18 ديسمبر، 2024 9:44 م

ما هو الأهم تحرير الفلوجة أم تحرير الخضراء؟

ما هو الأهم تحرير الفلوجة أم تحرير الخضراء؟

كي نجيب على هذا السؤال علينا أن نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه واله عندما عاد المسلمون من القتال فقال لهم النبي بما معناه لقد أنهيتم الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر فقالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله فقال جهاد النفس, وهذا الحديث الشريف يحمل مضامين عظيمة نستطيع أن ندرك أبعادها حين نعلم أن النفس عندما تسوء ستكون سبباً لكل المآسي والفتن والحروب والخراب والانحراف. وهكذا يصبح الإرهاب جزء من النفسية المريضة. داعش وجد بيئة صالحة له بعدما أمرضت نفوس العراقيين المنطقة الخضراء فهي من ضمت داخلها زمراً من العملاء الذين اذاقوا العراقيين الويلات وهي من تسبب بالفتن الطائفية وهي من أجاعت وهي من هجّرت, وهي من انتهكت الإعراض وسفكت الدماء وهي من أدخلت الدواعش إلى العراق وهي من تتستر على الفاسدين بقضائها المسيس. فهي دمرت البلاد بالكامل وباعت وسرقت ثرواته, وعندما نقايس هذا العمل مع بقعة صغيرة أحتلها الدواعش بسبب سياسات الخضراء نجد أن الأهم من اجتياح الفلوجة هو اجتياح الخضراء لأن فيها تحرير العراق بالكامل. ولان فيها اصحاب النفوس المريضة والذين يجب أن يجاهدهم المتظاهرون بالجهاد الأكبر والأصغر, وينبغي أن لاتنطلي على المتظاهرين خدعة أن المفخخات تأتي من الفلوجة فالمفخخات كانت تأتي قبل داعش ولا ننسى حين كان يصرح نوري المالكي في العام 2007 أن بشار الأسد ومخابراته هم من يرسلون المفخخات, في الواقع الجهاد الأكبر اليوم هو جهاد اصلاح النفوس المريضة باستئصالها من المنطقة الخضراء, وأعلموا أن كل شهيد من الجيش يسقط في تحرير الفلوجة بحربه مع الدواعش سيذهب دمه هدرا حين يستغل الفاسدون التضحيات وينسبونها إلى أنفسهم وهم في قصورهم العاجية نعم الشهداء تسقط والعوائل البريئة تُقصف والاموال تتهرب إلى الخارج , ثم سيخلق هؤلاء ألف مشكلة لان بقائهم إنما يعتمد على الطائفية فالتظاهرات ستكون  دعم لدماء الجيش دعم لكل مهجّر دعم لكل مضطهد في السجون , علينا لا أن ننخدع بهؤلاء وليكن شعارنا دولة مدنية ليس للمليشيات فيها دور ولا لإيران وعلينا بمشروع الخلاص الذي أطلقته المرجعية العربية وخصوصاً أهم فقراته إبعاد إيران من اللعبة وتدويل قضية العراق وحل الحكومة والبرلمان.