11 أبريل، 2024 2:47 م
Search
Close this search box.

ما هـي فلســفة الانتخــاب؟ (6) الغربيــل..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

 تكامل أم تسافل ؟!

يمكن القول، يوجد نوعان من الانتخاب:

النوع الاول: انتخاب من الادنى الى الاعلى..

واما النوع الثاني: فهو انتخاب من الاعلى الى الادنى..

وعلى المستوى السياسي، يتجسد النوع الاول، في اختيار الفرد لجهة سياسية، موجودة، يجد فيها ضامنا لقضيته الاساس، وداعما لها.. والقضية الاساس، عند الفرد، غالبا، هي دفع الخطر، او الضرر، بحكم الادراك العقلي. والخطر الذي يشعر به الفرد، له اكثر من بعد، منه الخوف من القتل، او الاذي، او الفقر، الذي قد ينتج تهديد لكيان الفرد، وغير ذلك، مما يستشعره العقل، ويحدد به الاختيار..

كذلك، يفترض بالجهة السياسية، اختيار الافراد التي تأمن بهم على كيانها.. وهو النوع الثاني من الاختيار. ويتطلب ذلك، تدقيقا منها، وحركة، نحو الافضل، دون تكبر او انغلاق..

وليس الخطر ماديا فقط.. بل، يمكن ان يستشعر الفرد او الجهة، الخطر، من الناحية العقائدية، فيكون الاختيار لضمان السلامة المعنوية، وليس السلامة المادية، فقط..

لان الفرد، احيانا، ينظر الى وجوده المعنوي، ويجده اهم من وجوده المادي، ومنه ينتج اختيارا، على اساس معنوي اوعقائدي .. ويكون متحركا نحو حالة افضل، وهي التكامل، وهاربا من حالة ادنى، يعتبرها خطرا عليه، وقد تسبب له التسافل..

……… انتخاب الأعلى الى الأدنى:

ومن مصاديق ذلك الانتخاب السماوي، او الاصطفاء، وهو يشبه عملية التبخر وصعوده الى السماء، ثم نزوله مطر، ليطهر الارض، ويحييها.. ويشمل ذلك، عملية التكامل الفكري والحضاري، بواسطة، من تنتخبهم السماء، فتصعد بهم معنويا وقيميا، ثم تمطر بهم على الارض، ليصلحوا المسيرة البشرية، وينقذوها من الانحراف والفساد، ومنتجين للرقي المعنوي، ومن ذلك قوله تعالى:

أَنْـزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ … الرعد17

وتستمر عملية الانتخاب للافضل، كما يحصل في عملية (الغربلة) وصولا للحالة الافضل ثم الافضل..

ويفترض ان يطبق البشر ذلك المبدأ، لاجل تطوير حالهم نحو الافضل..

وبخلاف ذلك، يكون الناخب سفيها، اي ان الذي ينتخب فرد اوجهة ، فشلت خلال 4 سنوات او اكثر في الاداء، ولم تحقق تحسنا، بل حققت تسافلا، وانتجت ضررا وخطرا اكيدا..

ان انتخاب (الفاشل) فعل غير عقلائي، وسفهي، ومنه ينتج ان الفرد او الجماعة التي انتخبت (الديكتاتور الحالي) هي غير مدركة لمصالحها، عقلا وشرعا ..!!

وهذا التصرف السفهي، قد يكون له اساس تربوي وعقائدي يستحق الدراسة والنظر.. لانه خطر، يهدد المجتمع، ويتعارض مع المشروع التكاملي التي ينتخب الاصلح والافضل..

ان العقل يحكم باختيار الجهة والفرد الذي يصنع مناخا سلميا، ويحتوى العناوين بروح أبوية، ويفجر طاقات الخير والإبداع، ويكثر فرص الخدمة والبناء، وصولا الى حالة امن ورفاهية، ينطلق عندها العقل الجمعي والفردي نحو القيم والمعنويات ، متكاملا، وصاعدا نحو مراتب الرقي والكمال..

وهذا ليس شعرا، او خيالا، بل هو ما تريده السماء..

يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ (الانشقاق6)

……………..

صفحة الكاتب على الفيس بوك: https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب