مُتطلّباتُ إدارةِ أيّةِ وزارةٍ قد لا تقتضي بالضرورة أنْ يكون الوزير professional – مهنياً ومتخصصاً في اختصاصِ وزارته فقط , فبجانب أن يمتلك ” معالي وزيرٍ ما ” القدرة والقابلية على الإدارة وأمورٍ أخريات , فمن اولى الضرورات والمقتضيات أن يكون كلامه او احاديثه الرسميه قابلة للهضم والإستيعاب والإقناع , فضلاً عن الموضوعية , وعلى الرغمِ منْ أنَّ عدداً من وزراء الدولة او الكابينة لا يتوفّر فيهم الحدّ الأدنى او الأدنى من الأدنى من هذه السمات , إلاّ أنَّ ما دفعنا ” بعنفٍ ” للتعرّض في الكتابة هنا , هو المقابلة المتلفزة التي أجرتها قناة ” التغيير ” الفضائية ” يوم امس الثلاثاء 2911 مع السيد ” قاسم الفهداوي ” وزير الكهرباء , إذ ومن ضمنِ ما تحدث به وذكر : – < أنه قابل السفير الامريكي في بغداد وقال له : ” انّ الأستعمار البريطاني لمّا غادر العراق فقد ترك لنا المحطة العالمية والجسر الحديدي ! ” فماذا تركتم لنا انتم الأمريكان .!!!
هل هذا منطقُ وزير .؟ وهل غدونا ننتظر ” وكأننا نشحذ ” من الغازي والمحتل ما هو خير .! , فالذاكرة السياسية لا تزال تختزن وبحيوية كم قتل الأمريكان من المواطنين , وكم نهبوا وكم دمّروا وكم استباحوا .!
الا يدرك السيد الوزير أنّ الأمريكان لو ارادوا إعادة الكهرباء كما كانت ” قبل الأحتلال واثناء الحصار ! ” لأعادوها بمبادرةٍ ذاتيةٍ من طرفهم دونما حاجةٍ لمقابلة السفير بعد ثلاثة عشر عاماً من الغزو ..!
ملحوظةٌ ” صغيرةٌ – كبيرةٌ ” لعلّها لمْ تكُ ملحوظة للبعض , فالسيد الفهداوي قد ذكر ايضاً في المقابلة المتلفزة بأنه يتعهد بأعادة الكهرباء الى وضعها الطبيعي خلال فترة بقائه في منصبه .!! , وفي الحقيقة أنّ مثل هذا الكلام الذي ” لا يصعب تفكيكه في عِلمِ الإعلام ” لكنه على الأقل يحتوي على معانٍ مزدوجة او متعددة .! فمن جهةٍ لا توجد اية ضماناتٍ لمثل هذا التعهد , ولماذا سيادته الوحيد من وزراء الكهرباء السابقين الذي بوسعه إعادة الكهرباء الى مجدها الذي لم يكن .! , ثمّ الا يعني ويدلّ هذا الكلم ايضا أنّ الكهرباء الوطنية سوف لا ترجع ولا تعود اذا ما اُقيل او اُزيحَ الوزير من منصبه .! , وهذا ما يشير” افتراضاً ” الى رسالةٍ غير مباشرة الى رئيس الوزراء بضرورة إبقاء الوزير في منصبه والى اجلٍ غير مسمّى كي تعود الكهرباء .!
وقد كان من الأجدر بمعالي الفهداوي أن يضع فترة تخمينية كسنةٍ او سنتين لإعادتهِ للكهرباء اذا ما جرى إبقاؤه في منصبه , من دون أن يجعلها فترةً مفتوحةً ! ومرتبطةً به شخصياً .!