19 ديسمبر، 2024 3:06 ص

ما وراء مظاهرات أيران

ما وراء مظاهرات أيران

من الآن وصاعداً لا بد من نظرة أكثر شمولية لطبيعة المظاهرات الايرانيةأو الفتنة المستمرة التي معروفةالدعم في ايران، الذين يشكلون ذراع سعودية وأداتها المجانية المكلفة بزعزعة أمن إيران ومحور المقاومة ، والذين يواصلون مهمتهم العبثية تلك بأسلوب انتحاري يثبت أن القرار بالمظاهرات ليس بأيديهم هؤلاء ، وأنهم غير معنيين بمراعاة التداعيات الناجمة عن للمظاهرات بما فيها معاناة السكان المدنيين الذين يظهرون بهم على أنهم يبحثون عن حقوقهم. فبعد الاستهداف العبثي الفاشل للجمهورية ايرانيةبهذه المظاهرات معلومة الجهة التي تقف معه، لن تستمر النظرة التقليدية لمتظاهرين بوصفهم مجرد مظاهرات متمردة، بل إنهم أصبحوا بتماديهم وتطويع السعودية لهم وتحكمها بتحركاتهم من أخطر أدوات تهديد السلام والاستقرار في إيران . كما أن الاستهداف الفاشل للجمهورية الاسلاميةمن قبل هؤلاء مثيرين الفتن يكشف أيضاً عن خيانات وانتقامات ودسائس تظهر فيها بجلاء أصابع الحقد تحالف ثالوث الشر امريكا-السعودية -الصهيونية الأعمى. لأن السعودية أصبحت تساهم إعلامياً ومالياً في إطالة أمد المظاهرات الايرانية وإمدادها بوقود لا نهائي يتمثل في تقديم نصائح تحريضية للمتظاهرين منه سحب ودائع الموجودة في البنوك الإيرانية والعمل على تدمير النظام، إلى جانب وعود تحالف الشر لنفخ المتظاهرين ودفعهم لإطالة أمد تمردهم على الحكومة ونظام.

تتشابك الخيوط الهادفة بمجملها إلى استنزاف البيت الإيرانية . ويبقى الدور تحالف ثالوث الشر هو الأخطر في تحريك ملف الاحتجاجات ودفعه نحو الخيارات العسكرية العبثية ضد إيران وطلب مجلس الأمن الانعقاد من أجل وجود دعم وقد فشل ذلك، لأن مصلحة السعودية تكمن في الإبقاء على ورقة المتظاهرين قيد الاستخدام بالتعاون مع واشنطن لإشغال محور المقاومة بعد الانتصارات في العراق وسورية وتحويل الوضع في ايران إلى نقطة ساخنة لأطول وقت ممكن. إنهم يريدون لإيران الفوضى والاقتتال والحرب، واختلاق الأزمات بهدف إسقاط حكومتها، وإفراغ الثورة الإيرانية من محتواها، كما حاولوا في سورية واليمن وليبيا والعراق وغيرها، لأن تلك الدول كانت أشواكاً في حلوقهم، واليوم وبعد أن أخفقت مخططاتهم يريدون الذهاب بها إلى أماكن أخرى لعلهم يجدون ضالتهم، دون أن يعرفوا أن إيران ليست من الطيور التي يؤكل لحمها، وأنها كعراق تكافح الإرهاب وتحاربه وتقف إلى جانبها في خندق واحد، وأن ما لم تصح زراعته في العراق، لن يلاقي المناخ المناسب في بلاد فارس

علاقة السعودية وتحالف الشر بذيول أعداء الثورة ليست جديدة ولم تبدأ فقط مع لمتظاهرين ، فقد كانت السعودية هي العاصمة الخليجية الوحيدة التي قدمت أموالاً طائلة لـ« مجاهدين خلق الايرانية وبخصوص مريم رجوي» وأسهمت في تقديم الاموال وإعادة بناء ماتسميه المعارضة الإيرانية ودعم المؤتمرات مجاهدين خلق ، في محاولة بدت حينها كما لو أنها سعي مكشوف لكسب ود جماعة مجاهدين خلق وزيادة من الاحتقان ضد الجمهورية الإسلامية الايرانية . وأثناء ذلك توطدت علاقة الرياض بـ« مجاهدين خلق»، وتالياً أصبحت السعودية وأدواتها الإعلامية تقف بنفاق صارخ مع فتنة إيران بعد ايام قليلة من وقوعه منذ أيام تحاول تلك القوى ووكلاؤها وأذيالها وعملاؤها في المنطقة إثارة الفوضى في المدن والمناطق الإيرانية، متجاهلة أن ما فعلته في الدول التي أرادتها فيها قبل ذلك لم يحقق لها سوى الخسائر، وإيران تشبه تلك الدول، وبالتالي فإن تجارتها فيها أيضاً ستكون خاسرة وغير مجدية، وحسب المثل الشائع: «كأنك يابو زيد ماغزيت»، حيث القوى الوطنية والغيورة، والصامدة في وجه آلة الغرب ونياته العدوانية لأولئك بالمرصاد.‏
، إلى جانب تحالف العربية. ولم يتساءل البعض بشأن تناقضات سعودية المكشوفة، وكيف انتقل خطابها الإعلامي فجأة لدعم الفتن في ايران.
أما الأمر المؤكد فهو أن استهداف ايران بالاحتجات لم يكن إجراءً من هؤلاء مثيرين الفتن منفرداً، بل تقف خلفه السعودية ومن يتعاونون معها بمنهجية انتقامية لزعزعة أمن طهران . ولا ننسى أن تنظيم مجاهدين خلق الإرهابي ركّز على استهداف كيان ودولة الجمهوريه الإيرانية الاسلاميةمنذ البداية. !

إن التغطية الاعلامية لهذه الفتنة يضع إيران ومحور المقاومةأمام تحدٍ جديد يستدعي توقع أسوأ الاحتمالات في ظل المواجهة مع قوى منفلتة لا تعرف شيئاً عن السياسة ولا تجيد سوى الانتحار. والمواجهة معها لن تتوقف عند مستوى دق نواقيس الخطر في إيران ومحور المقاومة ، وتبقى الخيارات مفتوحة لحماية الأمن القومي الجمهورية الإيرانية من كل العابثين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات