قبل توجهه إلى العاصمة الأمريكية / واشنطن عقد رئيس الوزراء حيدر العبادي مؤتمر صحفي في مطار بغداد الدولي ومن أهم ما قاله في هذا المؤتمر بأن :” جزء من ذهابنا الى الولايات المتحدة الأمريكية هو الحصول على مزيد من الدعم من خلال التسليح والإسناد وأننا شاهدنا خلال الاشهر الاخيرة دعم جيد من خلال التسليح ونريد المزيد من التعاون وخصوصآ أننا لدينا معركتين مهمتين هما الموصل والانبار “.
أذآ التسليح والدعم العسكري والإسناد الجوي أهم ما يريد العبادي أن يناقشه من خلال زيارته الرسمية هذه مع المسؤولين الامريكان وهذا سوف يكون نقاش ثانوي وامر مفروغ منه سابقآ ! ولكنه لم يتطرق في مؤتمر الصحفي حول الجزء السري من هذه المحادثات والتي سوف تخص بكل تأكيد التدخل الايراني الوقح وغير المبرر من خلال ميليشيات الحشد الشعبي وبالتحديد تلك الميليشيات التي أسست ودعمت وسلحت من قبل إيران وحرسها الثوري لغرض نشر اجندتها السياسية والعسكرية والثقافية وجعلها كأمر واقع على الأرض بالضد من امريكا وبريطانيا وحلفائها الاخريين في العراق … من جهة أخرى وهذا هو المهم في اعتقادنا من خلال متابعتنا عن كثب لما يجري في العراق حاليآ بأن السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء وبالأخص سفيرها يجري منذ فترة اتصالات واجتماعات وتنسيق مستمر مع أبرز قادة ميلشيات الحشد الشعبي ومنهم فالح الفياض وأبو مهدي المهندس وهذا الفعل من قبل السفير الامريكي لم يرق للعبادي ومكتب مستشاريه وحتى لم يأخذ الأذن لغرض التباحث والتشاور وضرب بعرض الحائط جميع الاعراف الدبلوماسية وحسب رأي السفير لمقربين منه وأصدقاء له في حكومة العبادي بقوله :” بأننا يجب أن نتحاور حتى مع الذين نختلف معهم في النهج السياسي والعسكري والاهم من هم الذين يمتلكون القوة على الارض حاليآ “. هذا التنسيق يجد دعم وأذن صاغية من قبل وزارة الدفاع الامريكية على العكس من وزارة الخارجية والبيت الابيض حيث يرفضون أن يكون مثل هذا التقارب والتباحث وبهذه الصورة وخصوصآ أن أبو مهدي المهندس عندما يجتمع مع السفير الأمريكي ينقل دائمآ وجهة النظر الايرانية وسياستها في العراق أكثر من ما ينقل وجهة النظر العراقية في كيفية التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية !؟ العبادي يتخوف كثيرآ وفي المستقبل القريب من أن تكون ميليشيات الحشد الشعبي بتهميش دوره كرئيس حكومة وجعل قيادات هذا الحشد هم الحاكمين الفعليين على الارض وبدعم إيران وخصوصآ أن أبو مهدي المهندس والعامري والفياض يريدون صراحة تمثيلهم السياسي في الحكومة الحالية وتحديدآ قيادات الحشد الشعبي وأن لا يكون هذا التقارب الملفت للنظر بين السفير الامريكي وقيادات الحشد على حساب شخصيته السياسي والوظيفية كرئيس لوزراء !؟.
حالة التصادم حاليآ بين وزارة الدفاع والخارجية الامريكية في كيفية تنفيذ اجندتها السياسية والعسكرية لمواجهة تنظيم داعش هي ليست وليدة اليوم ونتذكر جيدآ عن حالة التصادم المماثلة والتي حدثت في عهد الرئيس الامريكي السابق سيئ السمعة والصيت جورج بوش من حيت تنفيذ الرؤية العسكرية والسياسة وحتى الثقافية الامريكية والتي اتت نتائج هذا الاختلاف والتناقض الواضح بين الوزارتين بشقها السياسي والعسكري بنتائج سلبية على العراق وهذا ما تطرق اليه أكثر من مصدر مسؤول أمريكي وعسكري من خلال تصريحات إعلامية سابقة.
الفتوى التي اصدرها السيد السيستاني المرجع الشيعي الاعلى بالجهاد الكفائي تطوع لها في الايام الاولى واستجاب لها ما يقارب المليون شخص ثم بعدها بأسابيع قليلة تناقص هذا العدد بسرعة كبيرة ليصل إلى أقل من نصف مليون وبعد أكثر من شهر تناقص العدد ليصل إلى ما يقارب المائة الف شخص بعدما تبين بأن إيران وحرسها الثوري استغلت هذه الفتوى لغرض تنفيذ اجندتها السرية والعلنية في العراق من خلال استغلال عاطفة هؤلاء الدينية تجاه مرجعية السيد السيستاني ولكن الامر خرج بمعظمهم عن طاعة المرجعية بعد أن استغلت الاحزاب الدينية الايرانية في العراق وميليشياتها بدعم صفوفهم من خلال المتطوعين والذين معظمهم وان لم يكن جميعهم ان صح التعبير هم من العاطلين عن العمل ووجدوا ضالتهم في هذا التطوع لكي
يكون لهم مردود مادي شهري يعينون به انفسهم وعوائلهم لذا نرى أن اعلام ورايات الاحزاب الدينية هي التي كانت ترفع دائمآ عند دخولهم لأي منطقة أو مدينة أو محافظة تأخذها من تنظيم داعش وما رأيناه من عمليات انتقام وأجرام وسلب وحرق ونهب وإعدامات ميدانية خارج نطق القضاء والمحاكم … مما سببت هذه الافعال غير الاخلاقية الهمجية المدانة بإحراج شديد لدى المرجعية الدينية في النجف أمام مؤيديها ومقلديها في العراق !؟.
[email protected]