18 ديسمبر، 2024 9:50 م

ما هو شعور علي الدبّاغ الآن؟

ما هو شعور علي الدبّاغ الآن؟

في حادثة هي الأولى من نوعها، ضبط ” جنابي ” أمس بالصدفة وزير الناطقيّة السابق علي الدباغ، يظهر على شاشة إحدى الفضائيّات المصريّة باسمه وبلقب جديد هو ” ملل سياسي ” يتحدّث بكلّ شجاعة وجسارة وثقة بالنفس، بأننا إنْ لم نذهب للانتخابات سندخل في نفق مظلم، ولم يحدّد لنا السيد الدباغ حجم هذا النفق، وهل هو شبيه بالنفق الذي لايزال يحفر به وزير النقل كاظم الحمامي؟!
بالأمس وأنا أشاهد علي الدباغ يتحدث، أشعر بأنّ الدباغ انقلب على الدباغ، فأنا وأنتم عشنا 6 سنوات طريفة ونحن نستمع إلى علي الدباغ، يغازل هذا، ويدخل في معارك وحروب طاحنة، لكنه في النهاية يلوّح بالعصا لكلّ من يريد الاقتراب من أسوار مكتب رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي.
كلّ هذه السنوات والوزير الناطق -الذي اكتشفنا بعد أعوام الخدعة حين أخبرنا أنه وزير بعقد- كان يطرح نفسه باعتباره المقاوم والمدافع عن نزاهة الحكومة ضدّ أيّ شائبة فساد أو سرقة للمال العام، لا يترك مناسبة إلا يعلن فيها بصوت عالٍ بأنْ لا مكان في العراق الجديد لمن يريد أن يلوّث ثوب الحكومة الناصع البياض.
المعركة الضروس التي خاضها أمس ” المحلّل السياسي ” علي الدباغ التي تميزت بعواصف رعديّة محمّلة بالغبار، جاءت في معرض فضح الفساد الذي حسب رأيه عشّشَ في العراق منذ أربعةَ عشرَ عاماً، وكانت حركات الدباغ على الهواء تحذّرنا من السكوت على الفاسدين، وتطالب الناس بأن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات لينتخبوا الأصلح والأكفأ.. ويقصد ” جنابه!”.
وحين سمعتُ حديث الدباغ أُسقط في يدي. خفت أن يكون المحلل السياسي قد نصب كميناً لنا، لذلك جلست أشاهده وهو يتحدّث عبر السكايب وأفكّر في علي الدباغ الذي أخبرنا يوماً أنه صاحب سبع صنائع ، إلّا أنّ بخته ليس ضائعاً، فخلال فترة ست سنوات هي مدة إقامته في الحكومة، استطاع أن يجمع بالحلال، مبلغاً بسيطاً لايتجاوز ملايين ” قليلة ” من الدولارات، كلّها إكراميّات ومقاولات وصفقات!
ليس عجيباً ولا غريباً أن يُضبَط الكثيرون منّا في مواقف خالية من الضمير الحي، فنحن منذ يومين ضبطنا أمانة بغداد تستبدل الإعمار بـ ” شيلمان ” مسلّح يقتل الناس بكلّ أريحية، وضبطنا السيدة حنان الفتلاوي ترفع شعار الإصلاح وحين يسألها مقدّم برنامج أين كانت أيام حكومة المالكي التي اشتهرت بملفّات الفساد، تجيبه وهي تبتسم : ” كنتُ أُهفّي للعبادي “.