23 ديسمبر، 2024 3:39 م

ما هي الاصنـــام.. التي حطمها الامـــام..؟!

ما هي الاصنـــام.. التي حطمها الامـــام..؟!

يبدو ان الدين او المشروع السماوي يتعرض، غالبا، الى (آفة) و (فيروس).. يمكن ان نطلق عليها (آفة الصنمية).. وهي ليست حجرا على حجر، بل ذات بعد معنوي خطير.. بدأ منذ اللحظة الوجود البشري، وتعلقه بحب (الخلود) الذي قاده الى شجرة (التسافل).. التي اخرجته من العالم العلوي.. وحرمته من السعادة وراحة البال..

…… ما هو دور الانبياء في تحطيم الصنمية..؟

وانطلقت مسيرة (الخط الرسالي).. باحثا عن (الصنمية) ليحطمها.. وكانت الصنمية في (المعابد) وفي (مكة).. تربصت بها فأس النبي ابراهيم (ع).. ثم معاول الرسول الاكرم (ص واله).. وهل انتهت الاصنام..؟

لم تنتهي صناعة (الاصنام).. بل توسعت وتطورت، بمقدار توسع الذكاء البشري وتطور تقنياته، لتنتج (نجوم) في مجالات الحياة كافة.. واشدها خطرا هي: صناعة (الاصنام) و (النجوم) و (المقدس) في الحياة الدينية.. لأجل تعطيل السير التكاملي نحو السماء.. وربط الانسان بأثقال تربطه الى الارض.. وتمنع وصوله الى السماء..!

…… لماذا تواضع الانبياء والرسل..؟

وبالرغم من احقية الخط الرسالي (الانبياء والرسل) بالتقديس والتبجيل.. الا ان حرصهم على سد باب (الصنمية) ..سعوا بجهدهم الى التواضع والحركة، ليضيعوا الفرصة على (الانتهازية) و (الوصولية) من استغلال العنوان الديني لتنفيذ مشاريعهم الدنيوية الرخيصة.. وللتوضيح نورد ما قالة الشهيد محمد الصدر (رض) في الجمعة 19 عام 1999 متحدثا عن التواضع النبوي وصنمية اكثرية اتباعه:

(..كان رسول الله (ص واله) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة.. لا يعطيها إلى احد انه : شيخنا او سيدنا تعال شدها لي، بل هُو يشدها. ترفس في وجهه ويشدها. (ويجيب دعوة المملوك إلى خبز الشعير)، لا يحتشم من دعوة المملوك فضلا عمن هُو اشرف من رسول الله (صلى الله عليه واله). فهل في الحوزة وغير الحوزة شخص اشرف من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) حتى المراجع حتى سيد محمد الصدر؟ (انتهى)

……هل خرج الامام لتحطيم الاصنام..؟

كان (ولا زال) الخطر يتهدد مشروع السماء.. ذلك الخطر هو استخدام العنوان (الديني) لأغراض (دنيوية).. فقد استخدم (اخوة يوسف) عنوان النبي يوسف (ع) ليحكموا مصر بعده.. ليفسدوا في الارض.. وهكذا، استخدمت (قريش) العنوان (المحمدي) لتنفيذ اغراضها الدنيوية..

ولم يغيب خطر (الصنمية).. بل بقي شاخصا امام نظر الامام الحسين (ع).. ولم يجد الا (الدم) الشريف، محطما لأكذوبة قدسية (قريش).. ومحطما لأصنام (ال امية) التي شيدوها بعنوان (الدين).. و (الاسلام).. وكانت ثورته تستهدف تأسيس مشروع (التواضع) و (التذلل) .. وهذا يفسر (فلسفة) الفعاليات والشعائر الحسينية كافة (المراثي والمشي والتطبير).. هي ، كلها، لكسر صنم (القدسية).. ذلك (الفيروس) الذي يلتهم المنظومة الدينية على مستوى الفرد ..ثم المجتمع..

……. هل حطم الامام اصنامنا..؟

قال الشهيد الصدر (المصدر اعلاه): ..ورد المنع اخلاقيا عن تقديم الطاعة، والتبجح بها حتى إلى الله سبحانه، حتى إلى الله لا تقل انا اطعتك وانا صليت لك، قدم ذنوبك فقط. المعصوم يقول ليس لي عمل استحق به الجنة، فكيف انا وامثالي من المتدنين الحقراء. اعتبروا يا اولي الابصار، إلى متى انتم غفلة (ومنغمسين) بالذنوب والدنيا الدنية والنفس الامارة بالسوء ؟ إلى متى ؟ اشعر حبيبي ! (انتهى)

اقول: لقد كانت الثورة الحسينية، ولا زالت بشعائرها.. تكسر اصنام (التدين).. وتحطم اصنام (السلطة).. وتجرنا الى شعائر تجبرنا على (التواضع) و (الخدمة) .. وتنتزع منا (االالقاب).. ولباس (التقديس).. وتحطم اصنامنا بايدينا وبقاماتنا.. واللبيب تكفيه الاشارة.. ..!! وللحديث بقية.