من المنطقي أن تكون حركة الإنسان مقرونة بسبب معين ، فالإنسان عندما ينتقل من مكان إلى آخر لا بد أن يكون لهذا الانتقال أسبابا موجبة ، هنالك من ينتقل من دولة إلى دولة طلبا للرزق وغيره هروبا من جحيم الموت كما هو الحال في سوريا بقائدهم الأسد ( جناح إيران البعثي ) وهنالك من ينتقل من بلدا إلى آخر طلبا للعلم وغيرها من الأسباب وهذا هو حال الدنيا منذ الازل وكل إنسان يبحث عن أفضل ما يمكن من وسائل الراحة والأمن والامان والعيش الكريم وهذا حق طبيعي ، لكن السؤال المهم هو لماذا جاء الإمام الحسين من الحجاز إلى العراق ؟ هل جاء طلبا للجهاد مثلا ؟ وإن كان غايته الجهاد لماذا جاء بكل أطفاله وفيهم الرضيع وأهل بيته وجلهم من النساء والاطفال ؟ هل جاء طلبا للمنصب مثلا ؟ هل جاء طلبا للسلطة التي فقدها في الحجاز ؟ هل جاء للانتقام من قاتلي والده الإمام علي ؟ هل جاء مغشوشا بأهل العراق بعد أن أرسلوا بطلبه ؟ هل جاء بناءً على نداء أهل الكوفة لنصرتهم من ظلم الطاغية ؟ وما باستطاعته أن يفعل لأهل الكوفة لو فعلا جاء لنصرتهم ؟ هل راهن الإمام على مكانته كحفيد لرسول الرحمة إن كان فعلا يعلم أن اتباع بني أمية لا يرحمون ؟ هل جاء ليكون واليا على الكوفة بعد أن وصلته رسائل الجبناء بالبيعة ؟ ما رأي الإمام لحظة قتل أولاده أمام عينه بأهل العراق ؟ هل كان الإمام لا يعرف مضمون خطبة الإمام علي بأهل العراق ؟ هل كان الإمام ساذجا ( لا سامح الله ) لهذه الدرجة ليشد الرحال إلى مكان ذبح والده فيه قبل أعوام خلت ؟ إن كان يريد الشهادة في العراق لماذا جاء بالأطفال والنساء ؟ هل كان الإمام مقاتلا صنديدا حتى يقارع هذا الجيوش الكبيرة ؟ ألا يعلم إن أهل العراق أهل الشقاق والنفاق كما قالها الإمام ابا تراب ؟ إن كان يعلم بالنيات الخبيثة لبني امية كيف يأتي ويكون صيدا سهلا لهم ؟ هل حسن نيات الإمام كانت السبب في هذه المذبحة المروعة ؟ هل فعلا طلب من الجيوش المعادية اخلاء سبيله ليعود ادراجه إلى الحجاز ؟ هل كانت خطة مدروسة من بني امية للإيقاع بالإمام نفذها أهل الكوفة بعد أن استلموا الثمن ؟ هل فعلا أهل الكوفة مسلمون وهم يشاهدون كيف يقتل حفيد رسولهم ؟ هل قوة الإسلام في البكاء أم في نصرة حفيد رسول الرحمة ؟ هل كان تصرف الإمام غير مدروسا دفع حياته ثمنا لهذه الغلطة ؟ إن كان يريد الشهادة كما كتبها رب العزة له فهل يحق لنا البكاء على مصاب الحسين أم علينا أن نستلهم قيم الشجاعة والبطولة الفذة من هذه المعركة ؟ إن كان يعرف نهايته ستكون الشهادة لماذا جاء بالنساء والأطفال ؟ هل يستحق أهل العراق نصرة حفيد رسول الله وهم من شارك بطريقة أو بأخرى في قتل والده ؟ هل كان باستطاعة أهل الكوفة نصرة الإمام والقتال معه ضد النظام القائم ؟ هل خانتهم الشجاعة حينها مثلا ؟ هل كانوا جبناء لهذا الحد حتى يذبح الإمام امام الملأ ؟ ما هي ردود أفعال أهل الكوفة بعد ذبح الإمام ؟
بالتأكيد ستكون الإجابات منقسمة إلى قسمين فالأولى ستكون سب وشتم والثانية ستكون ردود ليس لها تناغم من الاسئلة وهذا حال أهل العراق قبل وبعد معركة الطف ولنا مع انصار الإمام علي درسا بليغا حين وقف مخاطبا شيعته في البصرة بازدراء واضح
