الاستثمار ، هو اعمال الارادة والمال لتحقيق الأرباح ، ولكن أية ارباح ،، الأرباح الحلال ،، لا كما فهم الأميون الاستثمار على أنه سرقة المال العام والأخذ بمبدأ الربح الحرام ،، واليوم تنهار بناية المختبر الوطني على رؤوس المراجعين والمنتسبين الأبرياء ، لا لشئ إلا لسؤ الخلق أو للحصول على المردود الحرام ، وهذا الانهيار هو تحصيل حاصل لانهيار منظومة الاخلاق لدى الكثير من العراقيين أو من الموالين للغير ، والا بما يفسر هذا الإهمال المسترخص للنفس البشرية .
أن تحول ما هو عيبا من الأفعال إلى درجة القبول ، ما هو إلا تحول نحو الخلف بكل معانيه ، والتسليم بأن الاختلاس والسرقة والاحتيال لم تعد من الكبائر وأنها تحصل في كل المجتمعات وفي كل الظروف ، ونحن نقول نعم تحصل حتى في سويسرا ، ولكن ليس بهذا الكم المخجل أو بتلك الكيفية القاتلة ، وان ما يحدث في كل لحظة في عراقنا الجريح صارت معدلاته تفوق سجل دنس للارقام القياسية بل وصارت المقياس الذي يقاس فيه الفساد ، وحقا أننا نتراجع ولكن بمتوالية هندسية ولدى كل شرائح المجتمع ، والمجتمع بأكمله ساكت على هذا التراجع ربما خجلا أو ربما تأييدا ، والحل أن نعود إلى ما كان على العراقي في الخمسينات والستينات ، وان نتمسك بالكوابح الكفيلة بالحماية من المزيد من الانزلاق….