7 أبريل، 2024 11:07 ص
Search
Close this search box.

ما هكذا تورد الابل .. رسالة الى السيد احمد الصافي

Facebook
Twitter
LinkedIn

اكتب هذه الكلمات والقلب يعتصر الم وحرقه وحيره في مصير امة يتصدر علمائها منبر رسول الله (ص) ممثلا للمرجعية الدينية , يتناول شريحة من التشيع متهما اياها بالقصور والتقصير بحالة فريدة من عدم الانصاف والاجحاف في تعميم حالة ان وجدت , وفي وقت يمر به البلد والتشيع في ظرف حساس من المخاطر هذا من جهة ومن جهة اخرى وجود فرصة حقيقية للبناء في هذه العصر الذهبي الذي لم يتاح للتشيع في العراق من قبل , ومن الاولى ان يكون عالم الدين يمتلك الرؤية الثاقبة وبعد النظر واليوم اصبح معروفا لدى الجميع ان مقام المرجعية المقدس هو الذي يمتلك ذلك البعد والرؤية الثاقبة للحفاظ على مصالح الامة بأسرها وحتى من غير المسلمين حفظا للتعايش السلمي في البلد الواحد .

وما يؤسف حقا ان نجد السيد احمد الصافي في حديث له في خطبة الجمعة الاخيرة يتناول شريحة المجاهدين بطريقة واضح عليها التأثيرات الاعلامية الموجهة ضد هؤلاء المجاهدين , ويحمل الدولة مسؤولية وجود هؤلاء في مواقع المسؤولية من مناصب مهمة في القطعات العسكرية والامنية , وهنا اقول وبأسف شديد لما اذكر من حقائق , قد يكون السيد الصافي في احد امرين وكلاهما خطر , ارى انه لا يستحق ان يكون مبلغ في قرية نائية فكيف يكون وكيل للمرجع الاعلى وامام لأقدس منبر واطهر مكان !!!

هل تعلم يا سماحة السيد الصافي بأنه لا توجد قوة شيعية عسكرية مطالبة بالحق الشيعي ومدافعة ومطالبة بثارات العلماء والشهداء غير الحركات الجهادية الاسلامية بعد تلك الثورات القصيرة والمحدودة وانت اليوم تسئ لتلك القوة ورجالاتها بتصريح يتنافى مع الدور التاريخي الذي لعبه هؤلاء ,ام ان الدماء والحرمات التي يدافع عنها هؤلاء لا تعنيك بشيء؟.

وهل تعلم يا سماحة السيد الصافي ان المجاهدين عندما التحقوا بركب الجهاد لم تكن الدنيا والامتيازات في اذهانهم بل الاغلب كان يحلم بالالتحاق بركب الشهداء , ركب الخلود .

وهل تعلم ان ما تربى عليه هؤلاء المجاهدون ونهلوا منه يفرضهم في هذه المواقع , فقد اثبتوا النزاهة لاعتقادهم بحرمة الرشوة , وهم الشجعان لعدم خوفهم من الموت وايمانهم بنصرة الحق وهذا ما دفعهم راغبين , وتاريخهم يشهد بذلك حيث يعتقدون ان حب الوطن من الايمان فالوطن يستحق التضحية بنظرهم .

وهل تعلم يا سماحة السيد الصافي انك تدافع عن الذين تربوا في مدرسة المجرم صدام ؟ واذا كنت لا تدري فتلك مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة اعظم . لكنك تعلم ونسيت فأستعذ بالله . ان او قوة عسكرية تشكلت في العراق بعد ثورة العشرين بأسم الامام موسى الكاظم (ع ) من قادة وضباط قد تدربوا في احضان الدولة العثمانية وهم من اخوتنا السنة , وان اول الاعمال البطولية لهم هو قمع الثورات في الفرات الاوسط كمكافئة بعد ثورة العشرين التي قادها علماء الدين الشيعة وتوالت الاحداث حتى جاء البعث الكافر وبدأت بطولاته بقمع المراجع وطلبة الحوزة واساتذتها واشعائر الحسينية والشباب الشيعي وكل ما يرتبط بالتحرر وكانت ادوات القمع هم ضباط تلك المدرسة الطائفية التي تسميها انت بالمهنية . ثم دخلوا ايران واستباحوا الحرمات كما استباح يزيد المدينة ثم فسدوا في الكويت واستباحوها وفعلوا ما فعلوا , وما بين هذا وذاك فهم اسود ضواري على ابناء بلدهم والامنين من دول الجوار , وقد كانت مجازرهم الوحشية وتمثيلهم بحق ثوار الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وضرب الاكراد بالاسلحة المحرمة ومعارك حلبجة والانفال وضرب المراقد الطاهرة في كربلاء والنجف , اما مهنيتهم فمصداقها الخزي والعار بعد اذلال الامريكان لهم بعد غزو الكويت , والخزي والعار كل العار عندما رضخ هؤلاء للظالم واصبحوا يعتاشون على قوت الجندي بالرشوة واختلاق الحجج للأبتزاز والاستهانة بقيمة الرتبة من اجل ابخس واحقر شيء , فمن كان لا يملك العزة في ذلك الوقت وبقي او ارجع هو اليوم العبأ الاكبر على هذه المؤسسات بتلك السلوكيات والامراض , علما ان لكل قاعدة شواذ , اي ان هناك من قد لا ينطبق عليهم هذا الحديث لكنهم قلة قليلة جدا .

كانوا يفرون افواجا كالجرذان امام مجموعة قليلة من المجاهدين وهم من يذكر هذا اليوم . هم مهزومون داخليا فكما كانوا نفسهم اليوم ولم يتغيروا , طامعون اذلاء مفسدون , فعجبا ان تعمى عيناك ولا ترى هذه الحقائق .

من هم قيادة القطعات الاولى ؟ عليك ان تطّلع فأنت تمثل المرجعية وهي بريئة من هكذا رؤية ظالمة عوراء , انتم تحملون المرجعية ما لا تؤمن به وسلوككم هذا بعيد كل البعد عن المرجعية .

ليس غريبا ان يصدر من هذا فلا يوجو منك احد ان تكون خيمة او صدر رحب , وانت اقل وزنا من ان تذكر جهاد الرجال وتضحيات المجاهدين وهذه القضية اخلاقية وشرعية في ان واحد , فكثير من المسيح في لبنان يقدسون مجاهدي حزب الله وعلماء السنة كذلك .

اتمنى ان يحظى المجاهدين بالاحترام والتقدير كما يحظى به الاخوة البيشمركة عند الاكراد علما ان اغلب الضباط المجاهدين لديهم تحصيل وخبرات ودورات ومؤهلات اكثر منهم .

من الغريب جدا ان رجل مثلك يمثل ما يمثله من قمة يتحدث بموضوع لم يعد دراسة وافية فيه او اطلاع يمكنه من النطق بما هو صواب .

انك تتحدث من اجل الحديث فقط او تقصد الحق ولكن تخطأ في سبيله وغيرك في هذا معذور اما انت فلا عذر لك .

ومن الغريب ايضا عندما تظلم شريحة او يعتدى عليها وتستحق نصرة ولو بأشارة او كلمة تسكتون بدافع الوحدة فلا تصريح او تلميح او نعرة … حتى وصل الامر ببعض العوام التباس الامور واختلاط الحق بالباطل , وكأننا عدنا الى اليوم الذي كان فيه اللبس عند الشيعة في اعقد المراحل التي مرت على التشيع وادت الى صفين واستشهاد الامام علي (ع) واستشهاد الامام الحسين (ع) وواقعة الطف المصيبة الكبرى .

