18 ديسمبر، 2024 7:19 م

ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياسيين العراقيين العرب ومن يسير في ركابهم؟

ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياسيين العراقيين العرب ومن يسير في ركابهم؟

أمر مسلم به لا يقبل الارتياب، أن الكثيرين من المثقفين والسياسيين العراقيين، وتحديداً العرب بسنتهم وشيعتهم يفتقدون إلى قيم الأخلاق النبيلة، التي من أولويات مبادئها الأساسية الصدق والأمانة وأحكام الضمير لمعرفة الحق والباطل، التي تتوافق مع قناعات الشخص المتحضر، الذي يقول الحق ولو على نفسه. عزيزي القارئ اللبيب، بعد هذه المقدمة المختصرة سندخل مباشرة في صلب الموضوع، الذي نحن بصدده، إلا وهو التعامل مع الآخر قولاً وفعلاً وفق معايير الأخلاق الحميدة أو المنحطة.
سنتناول في هذا المقال عدد من العراقيين العرب.. كسياسيين أو مثقفين أو معدين ومقدمي برامج، التي تؤثر سلباً على الشارع العربي والعراقي. من أولئك الذين سنتناولهم أولاً في هذا المقال، مقدم برنامج “شهادات خاصة” الدكتور حميد عبد الله. إن هذا الشخص الأكاديمي، من عادته أن يقاطع ضيفه إذا كان في كلامه شيء من عدم الدقة، إلا فيما يخص الشعب الكوردي ووطنه كوردستان، إذا تجاوز ضيفه كل الخطوط الحمر عن الكورد، ومس القامة الكوردية بسوء تنبسط أسارير وجهه تعبيراً عن الارتياح، ولا يقاطعه، لا بل في أحيان كثيرة هو أيضاً يشارك ضيفه بشيء من السخرية عن الشعب الكوردي وعن تاريخه وتراثه الخ. في إحدى المرات، استضافة في برنامجه المذكور أحد من القياديين الشيوعيين، ودار الحديث بينهما عن شخص عزيز محمد سكرتير الحزب الشيوعي، وهو مواطن كوردي من جنوب كوردستان، وأثناء استرسال الضيف بالحديث قاطعه حميد عبد الله بجملة تهكمية: إن عزيز محمد بعد أن ترك سكرتارية الحزب الشيوعي ذهب إلى السليمانية ولبس الشروال الكوردي الخ. إن حميد هذا شخص عربي ومتمكن من لغة العرب، ليس مثلي كوردي لا يستسيغ اللغة العربية، ولا يستسيغ من يتكلم بها بدافع عنصري. أضف أنه شخص أكاديمي وحاصل على أعلى شهادة جامعية، يعني، يجب أن يختار مفردات لغته بدقة متناهية، لأن لا عذر له إذا لم يختار الكلمات التي تناسب لغته التي يتحدث بها في برنامجه، إلا يعرف الدكتور أن هناك في اللغة العربية مصطلح الزي بدل الشروال، وهو الأنسب والأصلح للجملة، لماذا لم يقل لبس عزيز محمد الزي الكوردي، أم هناك شيء شائن ينفر منه الذوق السليم يحمله بين جوانحه عن الشعب الكوردي الجريح هو الذي دفعه ليلفظ مثل هذه الأقوال.. التي يجب أن لا تقال لا في قنوات التلفزة ولا في غيرها. وفي حلقة أخرى من برنامجه استضاف باحث تاريخي اسمه فايز الخفاجي. هو الآخر حين أحرجه حميد عبد الله في أمور ليس لها أية علاقة بالشعب الكوردي، زعم ضيف قائلاً: ماذا تسمي من يطلق الرصاص على الجيش العراقي. قصد به البيشمركة. من أجل أن يخرج من المأزق الذي وضعه فيه المحاور، حاول الضيف المشاكس أن يلصق تهمة بالبيشمركة وكأن قواتها أطلقت الرصاص على الجيش العراقي المجرم حين غزى مدينتي خورماتو وكركوك الكوردستانتين، مع أن القوات المهاجمة التي غزت خورماتو وكركوك كانت قوات الحشد الشعبي المجرم. لكن المحاور الذي عاهدناه بأنه لا يسكت عن الكلام الخطأ إلا أنه لم ينطق بكلمة واحدة هنا لأن كلام ضيفه.. مس مؤسسة مقدسة من مؤسسات الشعب الكوردي إلا وهي قوات البيشمركة الباسلة!!. وفي مرة أخرى استضاف حميد عبد الله في ذات البرنامج شخص يدعي أنه من الأقلية التركمانية.. التي من مخلفات الاحتلال العثماني البغيض، لكنه كبقية من يدعون أنهم تركمان في كركوك لا ملامحه تركمانية، ولا اسمه واسم والده واسم جده تركماني، ولا زيه تركماني، إلا في شيء واحد وهو حقده الدفين على الشعب الكوردي المسالم، واسم هذا المخلوق.. صبحي ناظم توفيق، وأيضاً عند اجتراره عن الكورد ترك له الدكتور حميد الحبل على الغارب لهذا الطوراني حتى يفرغ ما في جوفه من تدليس. إلا في نقطة واحدة حين سمى قوات الحركة التحررية الكوردستانية (البيشمركة) بالعصاة. ثم قال أن الطريق كانت تنقطع بسبب سيطرة العصاة عليه. بالله عليكم هل توجد عصاة تستطيع قطع طريق على جيش جرار مزود بجميع أنواع الأسلحة!!