23 ديسمبر، 2024 10:16 ص

ما هـي فلســفة الانتخــاب؟ – 4 / (البزون) والخناق..!

ما هـي فلســفة الانتخــاب؟ – 4 / (البزون) والخناق..!

………. عشاق الديكتاتورية ..!!
 قد يستغرب البعض، من اطروحة او فرضية مفادها، ان هذه الانتخابات، لو حصلت قبل 2003، بالطريقة ذاتها، تماما، لكانت النتائج لصالح الديكتاتور (الهدام).. لماذا..؟
 توضيح: بالرغم من فساد الحكم الهدام، الى ان طبيعة الضغط الحكومي والتربوي، يمكن له ان ينتج نسبة تصويت الاكثرية للحكم الديكتاتوري، اما، اعتراض الهدام، على مبدا الانتخاب الحر والنزيه، هو بسبب اعتراضه على النسبة، لانه لا يقبل بنسبة 51 بالمئة او اكثر،  وذلك بسبب طبيعته المريضة والمعقدة، ولانه، لا يقبل الا بنسبة 99.99 بالمئة.. ونحن نقف ضد الديكتاتورية سابقا وحاليا، ونقول ان تصويت البعض للديكتتاور الحالي، هي حالة مرضية وحالة تخلف في مجتمعنا، نحتاج الى دراستها ومعالجتها، لانها غير حضارية، وغير انسانية.
ان التصويت لصالح الديكتاتورية، من قبل البعض، يمكن ان تسجل  ضده عدد من الملاحظات .. وهي:
اولا: ان الانتخابات قد تكشف ماهية الفرد، لكنها، ايضا، تكشف حقيقة شعب وماهيته..!!
ثانيا: اليوم، يتفرج العالم على شعب، نسبة منه، اختارت بقاء حكومة فاشلة فاسدة..!!
ثالثا: نسبة من البشرية، وخاصة في بلدنا، لا يعرف قدر نفسه، ولا يفهم قيمته وقدره. قد يكون ذلك بسبب عشرات السنين من الحكم المذل، فضلا عن التربية الأسرية الخانقة..!!
رابعا: وقد تقع المسؤولية على الوطنيين للنهوض بالمستوى النوعي الحضاري والاخلاقي، في مجتمعنا، لان  وقوف بعضنا الى صف الحاكم الظالم، والاحمق، هي خلة ونقص وسلبية، مقيتة، وهي غير لائقة، بل خطيرة..
خامسا: من الناحية العقلية، فان اختيار الغشل والفسد والديكتاتور، هي حالة سفاهة، لان الفرد يعين السارق على امواله، ويعين المعتدي على ذاته، وغير ذلك. بينما، يكون التصرف العقلائي هو العكس.. كما يحصل ، عالميا، بشكل افضل نسبيا..
سادسا: يحرم التصويت لصالح الديكتاتورية شرعا..
سابعا: ان من لا يصوت ضد الديكتاتور، يعتبر مصوتا له، بل من لا يتصدى لاسقاطه، يكون معه، وقد وصف القران الكريم هذا السلوك بالاستخفاف والفسق.. ونصه:
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (الزخرف 54)
…….. الموقف الإنساني والوطني:
وطبقا للمنطق القراني، يتحتم على الانسان ان يكون مع الحق، وليس هنالك موقف ثالث، محايد، ون ذلك قوله تعالى:
إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (الانسان 3)
وقوله تعالى في سورة البلد:
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(10)
والكلام هنا عن طريقين لا ثالث لهما..!!
وقد يعترض البعض، عن ربط هذه الآيات بالحالة العراقية، ولا يخفى على القارئ اللبيب ان مواصفات الحكم الحالي، هو حالة من الطائفية والطبقية والتعدي، وهي مصداق للآية الكريمة التالية:
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (القصص28)
ومن الانصاف ان نشير الى ان المائز الانساني والحضاري والوطني في الاختيار هو :
اولا: مقاومة الاحتلال
ثانيا: التواضع
ويمكن للقاريء اللبيب ان يميز العناوين التي تتحلى بهذا المائز، ويشخص مظلوميتها، في النتائج الحالية، وما يترتب من تقييم تاريخي للانتخابات، وما يستلزم وطنيا من العمل الجاد لرفع المستوى النوعي الشعبي.
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
 https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh