18 ديسمبر، 2024 7:37 م

ما نشاهده في رمضان التجاوز على القيم والمعتقد

ما نشاهده في رمضان التجاوز على القيم والمعتقد

برامج ومسلسلات
كادر التدليس والتزوير
ما تخزنه الذاكرة عن الموروث الثقافي ، الفني ، والمجتمعي لحضارة العراق ،لا يتوافق وما يعرض من حلقات ومسلسلات نشاهدها اليوم في رمضان الذي تتسابق فيه القنوات العربية على الانتاج بغزارة لإرضاء مزاج المتلقي ، لا المحلية التي أفل نجمها ، لا تستند الى الحقيقة ولا تمت الى الواقع بصلة الذي نعتز بما فيه من حسنات وتجاوز السيئات بما حصل من تقدم بمختلف نواحي الحياة سياسية ، إقتصادية ، ومجتمعية .
ما نؤمن به إن المسلسلات الدرامية والفكاهية العراقية كانت تعكس الواقع تماما دون تزييف للحقائق ، وما ينتج من عام 2003 وما بعده صور مشاهد تقلب الحكايات بنفس خالي من ما استجد على الأرض من حرية فكرية ، ودون المرور بما ما عاشه وعاناه المواطن من الأنظمة السابقة ، مقابل مال رخيص ، خسروا به سمعتهم بتزوير وايهام الرأي العام بجدار معلومات مستهجنة من متملقي السفارات ومساهمة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر تفاهات يديرها مشتتي الفكر واللهاث وراء المادة وإنتفاخ الجيوب من الذين كانوا لوقت قريب تستجدي عطف النظام الهالك ، مع الإعتراف بأن الدرما العراقية لم تؤكد تتطورها كفن طبيعي تأثر بالأحداث التي جرت على البلد وناسه.
الفعاليات هذه جزء من المخطط الشيطاني والخيارات المطروحة لا يمكن السكو ت عليها ، الهدف منها السيطرة على عقول القطيع الجمعي وهلوسة السلوك الاجتماعي، بتشخيص المحريفين وآخرين تدير الملف بسفالة وعهرلتشويه مقام الفرد العراقي والإنتقاص من مسيرة الديمقراطية ، وهي تجاهر بدرما رخيصة من قنوات مغرضة ومعروف من ورائها من أيتام البعث ساهمت في إرباك الوضع بسلوك ممنهج تستهين بالذوق العام .
على الاعلام الوطني وخاصة هيئة الإعلام والإتصالات على قدر مسؤوليتها إيقاف الفضائيات المتبنية لهذا النهج التكفيري والفئوي ويبدو إنها غير مهتمة بالمراقبة وكشف بما هذه المسلسلات من ضر وإساءة من أعداء تستخم كل الاسلحة للإساءة للعادات والتقاليد العريقة ، ولا مجال ان تتهرب الفضاءيات الشيعية باعدادها الغفيرة من المواجهة ، بتحليل واستنتاج منطقي بابراز أفكار جميلة وفي جنباتها كم هائل من العبر وتعري الباقي من الوجوه الكالحة من الممثلين الصغار والأقزام المتكررة والمعتادة على نفس الأعمال الهابطة كل عام .
بعد فشل خطط داعش وفتنة الطائفية لم تجد هذه الأبواق لعزلتها غير الاهتمام لاحلامهم وأسفارهم بشن الحرب الاعلامية بتقديم صور سلبية عن عادات قديمة عن قيمة المرأة لدى البعض ، وأصبحت اليوم في بلدنا طبيبة تداوي ومهندسة تعمر وإدارية ناجحة وربة بيت صالحة ، ووصلت الى رئاسة الدولة في العالم ، وكمتنفسا لما يعانوه من قلق وعزل والخشية من إستمرار نجاح تجربة التغيير، اللجؤ الى مؤثرات مرتبطة بالتمكين الخارجي بتآمر إعلام دول الخليج والصهيونية وأمريكا للتغطية على مسيرة التطبيع ، وداخلية بإستخدام شريحة مشوه لا تجيد غير الهزل الهابط والحوار السوقي متنفسا لأحقادهم ، متمثلة ( بأياد راضي والقزم سعد خليفة ) وغيرهم ، يؤازرهم في ذلك أشخاص غير مهنيين تشغل المؤسسات الاعلامية شبه الحكومية وفضائيات واسعة لم تجد التفاعل المطلوب ولم تحسن التحدي لردة فعل تلجم تخرصات حوارية وأكاذيب وإفتراآت محسوبة على الطائفة الكبيرة وتمس بكرامتها.