23 ديسمبر، 2024 9:02 ص

ما يجري في الانبار جريمة وعار

ما يجري في الانبار جريمة وعار

والسكوت عار وجريمة اكبر و مخاوف من تكرار السيناريو الامريكي في الفلوجة !!؟
تخيل معي بيتك يقصف بصواريخ الراجمات والطائرات وانت لاتملك من الامر شيئا لاتعرف من هو داعش وماعش وناعش ولم تلتقي به يوما فلهذا السبب يقصف بيتك وانت آمن لاحول ولا قوة لك في صراع سياسي محموم ومعركة لاتخضع لميزان من عقل او قيم او دين واصبح كل برئ في الرمادي والفلوجة جزءا من هذا الصراع ,
عندما تسأل اي شخص في مدينتي الفلوجة والرمادي لماذا الجيش يقصفكم بالصواريخ وقذائف المدفعية بصورة يومية ؟ تتألم وانت تسمع الجواب لانعرف نحن مدنيون عزل لا ناقة لنا ولا جمل
قد يدهش المرء فعلا لانهم اناس ابرياء لكن سرعان ماتغيب عندك الدهشة عندما تدرك ان الاجرام وحب السلطة الدموي للحاكم هو الذي اباح لنفسه ان يستهدف كل شيء للنيل منه ليبقى هو على كرسي السلطة وليذهب الشعب الى الجحيم وهنا يكون السكوت والمهادنة عن جرائم الحرب خوف وعلامة من علامات الخنوع والشيطنة للسلطان للاستمرار بالقتل لانها جريمة فعلا ترتكب في كل لحظة ودقيقة وساعة على ارض الانبار يذهب ضحيتها المئات من الاطفال والنساء والشيوخ الذين لم يكونوا يوما ضمن مخطط مرسوم لتدمير العراق او حتى تجار حروب كل ذنبهم انهم سكنوا هذه المحافظة
اسئلة كثيرة تلك التي يمكن ان تستفز الضمير قبل العقل إزاء قتل الابرياء بالقصف العشوائي وعلى مرأى ومسمع العالم كله واجبار العوائل الآمنه على النزوح من ديارهم ليصبحو ا بالعراء بلا مأوى
مهجرون مشردون هؤلاء الناس ماكانوا يعرفون او ما كان بالاحرى ليخطر على بالهم يوما ان حاكما اباح لنفسه ان يطلق عليهم بضع كلمات ليحلل قتلهم ويصفهم على انهم ارهابيون داعشيون ,
مستشفى الفلوجة عندما تدخل اليها وتتجول بين ردهاتها لا تسمع الا صراخ الاطفال وأنينهم تلك هي الصرخات النابعة من شدة الألم التي تشدّك بقوة نحو معرفة الطفل المصاب ووسط هذا الأنين فجأة يفارق طفل الحياة انه إبراهيم قبل ساعة كان يلعب آمنا مع بقية اطفال الحي لتسقط قذيفة مدفعية لقتل براءة الطفولة هنا اطل الضمير الإنساني في تلك اللحظات بوجهه من كوة صغيرة ليتساءل خجلا ماالذي يجري في الفلوجة الرمادي هل صار الانتماء لهذه المحافظة والتجذر فيها تهمة تستحق لصاحبها الموت وانت مازلت داخل المستشفى الوحيد في المدينة والذي يشكو اصلا من تدهور خدماته الصحية ، ينتابك شعور آخر مليء بالحزن
لان الكادر الصحي غير قادر على معالجة مئات الجرحى في مناطق المدينة اذ لا تتوفر خدمات جيدة
ويؤكد اطباء ان معرفة قسم من الاصابات ومستواها ما زال مجهولا هذا يعني ان الجيش قد لجأ الى استخدام اسلحة محرمة دوليا
مايحصل من مأساة في مدينة الفلوجة يثير القلق والخوف من تكرار اليسناريو الامريكي ايام اجتياحها من قبل الاحتلال الامريكي آنذاك حيث انفرجت المعارك فيها بعد عدة اشهر عن مئات الجثث التي ضمها ملعب رياضي في المدينة ،
ويثير ايضا اعلاميون عراقيون وعرب واجانب اسئلة عن اسباب منعهم من تغطية ومعرفة ما يجري في الفلوجة منذ عدة اشهر وبات السكوت عن مايجري هناك يثير قلق الكثيرين من ان حرب ابادة يتعرض لها المدنيون اضافة الى شلل كامل في الحياة حيث توقفت المدارس عن الدوام وتعطلت مؤسسات خدمية مثل الماءوالكهرباء خصوصا في مدينة الكرمة ما يزيد الوضع المأساوي للمدينة اكثر تعقيدا ينذر بكارثة حقيقية اكبر .
هي محافظة الانبار وعروسها الفلوجة الشامخة هي الانبار بجميع ومدنها واحيائها هي المحافظة التي كانت ومازلت عصية على الطغاة المتجبرين لم تركع يوما لحاكم او سلطان جائر على مر التاريخ وما يجري فيها الآن جريمة وعار والسكوت عار وجريمة اكبر.