الجميع يعلم إن إدارة المراقد المقدسة وخصوصا مراقد أئمة أهل البيت “عليهم السلام” خاضعة لسلطة المرجعية وقبضتها الحديدية، وهذا يعني أنَّ دفن الجلبي هناك كان بموافقتها، إنْ لم نقل بتوجيه منها، وهذا الموقف يكشف عن مدى استخفاف المرجعية بمشاعر العراقيين، وسحقها لأرادتهم، ووقوفها بالضد من تطلعاتهم ومطالبهم، لأنَّ الجلبي عرّاب الاحتلال، وأحد أركان منظومة المفسدين، وزعيم مافيا السلب والنهب، التي طالب الشعب المنتفض بمحاكمتهم، فالمرجعية لم تكتفي بمنهج التخدير والتسويف والمماطلة الذي تعاملت به مع التظاهرات ومطالب الجماهير وفي مقدمتها محاكمة المفسدين، راحت تكرم احد الرؤوس حتى بعد أن رفعه عزرائيل عن صدر العراق وشعبه، ليُدفن في مرقد مَن رفض الظلم والفساد وضحي بنفسه من اجل الإصلاح، كاظم الغيظ “عليه السلام….!!!!.
في الوقت الذي تُتْرَك فيه جثث العراقيين الأبرياء في الشوارع والفلوات والأنهار تنهشها الوحوش، أو يُمَثَّلُ بها وتُحرَق وتُسحَل بالشوارع، أو تُعَلَّق على الأعمدة، أو تُشوى كما تُشوى الشاة…، وفي الوقت الذي تُتْرَك فيه جثث الضحايا التي زجَّت بهم المرجعية بفتواها في محرقة الموت في ساحات القتال مع “داعش” الذي دخل العراق بسبب سياسات حكومات المرجعية وضمن سيناريو بات واضحا وجليا، وبعلم المرجعية كما صرح بذلك قائد عمليات الموصل “مهدي الغراوي”، في هذا الأوقات يُكرَم المُفسد والسارق من قبل المرجعية ويدفن جوار الإمام الكاظم!!!!!!!.
فهل هذه رسالة اطمئنان من المرجعية إلى المفسدين، أنْ لا تخافوا ولا تحزنوا فانتم الأقربون والأبناء الأبرار ورجال المذهب؟!!!، أم أنَّ هناك صفقة بين المرجعية وذوي الجلبي الذين ورثوا ملفات الفساد التي تستر عليها فقيدهم واحتفظ فيها ليستخدمها ورقة ضغط وابتزاز لخصومه، لكنه لم يفكر أن الموت يأتي بغتة، أو لعقد مساومات ضمن قاعدة “طمطملي واطمطملك”، أو أنها سلعة ثمينة للبيع والشراء مودعة في متحف السرقات الذي يملكه الجلبي الغني بآثار العراق التي نهبها، فتم الاتفاق بين المرجعية ومن يهمه الأمر بان تُسلم ملفات الفساد وخصوصا تلك التي تتعلق بمن يرتبط بالمرجعية مباشرة والتي فاحت رائحتها، مقابل دفن الجلبي في المرقد الكاظمي، وقد سمعنا عن أنَّ الجلبي قبل وفاته بيومين انه سلَّم المرجعية ملفات الفساد الكبيرة؟!!!، أم أنَّ هناك هدية (رشوة) ضخمة قُدِّمت للمرجعية مقابل هذا الأمر على غرار مبلغ الـــ (200 مليون دولار)، التي قبضتها من الاحتلال مقابل دعمها له وفقا لتصريحات “رامسفيلد” وغيره من قادة الاحتلال، الأمر الذي لم تنفه المرجعية؟!!!!.
ترى هل سيكون للجلبي مزار وقبة صفراء، أسوة بالمختار، ويُحسب على الصالحين والشهداء والآخذين بثار الحسين “عليه السلام”، وبعد فترة من الزمن حينما يوضع الجلبي تحت مجهر الفحص والتقييم العلمي الموضوعي ويُكشَف فساده يُتَهَم الباحث والمحقق الذي كشف عن حقيقة الجلبي بأنه ناصبي وخارج عن الدين والمذهب، ولا نعلم في حينها أي من التنظيمات الإرهابية ستكون الشماعة والتهمة التي تلصق بذلك الباحث والمحقق؟!!!.
إنَّ ما حصل من دفن لأحد رموز الفساد وزعيم مافيا السلب والنهب الذي تطاول على العراقيين بألفاظ سمعها الشعب العراقي، في الصحن الكاظمي الشريف وبموافقة علنية وواضحة من مرجعية السيستاني إنما يدل على أن هذه المرجعية هي التي تقود هذا الفساد وتنميه وتدعمه وهي ماضية في نهج الاستخفاف والضحك على الذقون الذي تمارسه مع العراق وشعبه، وهذا يثبت بأنها وكما وصفها المرجع العراقي الصرخي في لقاء قناة التغير بقوله: ((مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرؤون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان، ومن خلال تجربة الثلاثةَ عشر عاماً تيقَّنتم أنّ إيران تلعبُ بالمرجعيات كما تلعبُ بآلات ورُقَع الشطرنج، والخارج عن فلَكِها ومشروعها فليضع في باله أن يكون حاله كحالي، يعيش التطريد والتشريد، فليبحث عن قلوب الشرفاء كي يسكن فيها، ويستمتع بصدقهم وإخلاصهم وحبّهم وإيمانهم وأخلاقِهم..)).