23 ديسمبر، 2024 5:48 ص

ما هي الفوارق بين السنة العرب والشيعة (العرب) في العراق؟

ما هي الفوارق بين السنة العرب والشيعة (العرب) في العراق؟

العرب قياساً بالشعوب المحيطة بهم كالكورد والفرس والأرمن والآراميون الخ جنس بشري حديث العهد، حيث لا يتجاوز ظهورهم على الأرض في شبه الجزيرة التي تحمل اسمهم أو في صفحات كتب التاريخ القرن التاسع قبل الميلاد. وقبل ظهور الإسلام عام 622 ميلادي كانوا على شفا هاوية، هذا الكلام قالتها لهم بصوت عالي كريمة النبي محمد فاطمة الزهراء حين طالبت بعد وفاة أبيها النبي محمد رؤوس الإسلام بحقها المغصوب.. . لكن العقيدة الإسلامية صارت لهم – للعرب- حبل نجاة من الهلاك جوعاً وعطشا، لقد أخرجتهم من شبه جزيرتهم الجرداء في جنوب غرب آسيا إلى البلدان التي تدر عسلاً ولبنا وذلك باسم نشر العقيدة، لكنه كان غزواً ليس إلا، لكنهم حين شاهدوا الخير الوفير في تلك البلاد استقروا فيها وصار غزوهم احتلالاً استيطانياً ومن ثم بدؤوا بتعريب أهلها بحد السيف، والبقية كما تشاهدها اليوم عزيزي القارئ أنهم بكل وقاحة يدعون أن هذه البلدان عربية، كأنهم ورثوها من جدهم الوهمي قحطان، الذي لم تقل لنا مصادرهم التاريخية أنه تخطى في جل حياته يوماً ما حدود صحراء الجزيرة العربية القاحلة التي كانت ولا زالت تفتقد إلى نهر ماء. أتعرف عزيزي القارئ ما هو أفضل دعاء يقوله لك العربي حين تقدم له خدمة كبيرة يدعي لك بشربة ماء، يقول لك: سقاك الله. لأن المياه عندهم شحيحة جداً وغالبية قتالهم فيما بينهم كانت على عين ماء. بما أننا سنتناول العرب يستحسن أن نضع أمام القارئ الكريم نبذة مختصرة عن هذا القوم في شبه جزيرتهم التي مناخها ومجموعة عوامل بيئية أخرى فيها كالحرارة والرياح العاتية جعلتها غير صالحة للعيش البشري فلذا الكثير من قبائلها هلكت ولم تعد اليوم موجودة مثل العرب البائدة كطسم وجديس وعاد وثمود وعمليق لا تجدهم إلا في بواطن كتب التاريخ. ثم العرب العاربة عبارة، الذين يسمون العرب القحطانية أيضاً، وأشهر قبائلها هي كهلان وحمير، وخرج من بطن كهلان طي وأزد وأوس وخزرج ولخم وهمدان. أما عرب المستعربة قبائلها عبارة عن ربيعة ومضر وأياد وأنمار. هؤلاء هم كل العرب، وهذه الأخيرة التي تسمى بالعرب المستعربة هم عرب هجين لأنهم من إسماعيل ابن إبراهيم وإبراهيم لا هو ولا زوجته سارة ولا جاريته هاجر عربا.
عزيزي القارئ الكريم، مِن الشرائح الكوردية والفارسية التي استعربت على مدى 1400 سنة التي مضت هم شيعة جنوب ووسط العراق،وذلك بسبب أرضهم المنبسطة التي تشبه تضاريسها إلى حد ما أرض العرب أضف أنها متاخمة لها، فلذا سهل عليهم السيطرة عليها وفرض لغتهم وعقيدتهم على أهلها قياساً بالمناطق الجبلية التي عصية عليهم، وذلك بسبب تضاريس الأرض الجبلية التي لم يستطيعوا التحرك فيها بسهولة. هنا سؤال يطرح نفسه، كيف نستطيع أن نعرف أن هؤلاء الذين استعربوا وألصق بهم منذ قرون عديدة أسماء القبائل العربية. بلا عزيزي المتابع نستطيع، وذلك من خلال العلم والعقل والمنطق، مثلاً، أن سحنة الشيعي المستعرب في جنوب ووسط العراق تختلف عن سحنة العربي الذي يستوطن في أنبار والمناطق الأخرى المتاخمة لأراضي هؤلاء المستعربين؟ لو كانوا كلهم عرب من عرق واحد ويقيمون على رقعة أرض واحدة تفصل بينهم خطوط وهمية لحدود المحافظات كالحدود المشتركة بين كربلاء والنجف مع الأنبار والسعودية، كما أسلفت لماذا هذا الاختلاف في كل شيء بينهم؟ ألم يجب أن تكون هيئتهم ولونهم واحد مثل أهل أنبار وتكريت والفلوجة الخ؟؟. لماذا لا يوجد مثل هذا الاختلاف بين أهل الأنبار وتكريت؟ بكل بساط لأن أهل أنبار وتكريت والمناطق السنية الأخرى المتاخمة من عنصر واحد؟. الشيء الآخر، الزي الذي يرتدونه، لماذا زي (عرب) الشيعة يختلف عن عرب السنة مع أننا قلنا قبل قليل أنهم يقيمون على رقعة أرض واحدة، لكنك حين تواجه أهل الجنوب والوسط تعرفهم من زيهم الذي يختلف عن زي أهل الغرب الذي قلنا أن أراضيهم متاخمة ولا تختلف في تضاريسها شيئا. أضف لهذا، أن لهجتهم العربية تختلف 360 درجة عن لهجة العرب السنة؟؟. أعني لهجة ما يسمون بالشيعة العرب في الوسط والجنوب عن لهجة أنبار وتكريت والفلوجة؟. بل حتى أنواع الفن التي عندهم تختلف،أن هؤلاء الشيعة لهم أطوار في الغناء مثل المقام والبستة والريفي الخ، بينما أولئك السنة أقصد عرب السنة لهم أطوار أخرى لا يعرفه (عرب) الجنوب قط مثل سويحلي والنايل والميمر والچوبي. بل حتى على مستوى الشعر السنة العرب عندهم الشعر البدوي الشبيه بشعر الذي يقرأ في بلدان الخليج، لكن الشيعة (العرب) في الجنوب والوسط عندهم الشعر الشعبي والأبوذية والهوسة وهذه غير موجودة عن العرب السنة أبدا. وعلى مستوى الدين هؤلاء شيعة التي مركزها إيران وأولئك سنة التي مركزها السعودية. كما قلنا في صدر المقال أن هؤلاء الذين يسمون بالشيعة العرب من أصول كوردية فلذا تجد اليوم أسماء وكلمات كوردية كثيرة في لهجتهم لكن لا تجد مثلها في لهجة عرب السنة؟؟. مثل اسم بريسم، وخنياب، وميرزا، كشور الخ وكذلك الكلمات الدارجة عندهم مثل سواريه، پیادە، عصا مردي، سرگال، وگلال وچا وهناك العشرات أو المئات من الأسماء والمفردات الكوردية الأخرى لا زالت حي ترزق وتجري على ألسنتهم أثناء الحديث. هناك فرقة من هؤلاء الشيعة (العرب) رغم أنهم يقيمون في جنوب العراق إلا أن تسميتهم شروگية أي شروقية، شرقية، وهذا يعني أنهم جاءوا في البدء من جهة الشرق التي هي كوردستان؟.
طبعاً العرب السنة لا يقولون عن الشيعة (العرب) أنهم كورد كي لا يكونوا امتداد لإخوانهم في كوردستان يتهموهم بأنهم من بقايا الساسانيين (الفرس) لا يعرف هؤلاء.. أن الساسانيين أيضاً من الكورد؟. انظر عزيزي المتابع إلى عبد الرزاق الحصان (1895- 1964) ماذا يقول عن هؤلاء الشيعة في رسالته المعنونة (العروبة في الميزان): إن الشيعة شعوبيون بالإجماع. فرس بالإجماع. وهم من بقايا الساسانيين في العراق. ولا حق لهم في السلطة. أو في تمثيل في السلطة. انتهى الاقتباس. وفي هذا الصدد أيضاً جاءت في مذكرات (طه الهاشمي) نقلاً عن المؤرخ (مجيد خدوري) ينظر إلى الشيعة كحجر عثرة في طريق الوحدة العربية، يقول: إن الشيعة هم أكثرية سكان العراق يعارضون اندماج العراق في دولة عربية كبرى.لأنهم يصبحون آنذاك أقلية في دولة سنية كبرى. لقد وجدت في المصادر العربية أن العرب السنة يشككون حتى بما سمي بثورة العشرين التي اندلعت في المناطق الشيعية (العربية) في جنوب العراق يقولون كان يقف ورائها إيران، وذلك من أجل أن تتنازل لها بريطانيا عن مدينة خرمشهر (محمرة) لأن خرمشهر كانت تحت الحكم العثماني وبعد هزيمة العثمانيين سيطر عليها البريطانيون، لكن الخطة الإيرانية نجحت حين حركت رجال الدين الشيعة ضد بريطانيا لإرغامها كي تتنازل لها عن المدينة المذكورة وتنازلت بريطانيا عنها لإيران وعاد (الثوار) الشيعة إلى منازلهم ولم تتعرض لهم القوات البريطانية؟؟ بل ساروا فيما بعد في ركابها وأصبحوا من رجالها الأوفياء. عزيزي القارئ، هذه هي نظرة عموم العرب إلى هؤلاء الشيعة الذين استعربوا بعد الغزو العربي للمنطقة عام 18 للهجرة.