هل تعلم ان الظلامة الكبرى  انك المفروض الاقرب الى هؤلاء قلبا وقالبا لكي تعرفهم , لكن يظهر ان الامة وتطلعاتها في وادي وانت في وادي اخر …. من المفترض ان تدعو في حديثك الى ان يستلم هؤلاء المجاهدون المناصب لأنهم اليوم مركونين  وقد تسلط عليهم الصنف الذي ذكرناه سلفا من البعثيين المنحلين اخلاقيا , والمجاهدون هم الاقدر والاحرص على امن البلد لأنهم لا يبتغون مالا ولا جاها . نجدك بدعواك هذه تعطي الشرعية للفاسدين وتدعوهم الى ان يفسدوا اكثر , بينما تصف الخيرين بالفشل وتدفع الدولة بأقصائهم وابعادهم .

هل تعلم ان اول من قاتل ووقف بوجه الارهاب هم هؤلاء المجاهدين الضباط , وغيرهم انتصر عندما دخل بؤر الارهاب مستعيرا اسماء وصفات المجاهدين , وكان الرعب يدخل بقلوب الارهابيين لمجرد ذكر اسماء المجاهدين , لأن الارهابيين بينهم الكثير من البعثيين ويعرفون اقرانهم من ضباط النظام البائد ولا يهابوهم فهم اعلم بسقوطهم وجبنهم .

من الذي دفع الخطر عن العراق والتشيع بعد سقوط النظام غير هؤلاء ؟ فكيف تحفظ حقوقهم من الامة اذا كنت انت تجهل تلك الحقائق , لا نطالبك تقديم الشكر لهم ولكن اكرم الناس بسكوتك اذا كنت لا تدري او اطلع على ما بذلوه لكي لا تأثم  فكلامك محسوب ليس عليك  ولكن من ورائك وهو برأيي اب وقائد فتعلموا منه قبل الفوات , فالأمة غير مستعدة ان تعود الى الماسات بسبب جهل البعض وحسد البعض الاخر .

عليك ان تركز اليوم على ما يمر به البلد من ازمات كبيرة يقودها حزب سياسي شيعي وفرد حاكم تفرّد ,يوزع الازمات ذات اليمن وذات الشمال , فعلى المستوى الوطني عداء كردي , عداء سني , تمزق شيعي , تفرد في القرار وتخبط في العلاقات على مستوى المنطقة , سياسة دولية غير مدروسة تؤّمن مصالح العراق وشيعة العراق يحكمون ويريدون ان يستمر تصاعدهم او لحفظ حقهم بمشاركة الاخرين .

الاولى ان تتوجهون بالنصح او المتابعة ومحاسبة من سحق حق الشيعة بعد ظلامة اكثر من 1400 سنة اصبحت بيد جهال حاقدين متفردين , وما يؤسس له اليوم يبعث على الخطر لأن البدايات تحكم النتائج . انكم تريدون مهنية من قتل النساء والاطفال احياءا , تدعو الى ان يتسلط علينا اصحاب الذبح والمفخخات والارهابيون من ضباط امن ومخابرات مجرمون .

واخيرا اوجه كلمتي الى كل هؤلاء الضباط من شريحة المجاهدين ( انكم مجهولون في الارض معروفين في السماء ) لأن معاناتكم وما تمرون به لا يعلم به احد , وهذا يحملكم مسؤولية اكبر في ان تثبتوا للأخرين انكم الاقدر لأنكم تنطلقون للعمل في هذه المواقع بدافع التكليف .. الرتب والمناصب ما هي الا اقل من حقكم بكثير جدا .. كل واحد منكم كان يقابل رأس نظام فاسد حتى اديتم ما عليكم وعدتم مرفوعي الرأس …. عليكم ايضا اخوتي ان تعاهدوا قادتكم الشهداء العلماء والشهداء المجاهدين الذين التحقوا بركب سيد الشهداء (ع) , ان يتحدث فعلكم عن منهجكم ورسالتكم وما انتم مؤتمنين عليه لحفظ مكاسب هذه الامة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب