23 ديسمبر، 2024 5:55 ص

ما هكذا تورد الابل يا …….؟

ما هكذا تورد الابل يا …….؟

مع بدء الخليقة شرع الله سبحانه وتعالى القوانين في صورة كتب سماوية انزلت على الانبياء للتبليغ بها والعمل بمضمونها ولتنظيم العلاقات بين الناس على جميع الاصعدة والتي تصب في مصلحتهم ومع مرور الزمن تطورت الحياة وكانت بحاجة ماسة الى سن القوانين الوضعية الى جانب القوانين والتعاليم والشرائع السماوية فاجتهد المجتهدون وتباروا الى وضع ما يناسبهم وبما يتماشى مع مصالحهم الدنيوية ليتفادوا حالة الفوضى ويعم الامن والامان على مجتعماتهم ويعيشوا بسلام ووئام بعيدا عن التناحر والاقتتال والتقاضي عند حدوث المشاكل ليكون القضاء هو الفيصل في حل النزاعات الشخصية وحتى المشاكل الادارية بين جهتين متخاصمتين ليأخذ كل ذي حق حقه .
لكن ما يحدث في العراق في ايامنا هذه بعيدة كل البعد عن الاخلاقيات القانونية وخلافاً لكل الاعراف والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها من الناحية الرسمية وحتى العشائرية وكأننا نعيش في حالة من اللادولة واللاقانون حتى افقدت الدولة هيبتها نتيجة بما يقوم به بعض الخارجين عن القانون بافعال لا تليق واحترام سيادة القانون وضبط النظام وبسط الامن والامان حتى ساد الهرج والمرج في بعض مفاصل الدولة وتناسوا واجبهم الاداري وتخلوا عن اداء دورهم الانساني والوظيفي ولم يتمكنوا من صد المخالفين امام انظارهم وردعهم و يبقوا متفرجين على حالات مخالفة للنظام وكان الامر لا يعنيهم في سابقة خطيرة لم تحدث في تاريخ العراق
ولا يختلف اثنان على ان المشاكل تحدث نتيجة للعمل اليومي ويمكن حلها بالاحتكام الى العقل بعيداً عن العاطفة التي تزيد في الطين بلة , ولايخفى ان العملية السياسية تدار عن طريق التمثيل النسبي بين المكونات في جميع مفاصل الدولة وعلى اساس المشاركة الحقيقية في مراكز القرار وعدم تهميش مكون او فئة على حساب فئة اخرى ليكون الجميع على مستوى المسؤولية وفي حالة حدوث تقاطع او نزاع سياسي يمكن الرجوع الى المراجع السياسية والتفاهم على طرق الحل دون العبث بمقدرات الشارع وشحذ همم المواطنين باشعال الفتنة والتحريض على القيام بافعال لا تليق وسمعة العملية السياسية التي قد تتعرض للانهيار وهي على شفا حفرة من النار ويشعل الاخضر واليابس ولا يفيد الندم حينذاك ويعيد بالدولة الى المربع الاول وتذهب كل ما بنته العملية السياسية ادراج الرياح لتخدم مصالح الاجندات الخارجية التي تعمل على اذلال الدولة حتى تصل سمعتها الى الحضيض والانتقاص من هيبتها وقيمتها في المحافل الدولية
وختاما اقول كما قيل ما هكذا تورد الابل يا شعب العراق ؟؟؟