، أم هؤلاء قوات وطنية باسلة تقاتل جيش العربي المحتل لكوردستان؟. وقال: كل من يرفع السلاح بوجه الدولة هو عاصي متمرد. لا يريد هذا الدعي أن يفهم أن جنوب كوردستان وطن الشعب الكوردي محتل من قبل الكيان العراقي المصطنع، الذي خطت حدوده حراب جيش الاستعمار البريطاني (الكافر). ثم قال: إن التركمان يحبون البعثيين لأنهم ضد عبد الكريم قاسم والشيوعيين!!. بالمناسبة، بعد انتهاء اللقاء به كتبت مقالاً رديت فيه على كل تزعماته، إلا أنه بسبب خلل فني لا زال المقال مقفل لا يفتح. على أية حال، من جملة أكاذيبه الرخيصة، زعم: أن التركمان في مدينة كركوك كانوا يشكلون 90% والكورد 10%. واصبح الرقم مائة بالمائة، نسي هذا.. نسبة العرب المستوطنين واليهود والسريان والكلدان والآشوريين والأرمن في كركوك، ثم نسي أو تناسى أن الانتخابات البرلمانية العراقية التي بدأت عام 1925 إلى عام 1958 في كل الدورات كان الكورد يفوزون في كركوك بـ 75 أو 80% من الأصوات، وبعدد 6 مقاعد للكورد الكركوكيين الأصلاء، مقابل مقعدين للأقلية التر كمانية القادمة من آسيا الوسطى. إلا يعرف الدكتور حميد الملم بالتاريخ هذا التاريخ حتى يذكر به ضيفه العبثي؟. هناك شخص آخر مهرج وتافه لا يستحق حتى أن نذكر اسمه، يسمى بين العراقيين بـ”عمو صباح” يتهكم بجيش كوردستان ويسميهم بـ”جَيشمركة” أي بيشمركة (پێشمەرگە) تلك القوات الباسلة التي حذائهم أطهر من هذا الدعي.
من المؤسسات الإعلامية التي تصبح مطية لكل رئيس مجلس وزراء يأتي إلى السلطة هي “شبكة الإعلام العراقي” التي أنشئت قسم يبث باللهجة التركمانية، وتصدر الشبكة المذكورة أيضاً صحيفة أسبوعية بالتركمانية، مع أن الكوردية والعربية كما جاء في الدستور الاتحادي وفي مادته الرابعة تقول: هما اللغتان الرسميتان في العراق وكوردستان. السؤال هنا، إذا لم يكن هذا العمل العدائي موجه ضد الكورد، لماذا لم تفتح الشبكة المذكورة أقساماً أخرى تبث للطوائف التي تقيم في كركوك قبل مجيء الطورانيين إليها من طوران، كالسريانية والآشورية والكلدانية والأرمنية؟، لماذا فقط لهؤلاء التركمان؟ الذين استقدموا منذ البدء كجنود مرتزقة لكوردستان والعراق. ثم، لماذا الكتل الشيعية التي تضم في صفوفها بعض التركمان.. تتركهم يتكلمون في البرلمان وكأنهم فازوا في الانتخابات الاتحادية كمرشحين للأقلية التركمانية؟ بينما هم أعضاء في هذه التنظيمات غير التركمانية كحزب الدعوة.. ومجلس الإسلامي الأعلى الخ ليس لهؤلاء أحفاد تيمورلنك أية علاقة مباشرة بالأقلية التركمانية في كركوك حتى يتكلموا باسمها سوى عضو واحد يمثل ما يسمى بالجبهة التركمانية، وفي الانتخابات الأخيرة حصلت الجبهة على مقعدين فقط ومقعد ثالث بالتزوير، وحصل الكورد على 6 مقاعد. من الأمور الأخرى التي تحز في النفس أن بعض نواب وسياسيين شيعة العرب في لقاءاتهم التلفزيونية يتكلمون عن القيادات الكوردستانية خارج عن حدود الأدب واللياقة، منهم نائب.. يدعى هيثم الجبوري في لقاء تلفزيوني مع غزوان جاسم الذي هو الآخر ليس أفضل من هيثم الجبوري والذي تجاوز كثيراً على الرموز الكوردية بكلام قاسي ورخيص لا يليق إلا بهما وبقادتهما ومراجعهما. ومن هؤلاء الأشياع حين يتكلم عن الشعب الكوردي يقول دون حياء ولا خجل: شعبنا الكوردي. كأن الشعب الكوردي ملك له حتى يصفه بهذا الوصف غير اللائق، تناسى أنه شعب عريق قائم بذاته ويعيش على أرض وطنه كوردستان منذ آلاف السنين.
