ذكرت مصادر خبرية عراقية و مصرية: ان رئيس التحالف الوطني، السيد عمار الحكيم، سيقوم بزيارة مصر هذا الأسبوع، وبرفقته وفد رفيع المستوى من التحالف، تلبيّة لدعوة رسمية من الجانب المصري.
من المرجح ان تبدأ زيارة الحكيم، يوم الخميس المقبل، تضم كل من مصر، ودول المغرب العربي، إستكمالاً لسلسة من الزيارات التي بدأها التحالف الوطني سابقاً برئاسة الحكيم لبعض الدول.
الزيارة الى مصر، ووفقاْ للمصادر العراقية و المصرية، تتضمن اللقاء بالرئيس المصري، وإمام الأزهر، والأمين العام للجامعة العربية، وقداسة البابا تواضروس الثانى، ومن خلال اللقاء بهذه الشخصيات، نتوصل الى معرفة أبعاد هذه الزيارة، وان النقاش سيكون على اربع محاور رئيسية مهمة:
أولاً: الجانب العسكري، حيث تأتي الزيارة على أثر التفجيرات التي استهدفت الكنائس في مصر مؤخراً، حيث تتجه أنظار داعش الإرهابي، بعد الهزيمة التي لحقت به في سوريا والعراق صوب مصر والأردن، ومن المعروف ان هذين الدولتين تضمان الآلآف من جماعة الإخوان المسلمين، والذين يتعاطفون فكرياً وعقائدياً مع داعش، وهناك خلايا نائمة تتربص الفرص للإستيقاظ.
مصر لها مكانة، وموقع استيراتيجي هام جداً في المنطقة، إذ لا سمح الله تعالى، ان وجد داعش مأوى له في مصر، فأن المنطقة ستحترق بالكامل، لذا من المؤكد ان الرئيس المصري سيتسفاد كثيراً من المعلومات الأمنية و العسكرية، عند لقائه بالوفد العراقي، فأن العراق أذهل العالم في بطولاته والأنتصارات التي حققها على داعش، وبطبيعة الحال التحالف الوطني العراقي، سيحثّ الرئيس السيسي على أخذ الحيطة والحذر واليقظة في هذا الجانب.
ثانياً: الجانب الديني، فالأزهر مرجعية دينية كبرى، وله أثر كبير في نفوس المسلمين السنّة، فلا بدّ للأزهر أن يكون له موقف أكثر صرامة وحزم إتجاه الإرهاب -خاصة في مصر- على غرار موقف المرجعية الدينية في النجف الأشرف، للقضاء على الإرهاب، ورفع من معنويات وعزم القوات الأمنية المصرية، والاّ سيستفحل الإرهاب ويتعاظم في مصر، ومن المحتمل جداً ان يناقش وفد التحالف الوطني هذه المسألة مع إمام الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بالاضافة سيطلب الوفد من البابا، وشيخ الأزهر، الدعوة الى تهدئة الأمور، وتحذيرهم من داعش باللعب على ورقة الطائفية.
ثالثاً: الجانب الإقتصادي، فالمصريون يمرون بظرف اقتصادي صعب للغاية، من هبوط للجنيه المصري أمام الدولار، وغلاء في الأسعار، وضعف في موارد الدولة الاقتصادية، والمظنون ان وفد التحالف الوطني، يحمل معه ملفات اقتصادية من قبل الحكومة، لدعم وإسناد الحكومة المصرية لإخراجها من هذه الأزمة، كزيادة الواردات من السلع المصرية، ودعوة عدد كبير من الشركات للإستثمار في العراق، وتفعيل الإتفاقيات التجارية بين البلدين، وربما زيادة في صادرات النفط، عبر أنبوب ضخ النفط لمصر.
رابعاً: الجانب السياسي، فهذه الزيارة هي بحد ذاتها، تعبّر عن موقف داعم ومؤيد للحكومة المصرية في مواجهة الإرهاب، كما أنها ستتركّز على القضية السورية وحلّها سلمياً، فالموقف المصري قد أعلن عنه مراراً، انه لا حلّ في سوريا غير الحلّّّ السلمي.
كما سيناقش الوفد العراقي مع أمين الجامعة العربية”احمد ابو الغيط”، مسألة مشروع التسوية الوطنية في العراق بعد داعش، ومطالبة أمين الجامعة العربية، بتفعيل الدور العربي حول هذا المشروع العراقي المهم والضروي، وتذليل العقبات التي تقف أمامه، ومن المتوقع أيضاً، أن يحثّ الوفد الزائر، السيد أحمد ابو الغيط، على تكوين موقف عربي موحد اتجاه مصر، ودعمها بالمال والسلاح لمحاربة الإرهاب في مصر، فإذا ما تمكن الإرهاب من مصر، فلا يتوقف خطره هناك، بل سيعم المنطقة برمّتها، كما قلنا في بداية حديثنا.
هذا ما اتوقعه ان يحصل، عند زيارة التحالف الوطني لمصر، برئاسة السيد الحكيم.