23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

ما هي دوافع داعش من سياسة حرق محاصيل الحنطة والشعير في  تلعفر

ما هي دوافع داعش من سياسة حرق محاصيل الحنطة والشعير في  تلعفر

 تشكل زراعة الحبوب كالحنطة والشعير ” دعامة مهمة من دعائم الاقتصاد العراقي وجزءاً مهما من الأمن الغذائي العراقي إذ يعتمد نسبة عالية من السكان على وارداتها خاصة في المنطقتين الشمالية والغربية من البلاد كنها تمثل نسبة 40% من مساحة البلاد لا سيما محافظة نينوى وقضاء تلعفر وسنجار وربيعة وناحية الشمال وغيرها من المناطق المحاذية للحدود السورية حيث تشتهر هذه المناطق بالزراعة الديمية ” أي الزراعة التي تعتمد في سقيها على مياه الأمطار ” وقد أولى النظام البائد اهتماماً كبيراً بهذه المناطق وبالتحديد قضاء تلعفر التي كانت تعتبر الممول الرئيسي للحبوب في تسعينيات القرن الماضي بعد فرض الحصار الاقتصادي على العراق بسبب اجتياح الكويت من قبل نظام صدام آنذاك  ، وقد أدت وفرة الحنطة وغزارة الانتاج الى اعتماد نظام البطاقة التموينية في توزيع المواد الغذائية على الشعب في تلك الحقبة والذي لا زال معمولاً به الى يومنا هذا .
بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش في العاشر من حزيران الماضي وفي ذروة وقت حصاد الحنطة في المحافظة واطرافها تعمد داعش حرق المحاصيل الزراعية بقضاء تلعفر والقرى التابعة لها إذ قاموا بحرق مئات الاطنان من محاصيل الحبوب للمزارعين التلعفريين الذين زرعوا بكل ما يملكون من اموال في سبيل تنظيم حياتهم الاقتصادية  والعيش الكريم وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني  .
نحن نعتقد ونجزم بان  توقيت حرق داعش لمحاصيل الحبوب لم تأت عن فراغ أو عدم دراية بل نتيجة خطة دولية مخابراتية خبيثة محكمة شاركت بها دول غربية واقليمية لها أوجه وغايات متعددة منها :
–  التحكم والسيطرة على مصادر المواد الغذائية المهمة للأسر العراقية  التلعفرية في القضاء واطرافها .
–  تشديد التضيق والخناق على هذه لأسر لغرض تهجيرها وترك املاكهم وأموالهم كمصادر تمويل لتنظيم  داعش .
–   تخريب الاقتصاد العراقي على المدى الطويل بمعنى عدم تمكين المزارعين من زراعة الحبوب في وقتها المحدد وهو ما حصل كما خطط له  داعش .
–  من تبعات ذلك ايضاً عدم زراعة الحبوب لهذا العام لاستمرار سيطرة التنظيم على الموصل والمناطق التابعة لها . 
–  نقل المكائن والمعدات والعجلات الزراعية العائدة للمزارعين التلعفريين الى سوريا بهدف اضعاف امكانيات هؤلاء المزارعين مستقبلاً وبقصد الاخلال بالاقتصاد الوطني للبلد وبالأمن الغذائي للمواطن العراقي .
–  سرقة ونقل ما يزيد على مليون طن من المحاصيل الزراعية من الحنطة والشعير الى محافظة الرقة السورية بشاحنات كبيرة مما يضع المرء في حيرة من الأمر !! كيف تم نقل هذه الكميات الضخمة أمام أنظار الاقمار الصناعية وطائرات التحالف الدولي على طول الخط الواصل بين الموصل ومدينة الرقة السورية حيث معقل داعش .
– بالرغم من المناشدات الكثيرة والنداءات المتكررة للحكومة السابقة والحالية واللقاءات المتعددة لعضو مجلس النواب العراقي عن قضاء تلعفر سماحة الشيخ محمد تقي المولى مع ممثل الامم المتحدة في العراق السيد ملادينوف بضرورة وضع حد لهذه التجاوزات وسرقة قوت الشعب التركماني الذي يعتبر المصدر الوحيد لهم الا انها لم تلق أذاناً صاغية .
ذكر أحد العلماء اليابانيين المختصين بالزراعة فيها في تقريره حول أهمية الزراعة والاراضي الخصبة بالعالم ” لو كانت لدينا الاراضي العراقية الزراعية الخصبة لأنتجنا مواد غذائية تكفي الكرة الارضية قاطبةً ” علماً ان اليابان مكتفية ذاتياً بنسبة أنتاج لا يتجاوز 5% فضلاً عن أن الزراعة هناك من نوع زراعة المدرجات على سفوح الجبال .
والسؤال الذي ما زال يشغل بال العراقيين والتلعفريين هو لماذا التركيز على استهداف تلعفر بالذات ؟ وما هي الاهداف والدوافع التي تقف وراء تفقير تلعفر وتصفير موارده وتجفيف مصادر الأمن الغذائي ..