من هذه النماذج الضارة شخص يدعى محمد السيد محسن له برنامج باسم “البوصلة” في قناة anb لا أعلم من هو مالك هذه القناة أو ممولها، وما هو اتجاهها، لكن بلا شك كبقية القنوات العربية تشوه كل ما هو كوردي إن لم نقل تعادي كل ما هو كوردي. على أية حال، أن محمداً هذا في إحدى حلقات برنامجه المشار إليه ذكر اسم كوردستان بهذه الصيغة: كوردستان العراقي. مع التأكيد والتعبير عليه بقسمات وجهه أيضاً. كما هو معروف أن حرف الياء، الذي جاء في ذيل اسم العراق هو ياء النسب، أي إذا أريد نسبة شيء إلى بلد ما أو نحوها جعلوا في آخرها ياءً، بمعنى أن ذلك الشيء جزء من البلد المذكور. الغريب في أمر هذا الصحفي المدعو محمد السيد محسن أنه ينتقد في برنامجه كائن من كان إذا أخطأ أو تكلم بخلاف الدستور الاتحادي أو بخلاف الأدب واللغة العربية، يا ترى لم يقرأ محمد هذا، أن اسم كوردستان جاء خمسة مرات في الدستور العراقي دون أن يلحق به اسم العراق أو ياء النسب؟ حقاً أني أتعجب من هذه النماذج المثقفة، ألا يعرق جبينهم خجلاً حين يقولون كوردستان العراق، أو كوردستان العراقي كما جاء به أبو جاسم، أو كورد العراق، أو كوردستان جزء من العراق، أو ربط أي جزء من كوردستان بإحدى الكيانات المحتلة له كتركيا أو سوريا أو إيران، إما بالنسبة للمواطن الكوردي الذي يردد مثل هذه المسميات دون أن استثني أحد ما يكون منحطاً وساقطاً وسافلاً إذا سمح لنفسه وردد مثل هذه الجمل السخيفة في كلامه.
في الحقيقة أنا لم أشاهد ولم أسمع في طيلة حياتي التي تجاوزت ستة عقود تياراً عربياً أو مجموعة بشر من بين عموم العرب أنصف الشعب الكوردي كما ينصف الشعب الفلسطيني، أو شعب الصحراء الخ، للأسف الشديد،هذا يدل على أن الشعب العربي شعب عنصري لا يميز الحق من الباطل، بل يرى الحق باطلاً والباطل حقا، وتحديداً فيما يخص الشعب الكوردي وقضيته العادلة، التي يناضل من أجلها منذ زمن طويل.
هناك الكثير من الأسماء العربية السنية الشيعية، التي ظهرت بعد عام 2003 تلقي الكلام من غير فكر ولا روية كأنها لا تعلم أن هذه الألفاظ.. التي تخرج منها تعكس عما بداخلها من أفكار عنصرية شريرة. لعدم الإطالة نكتفي بهذا القدر وإلا هناك أسماءً عربية عراقية كثيرة إناثاً وذكوراً لا تحفظ ألسنتها ولا تحترم ذاتها عندما يتعلق الأمر بالكورد وكوردستان.
“اتّبع احترام ثلاثة: احترام الذات، احترام الآخرين، احترام جميع أفعالك وأقوالك”