17 نوفمبر، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

ما يتميّز به الجيش العراقي عن بقية الجيوش

ما يتميّز به الجيش العراقي عن بقية الجيوش

دخلَ العراق الحرب مع ايران في عام 1980 بِ 4000 آلاف دبّابة , وخرج منها في سنة 1988 بِ 6000 آلاف دبّابة .! , وهذا ما لم يحصل من قبل لأيٍّ من جيوش العالم في ايٍّ من الحروب والمعارك …

وإذ معظم المنجزات الحربية للجيش العراقي غدت معروفة ومنشورة , لكنّ بعضها لم تحظ بتسليط اضواء الإعلام عليها بشكلٍ وافٍ , وبعضها الآخر ابتعد عن الأضواء لسببٍ اولآخر , نحاول هنا الإشارة الى مواقف وحالات عسكرية فائقة التميز ممّا لم يطّلع عليها الجيل او الجيلين الجديدين قدر الإمكان او على الأقل : –

في ليلة الهجوم لحرب عام 2003 وصل لواء عراقي ” ناقص فوج ” الى المنطقة الحدودية للعراق مع الكويت < حيث تتمركز القوات المعادية على حافة المنطقة > ودون ان يستكمل اللواء استحضاراته وحفر مواقعه , فقُبيل ساعات الفجر تصدّى اللواء العراقي للهجوم البريطاني المدرّع  واشتبك معه لمدّة اسبوعٍ كامل , دون تمكّن البريطانيين من خرق المنطقة طوال تلك الأيام …. ما موصولٌ لذلك بما يتصل بحرب عام 1991 , وحيث لا كهرباء ولا تلفزيون والعراقيون محرومون من مشاهدة ما يجري عرضه على شبكات التلفزة آنذاك , ( ونتحدث هنا عمّا شوهد عبر الشاشات في معظم دول العالم وجرى عرضه بالبث المباشر عبر اقمار صناعية ومراسلين حربين اجانب ) , فقد كان هنالك خندق يمتد لمسافاتٍ طويلة على امتداد وحافة الحدود العراقية مع السعودية , وهذا الخندق كان ممتلئ بالجنود الممنوع عليهم مغادرته الى ايّ اتجاه , لكنه ما أن تقدّم فيلق مدرع من قوات التحالف لإجتياز الحدود العراقية , فهرع هؤلاء الجنود بالخروج من الخندق ” بشكلٍ ذاتي ودون اوامر عسكرية ” حاملين القاذفات المضادة للدرع , يسددون صواريخهم ركضاً نحو دبابات العدو , ايضاً ممّا جرى عرضه في ذلك , فخلال دقائقٍ قليلة ظهرت ناقلات الجنود المدرعة العراقية من نوع BMB1 بإتجاه قوات التحالف وبسرعة ملحوظة < حيث كانت الناقلات في مواضعٍ غير مكشوفة تحت الأرض > وتسدد نيرانها على قَطَعات العدو , الأنكى والأكثر اثارة أن ظهرت فجأةً طائراتٌ مروحيةٌ سمتية ويظهر في اسفلها العلم العراقي , وهي تطلق الصواريخ على دبابات قوات التحالف < وكان هيكل هذه المروحيات تحت الأرض مباشرةً بأستثناء مراوح الطائرات الممتدة فوق التراب > , ممّا ارغم الفيلق المدرع الأجنبي للإستدارة نحو الخلف والإنسحاب السريع بعد تكبّد خسائر كبيرة من دباباته المحترقة . ” هذا الفلم الذي جرى عرضه آنذاك قد شاهدوه الملايين من الشعوب وسيّما العراقيون المقيمون في خارج العراق , ومن المؤسف أن لم تستطع وزارة الإعلام العراقية استعادة هذا الفلم بعد انتهاء الحرب جرّاء الفوضى والتدمير الذي اصاب العراق بعد اكثر من 40 يوماً من القصف الجوي المجنون ” .

بعودةٍ اخرى الى ساحة المعركة لحرب سنة 2003 فقد كان الجيش العراقي يقاتل بالأسلحة المتبقية من حرب عام 1991 والتي هي من جيل السبعينات والتي تفتقد معظمها لقطع الغيار , لكنّ هذا الجيش ادام المعارك والإشتباك مع الجيشين الأمريكي والبريطاني لمدة 19 يوماً , بينما سقط خط او الحاجز الدفاعي الفرنسي الشهير المسمى خط ماجينو – Ligne Maginot – بيد القوات الألمانية خلال اقل من اسبوعين في الحرب العالمية الثانية .

   

  عند عملية الإلتفاف للجيش الأمريكي وتمكّنه للوصول الى محافظة الناصرية في الحرب عام 1991 , فالمفاجأة الكبرى أنّ قوات الحرس الجمهوري  التي دخلت الكويت في الثاني من شهر آب من تلك السنة , فقد جرى سحبها من الكويت واستبدالها بقوات نظامية اخرى , وقد جرت اعادة انتشارها – Redeployment ومن ثَمّ توزيع فرقها والويتها في مناطقٍ مموّهة , ومع نفاذ ودخول الأمريكان الى ” الناصرية ” , وبحركةٍ مفاجئة ومنظّمة انطلقت وانتشرت قوات الحرس الجمهوري تلك على امتداد الحدود السعودية – العراقية , ممّا دفع بقائد تلك القوات برفع برقية سريّة الى الرئاسة العراقية السابقة , طالباً فيها الأوامر الستراتيجية بإبادة القوات الأمريكية في الداخل عن بكرة أبيها , او جلبهم أسرى .! , وهذا ما دفع بالرئيس الأمريكي بوش ” بعد وصول صورة الموقف الحرج اليه ” الى اعلان وقف اطلاق النار بشكلٍ مفاجئ ودونما تمهيدٍ سياسيٍ واعلاميٍ لذلك , العراق اعلن موافقته على وقف اطلاق النار ” آنذاك ” بعد عشرِ ساعاتٍ من اعلان الرئيس بوش .!

< على الرغم من الإضطرار لإختزال الكتابة هنا الى الحدّ الأدنى او الأقصى جرّاء الشروع بالكتابة في وقتٍ متأخّرٍ للغاية وبما يستدعي مراعاة موعد النشر الذي دنا واقترب جداً > , فنختزل اكثر بالقول أنّ حلّ الجيش العراقي السابق لا يرتبط ببريمر ! فهو قرار امريكي – اسرائيلي مسبق وبتناغمٍ مع دولةٍ اخرى , وبدفعٍ عالٍ من معظم القوى المعارضة العراقية آنذاك , والتي الآن تتحكّم بكل مفاصل المجتمع والدولة العراقية والى اقصى الحدود غير المتصوّرة .!

أحدث المقالات