16 نوفمبر، 2024 3:38 ص
Search
Close this search box.

ما مصير ميليشيات الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل

ما مصير ميليشيات الحشد الشعبي بعد تحرير الموصل

مع استرجاع الموصل من عصابات داعش الإجرامية تسقط الذريعة التي استغلتها أحزاب الفساد في تأسيس أذرع عسكرية لها تحت غطاء الحشد الشعبي، ومع سقوطها لابد أن يكون العمل الأول للحكومة هو حل هذه المليشيات قبل أن تستفحل وتبتلع الدولة بأكملها لمصلحة إيران وما يسمى بحزب الله اللبناني.
لعل الكثيرين، الآن، مخدوعون بالبروباغندا الإعلامية الضخمة التي سوقت لميليشيات الحشد على أنها جماعة مقدسة قاتلت الإرهاب في فترة زمنية حرجة، وأنها تمثل امتداداً للبطولات المقدسة التي سطرها الحسين وأصحابه في كربلاء، وهذا هو السر وراء إصرار هذه الميليشيات على رفع الإعلام التي تحمل اسم الحسين عليه السلام؛ ولا ينبغي أن ننسى الربط المخادع بين تشكيل ميليشيات الحشد وما يسمى بفتوى السيستاني.
إذا كان السكوت عن الجرائم الكثيرة الفظيعة التي ارتكبتها الميليشيات بحق العراقيين، والنوايا الخطيرة، التي يمكن قراءتها ببساطة من ملاحظة توجهات وارتباطات قادة المليشيات بإيران وحزب الله، وما تحمله هذه الميليشيات، بالنتيجة، من أجندات لا ناقة فيها للعراق والعراقيين، ولا جمل، بل إنها تضر بالعراقيين، حتماً، وتجعل من العراق والعراقيين مجرد مطية رخيصة لأهداف الآخرين، أقول: إذا كان السكوت قد وجد مبررات له بضرورة التخلص من داعش أولاً، فإن السكوت، الآن، لا يمكن تبريره على الإطلاق، بل إنه تآمر، أو تواطئ مع المتآمرين على العراق والعراقيين. فما يسمى بالحشد الشعبي لا يقل خطورة عن داعش بأية حال من الأحوال، ومن يتابع طرق تمويلهم المافيوية، وأساليب الخطف والقتل والإرهاب التي يمارسونها بشكل يومي يعرف حقيقة ما أقول.
إذن لابد للمثقفين والواعين أن يجعلوا شعار المرحلة الوطنية القادمة هو التخلص من الميليشيات وأحزاب الفساد التي ابتلعت الدولة وتسببت بكل الخراب والمآسي التي عشناها ونعيشها؛ ولابد أن يكون واضحاً لهم إن ميليشيات الحشد الشعبي لم تتفضل بشيء على الشعب العراقي أبداً. فالقاعدة التي تشكلت المليشيات على أكتافها هي الشعب العراقي، أو كما يسميهم إعلام الأحزاب الفاسدة: “أولاد الملحة” – وهي بالمناسبة تسمية غير لائقة وتنطوي على استخفاف، بل استحمار – وعليه يكون العراقيون هم المتفضلون على الأحزاب الفاسدة، وقادة المليشيات، ومعممي المؤسسة الدينية ظهيرة الفساد وحاميته. فبعد فشل الحكومة وأحزابها الفاسدة الذريع في حماية الوطن سارع العراقيون للقيام بدور الجيش وقوى الأمن الفاسِدَين، وقدموا عشرات الآلاف من الشهداء (وهي حقيقة يخفيها الإعلام الرسمي وغيره للأسف) ليحموا الوطن المستباح من قبل عصابات قليلة العدد! ويهمني، كذلك، أن يكون واضحاً إن الفتوى، التي يزعمون أن تشكيل ميليشيات الحشد كان بسببها، قد استغلت إعلامياً لتكون غطاء دينياً يستر عورة الدولة الفاسدة، ويوجه الأنظار بعيداً عن فشلها الفظيع. فبدلاً من أن يُنظر للحشد على أنه برهان ساطع على فشل الدولة وتولي الناس زمام الأمور، تم منح دور البطولة لعلي السيستاني صاحب الفتوى المزعومة، والرجل في الحقيقة ليس سوى بطل مزيف لا أكثر. هو بطل مزيف لأن الفتوى كانت استنجادا منه بالشعب، وهو الذي طالما راهن على الأحزاب الفاسدة والعملية السياسية التي كان عرابها الأول مع سلطة الاحتلال. وهو بطل مزيف لأن الجهاد الدفاعي لا يحتاج فتوى أصلاً، ولا حتى من الإمام المعصوم، ومن لديه اطلاع على الفقه الشيعي يعلم حقيقة ما أقول.

أحدث المقالات

أحدث المقالات