18 ديسمبر، 2024 6:07 م

ما هكذا تقيم الأمور يا نقابة الصحفيين

ما هكذا تقيم الأمور يا نقابة الصحفيين

الموقف الذي إتخذته نقابة الصحفيين العراقيين بعد إنتهاء العمليات العسكرية في موصل الحدباء مدينة الرماح الجميلة كان موقفا مشرفا وشجاعا يعبر بلا أدنى شك عن حرص نقابة الصحفيين على سلامة وشؤون أعضائها من الصحفيين الابطال الرائعين .. لكنه يظهر في نفس الوقت عن غرابة كبيرة وألم يعتصر القلوب لموقف مغاير تماما وغريب ومحير يثير عشرات التساؤلات لموقف مفترض مماثل كان المنتظر من النقابة أن تقوم به لحالات مماثلة بل وأصعب من حالة عدم اقتمة احتفالية مماثلة بعد تحرير مدن الانبار من دنس داعش ..فمنذ دخول قوات الاحتلال الداعشي إلى أرض الأنبار تعرض عدد كبير من الزملاء الصحفيين العاملين في وسائل ودوائر إعلام محافظة الأنبار إلى القتل والخطف والتهجير والتهديد والمطاردة ولم نسمع يوما أن النقابة ونقيبها ووكلائه ونوابه ومستشاريه نددوا أو شجبوا أو تابعوا ماتعرض أعضاء النقابة في الأنبار من محاولة مستمرة لثنيهم عن طريق إظهار كلمة الحق وبخاصة في محافظة تشهد حربا ضروسا ضد الإرهابيين الدواعش وأعوانهم..
لم تسأل أو تتابع النقابة مصير الزميل سهيل الدليمي الشاعر والزميل العزيز ، حين خطفه الدواعش ونشروه على مواقعهم السوداء وهو مكبل.. ولم تسأل النقابة عن الزميل بهاء زهير المحمدي مراسل أحد القنوات الفضائية العراقية حين خطفه الدواعش في الفلوجة ولايعلم أحد بمصيره لحد الآن.. كيف يمكن لنا تفسير مايحدث من نفاق واضح في تقييم حالتين مماثلتين رغم وضوح جهة خطف صحفيي الأنبار وهم عدو العراقيين جميعا الدواعش.. أما كان يفترض من النقابة أن تتخذ على الأقل موقفا مماثلا لموقفها مع قضية إختطاف الزميلة أفراح شوقي، أم أن الموضوع يظهر بوضوح وجود ضغوطات وتأثيرات من جهات سياسية وحزبية متنفذة في بغداد للتأثير حتى على مواقفها الإنسانية !
شخصيا لم أكن أتوقع هذا الموقف المتخاذل والمحير من النقابة ونقيبها الزميل مؤيد اللامي وهو أول الشاهدين شخصيا على موقف صحفيي الأنبار معه وكيف تحملوا المخاطر وضحوا براحتهم وغامروا بحياتهم لإنجاح إنتخابات نقابة الصحفيين العراقيين وانتخابه شخصيا وجمع التأييدات والتثقيف لفوزه.. لأننا كنا جميعا في الأنبار على ثقة تامة أن عمل النقابة ونظرها وتعاملها مع صحفيي المركز والمحافظات يجب أن يكون متساويا وعادلا، لاأن تقيم النقابة الدنيا ولاتقعدها حين يتعرض صحفي في بغداد إلى إعتداء أو خطف بينما تبقى ساكتة صماء خرساء وهي تراقب ما يحدث لعشرات الصحفيين في الأنبار من قتل وخطف واعتداء.. هذا الأمر ينبأ بواقع مرير جديد حكمت به النقابة على نفسها بأن كممت أفواهها وعزلت إرادتها حين سلمت مفاتيح القواسم العادلة المشتركة لعملها النقابي لمن لايحسن التصرف في ظروف حرجة وبالغة الدقة يمر بها بلدنا العراق الموحد