يبدوا ان رؤية الهلال له مقدمات نظرية، منها كيفية الرؤية .. وهل يشترط الرؤية بالعين المجردة؟ ام يمكن رؤيته بالمراصد؟.. او تخمين ولادته بالحسابات الفلكية؟؟
كذلك، هل تكفي رؤيته في بلد، لبقية البلدان المجاورة..؟ أي إذا تمت رؤيته في بلد مجاور للعراق.. هل يمكننا الاخذ بهذه الرؤية والاكتفاء بها؟؟
يضاف الى ذلك اسئلة حول العلاقة بين لحظة ولادة الهلال ولحظة رؤيته من قبل العين البشرية..
وهل للهلال ولادة واحدة؟ ام له ولادة في كل بلد؟ اي هل يشابه ظهوره شروق الشمس؟ لان الشروق يتعلق بخطوط الطول.. وهكذا.. وهو ما يسمى ب (وحدة الأفق) او (تعدد الآفاق).
وجواب الاسئلة الاخيرة هو: ان للهلال ولادة واحدة في مكان ما.. تتغير، مكانيا، من شهر الى اخر..
…… مناقشة فقهية ثقافية:
ويمكن الاجابة عن هذه الاسئلة، بالاستعانة بأهم مصدر فقهي، ثقافي، وهو (ما وراء الفقه) للسيد الشهيد محمد الصدر (رض).. وهي موسوعة استحقت بجدارة الجائزة الاولى في معارض الكتب، ومن قبل اهم العلماء والمحققين.. واهتم الجزء الثاني بموضوع (ولادة الهلال) ولاجل الاجوبة اقتبسنا منه ج2 ص110 ط هـ. التراث ما نصه:
((ان القمر في اول ميلاده يكون دقيقاً جدا بحيث لا يمكن رؤيته بالعين المجردة بالمرة، والشرط الاساسي لبدأ الشهر القمري هو تطوره وازدياد نوره الى درجة يمكن فيها الرؤية بالعين المجردة، على ان تكون هذه الرؤية متحققة عند غروب الشمس. فيجعل اول الشهر في اليوم التالي.))
ويمكن ان نفهم من كلام الصدر (رض) الأمور التالية:
اولا: الرؤية العينية المجردة هي الأساس في تحديد ثبوت الرؤية وبداية الشهر، وليس غيرها..
…… الرؤية بالمراصد والحسابات الفلكية:
يعني لا بالمراصد ولا بالحسابات الفلكية.. وهذا له دليل قرآني (البقرة 185).. تتعلق بمادة شهد (ش هـ د).. الا ان الحسابات الفلكية يمكنها ان تنفع في:
الف: تحديد وقت ومكان الولادة ومساعدة اهل الاستهلال (المراقبون للهلال)..
باء: يمكن لها ان تثبت الولادة في البلدان التي يتعذر فيها الرؤية.. وفيه تفصيل..
وقد جاء في (ما وراء الفقه) النص التالي:
ان الرؤية بالمناظير الفلكية، عندما لا يكون حجم الهلال مناسباً للرؤية البصرية، غير كافية في بدأ الشهر القمري. انتهى.
ثانيا: ان الظهور يكون عند الغروب.. وهذا قد يتحقق في بلد واحد او اكثر ..تقع على خط طول واحد.. دون البلدان التي تقع على جهة الشرق او الغرب.. ومنه ينتج:
الف: ان الولادة والظهور لا يحصل في كل البلدان غروبا..
باء: اذا كان الظهور في بلدي ، قد حصل قبل الغروب، لا يعتبر ظهورا ورؤية، بل يبدأ الشهر القمري في اليوم التالي..
جيم: اما اذا ثبت ظهور الهلال في بلد يقع في الشرق، من بلادي، قبل وقت الغروب عندنا، يكون دليلا لنا، لبداية الشهر القمري..
وقد يفهم منه: لا يمكن الرؤية عندنا، اذا ثبتت الرؤية عند بلد اخر، بخط طول اخر..
…… وقت الولادة قبل وقت الرؤية:
ثالثا: ان وقت الولادة يختلف عن وقت الرؤية…
وادناه نص ورد في موسوعة (ما وراء الفقه) للسيد الشهيد محمد الصدر (رض).. الجزء الثاني ص110 ط هـ. التراث وهو:
ان المهم شرعا في بدأ الشهر القمري، امكان الرؤية، يعني وصول نور الهلال بعد ولادته الى درجة بحيث يمكن رؤيته بالعين المجردة وليس مُهما ان يرى فعلا. لوجود بعض الموانع كالسحاب وغيره.
وتفاصيل اخرى، رائعة، في ما وراء الفقه.. الرحمة والرضوان وثواب الفاتحة لمؤلفه العالم الرباني السيد محمد الصدر (رض)..