداخلية مسؤولية دماء ناهض حتر، وعقدنا اجتماعاً عائلياً وقررنا رفض استلام الجثة إلا بعد محاكمة القاتل”. قال “ محمد الجغبير”، أحد الذين كانوا يرافقونه لحظة اغتياله، إنه تم إطلاق النار على الكاتب في تمام الساعة التاسعة والربع صباحاً عند البوابة الخارجية لقصر العدل والمخصصة لدخول الرجال، وأن إطلاق النار تم من مسافة متر من مسدس (عيار 9 ملم)، لونه فضي، بينما كان الجاني يتمتم بصوت منخفض ولم يفهم كلامه، وكان يرتدي ثوباً رمادياً “دشداشة”، وهو ذو لحية طويلة وشاربان خفيفان. ووفق الجغبير، تلقى حتّر أول رصاصة في صدره ما أدى إلى سقوطه أرضاً، قبل أن يتلقى رصاصات عدة منها في مختلف أنحاء جسمه، وحاول الجاني الفرار من خلال گراج المركبات الخاص بالمحكمة، لكن ابن الكاتب حتّر ومجموعة من المواطنين بالإضافة إلى رجال الأمن طاردوه وتمكنوا من إلقاء القبض عليه.
ناهض حتّر، خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر. عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي. سجن مرات عديدة أطولها في الأعوام 77 و79 و 1996م تعرض لمحاولة اغتيال سنة 98 أدت به إلى اجراء سلسلة من العمليات الجراحية، اضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 98، وكان مقيماً في عمّان قبل اغتيالة. له عدة اسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية. اسهامه الأساس في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني. كان حتّر، كاتباً في صحيفة (الأخبار) اللبنانية، موقوف عن الكتابة في الصحافة الأردنية منذ أيلول 2008م. استدعته السلطات الأردنية على خلفية إعادة نشره لكاريكاتيره وأفرج عنه بتاريخ 8 أيلول الجاري مقابل كفالة عدلية. في رد الحكومة الأردنية على حادثة الاغتيال، استنكر وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني الحادثة، وأكد أن الحكومة والأجهزة الأمنية والقضاء ستحاسب من اقترف هذه الجريمة النكراء، وأضاف أنّ القانون سيطبق بحزم على من قام بهذا العمل الآثم. استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي جريمة القتل التي أودت بحياة الكاتب ناهض حتّر ، ورفض الحزب تجاوز القانون، مؤكدا اخذ المؤسسات القضائية والامنية دورها. دان نقيب الصحفين الأردنيين طارق المومني قتل الكاتب ناهض حتّر ، قائلاً ندين هذا العمل الجبان بأقسى العبارات، ونعتبره تطاولاً على القانون وخروجاً عليه، ولا يجوز أن يؤدي الخلاف في الفكر إلى هذه النتيجة. دانت نقابة المهندسين الأردنيين جريمة الاغتيال في بيان قالت فيه: “نحن في دولة قانون ومؤسسات تتمتع بقضاء نزيه وعادل وخاصة ان قضية الكاتب ناهض حتّر ما زالت معروضة على القضاء ولم يصدر فيها حكم قضائي، ولا يجوز لأحد كائنا من كان أن ينصب نفسه قاضياً ويصدر الحكم وينفذه بنفسه”.
من مؤلفاته: الملك حسين بقلم يساري أردني. في نقد الليبرالية الجديدة، الليبرالية ضد الديمقراطية. العراق ومأزق المشروع الإمبراطوري الأميركي.
مايخص الشأن العراقي من اغتيال حتّر ، إشاعة ذات التطرف الداعشي! – خاصة عبر وسائل القطيعة (التواصل) الاجتماعي – والكراهية والانحلال والإلحاد وصولاً للاحتلال نيسان 2003م،ومنهجة جنحة ازدراء الوجدان العام والأديان ونشر الجرأة على الأنبياء وجرم لعن نبي الإسلام وصحابته، الرابط أدناه أنموذجاً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=428143