لا تربطني بالفنان الكبير الراحل اية معرفة , لكنّ المصادفات كانت تجمعنا معا بين عشراتِ ومئات المّرات في وزارة الثقافة وفي وزارة الإعلام السابقة وحتى في ” المصعد الكهربائي ” ولم يكن بيننا تبادل للتحايا رغم أنّ كلانا يعرف الآخر في مجاله الفني والإعلامي . ولسببٍ ما إضطررتُ لذكرِ او للإشارةِ لهذه المقدمة كما في اعلاه .
إنَّ كلَّ ما حملته ” السوشيال ميديا ” من كتابات وعبارات الرثاء والحزن والتأبين لهذا الفنان الفريد , فهي بلا شكٍّ فأنها صادقة ومخلصة , لكنها سوف تتلاشى مع الشهور والسنين وفقاً لِسُنّة الحياة , لكنّ ما مطلوبٌ أن لا يتلاشى ويبقى ويتجذّر هو أن تبادر وزارة الثقافة لإقامة نصب تذكاري متميّز للفقيد الفنّان لتخليده مدى الدهر , وهذا ليس بكافٍ ايضاً , فحيثُ كان ليوسف العاني حضورٌ متميّز على الصعيد العربي وخصوصاً في بيروت والقاهرة , وكانت الصحافة اللبنانية تنشر كتاباته النقدية للعديد من المسرحيات العربية الشهيرة , فينبغي ايضا أن تبادر وزارة الثقافة العراقية بأقامة مجالس عزاء في بعض العواصم العربية الشهيرة , وكذلك أنْ تستأجر صالات عرضٍ لتعرض فيها أشهر نتاجات الفنّان الكبير , ولعلّني لا اذهبُ بعيداً في القول بأنّ على وزارة الثقافة أن تقوم بتسجيل آلاف الأقراص الدمجة لأعمال الفقيد وثم لتتولى السفارات العراقية لتوزيعها في الأوساط الفنية العربية .
والى ذلك , لا استبعدُ ” نسبياً ” إقامة نصبٍ تذكاري للمرحوم يوسف العاني < من دون كتابتنا لهذا المقال > , لكني اشكك وبأقصى درجات التشكيك أن تستجيب وزارة الثقافة للمقترحات اللائي اشرنا اليها اعلاه , حيثُ كلّ الوزراء الذين تناوبوا على جسد هذه الوزارة بعد الإحتلال , فأنهم كانوا يسيّرون دفّتها بالإتجاه المعاكس لمفهوم الثقافة وآليّاتها ايضاً .!