22 نوفمبر، 2024 9:03 م
Search
Close this search box.

ما هو مصير التحالف الوطني بعد عمار الحكيم؟

ما هو مصير التحالف الوطني بعد عمار الحكيم؟

ولد التحالف الوطني على أثر تكتل مجموعة أحزاب إسلامية ووطنية، أفنت عمرها في مجابهة الديكتاتورية، منها ما هو كبير ومنها ماصو صغير، وفيها المؤثر والمتأثر، كان الغرض من تشكله، قيادة البلد والحصول على رئاسة الوزراء، وهو هدف مشروع لكل حزب سياسي، بل هو أساس العمل الحزبي والسياسي.
قبل ذلك تشكل مجلس الحكم (تموز 2003) وأريد منه “أمريكيا” أن يكون طائفيا، عندما استدعيت بعض الشخصيات التي تمثل المكون السني للمشاركه بهذا المجلس، بالإضافة إلى المكونين الشيعي والكردي، وهي خطة لتضعيف الواقع السياسي الجديد، ونجحت بالفعل، كما نجحت تجارب أخرى من هذا القبيل, كما في “لبنان” وصارت مضرب الأمثال في الفئوية والطائفية، بعيدا عن (واقع) اسمه الوطن.
حكم العراق ولثلاث دورات متتالية شخصيتان من حزب الدعوة الإسلامية، وهي تمثل كل فترة ما بعد الحكم الانتقالي، وأمدها اثنا عشرة عاما تقريبا، وصل فيها البلد إلى ما وصلنا إليه الآن، من ايجابيات الانتقال الديمقراطي والحرية إلى سلبيات انتشار الفساد وانعدام الأمن واحتلال داعش والمفخخات وسوء التعليم والصحة ونسبة الفقر، والعدالة الاجتماعية.
التحالف الوطني يتحمل ما جرى بقدر كبير، وحزب الدعوة وشخصيتيه، يتحملان الوزر الأكبر، لكونهما حصلا على ما كان هدفا لجميع الأحزاب السياسية، وهو هدف مشروع كما ذكرنا، لكن لغرض خدمة الناس والبحث عن مصالحهم، وليس للمصلحة الفئوية والشخصية.
عانى البلد كثيرا في السنوات الماضية من حكم التحالف المشلول “سياسيا”، إلا أن عام 2017 أصبح عاما للنصر والتغيير معا، فقد تغيرت معادلات كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي، وتغيرت أيضا قيادة التحالف الوطني، وأصبح عمل التحالف  مثمرا كما يصفه أغلب المراقبين للشأن السياسي، فعلت لجانه وقام بجولات مكوكية داخل وخارج البلد.
لكن هذا العمل أمده عام واحد فقط، كما اتفق عليه كرئاسة دورية، واللافت في الأمر أن زعيمه عمار الحكيم يصر وبشده على ترك رئاسته، وقد أعلن عن ذلك قبل شهرين تقريبا، واليوم يلح بشده، وهذا ما سيحصل حسب المتوقع، مع عدم توفر البديل الجاهز…!
التزام الرجل بما وعد به قبل عام ، لتكون سنة من بعده، قد يكون أحد أسباب تركه للمنصب، وتأسيس تيار الحكمة الوطني “المناوئ للطائفية”، قد يكون أحد أسباب هذا التشدد أيضا، فقد يفضل الرجل التفرغ لحزبه “الوليد” بعيدا عن الأعمال الإضافية الأخرى.
مهما يكن من حال التحالف الوطني، بعد زعيمه عمار الحكيم، فإنه قد يعود لسباته السابق، لعدم تبنيه من قبل الآخرين، ليأذن لبداية حقبة جديدة من التغيير السياسي في العراق، قد تطيح به في نهاية المطاف، إن نجحت الكتلة العابرة للطائفية في الحصول على رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة.  انقر هنا من أجل الرد أو الرد على الكل أو إعادة التوجيه

أحدث المقالات