18 ديسمبر، 2024 4:50 م

ما مصلحة العراق الدخول في مواجهة مع امريكا

ما مصلحة العراق الدخول في مواجهة مع امريكا

في البداية هناك سؤال يتبادر الى الذهن هل الموقف الامريكي خطة متكاملة وإجراءات رادعة تنهي وجود ايران في العراق وسوريا للابد، ام رد فعل يتكرر كلما قامت تلك الميليشيات بالاعتداء على المواقع الامريكية .. الجواب على ذلك من خلال الوقائع على الارض التي تشير الى ان المواقع التي تم استهدافها مواقع فارغة لان امريكا اعطت الوقت الكافي لاخلاء المقرات وسحب المستشارين والضباط الايرانيين، كما ان الابلاغ عن توقيت الضربات يفقد عنصر المفاجئة ويعزز اجراءات الحماية الذاتية لتفادي اكبر قدر من الخسائر، لهذا لم يكن من بين القتلى ايراني واحد وانما الغالبية كبش فداء من العراقيين والسورين لأجل عيون ايران .. بمعنى يمكن القول ان الرد الامريكي لا يستبعد ان يكون بالاتفاق مع ايران كما هي الاتفاقات المبطنة بين حزب الله واسرائيل لان امريكا طمنت الايرانيين بعدم النية في توسيع الحرب على الرغم من ارتباط هذه المليشيات بإيران .. وبالمقابل أشار الرئيس الايراني رئيسي بعدم الرد مالم تتعرض الاراضي الايرانية الى هجمات .. أي بدلاً من ان تتحرك ايران للدفاع عن وكلائها يصرح الرئيس الايراني لن نتدخل لان لا علاقة لنا بالضربات التي قامت بها الميليشيات على القواعد الامريكية .. بمعنى ان ايران لا تبالي بما يحصل لوكلائها مادام الضربات بعيدة عن الاراضي الايرانية والقتلى ليس ايرانيين، بينما الجميع يعلم ان المسيرات ايرانية والصواريخ ايرانية واكيد التوجيهات والقرارات ايرانية، بينما الضربات الامريكية شملت بلدين عربيين بعيداً عن ايران التي تتفرج على ما يحصل دون اي ضرر في الداخل الايراني .. بمعنى ان الضربات مجرد رسالة لمن يعمل في فلك ايران وليس ضربات ردع تدميرية تنهي أي اعتداء في القادم من الايام، مما يعني يمكن لتلك الميليشيات اعادة التموضع وتعود للتعرض على القواعد الامريكية من جديد حسب المقتضيات .. لذلك الكثير من شكك في اغراض تلك الضربات كونها تمثيلية متقنة الاخراج على المسرح السوري والعراقي لان ايران لا يهمهما من يقتل من العراقيين او السوريين، والامريكان غايتهم ليس الا رد ماء الوجه وتسويق داخلي لاغراض الانتخابات القادمة .. مما يعني هناك سيناريو يدور في الكواليس بين امريكا وايران .. وايضاً من حق العراقيين التسائل لماذا التصعيد على ارض العراق وما مصلحة العراق من قيام مجاميع مسلحة تدين بالولاء لايران جر العراق الى مواجهات في غنى عن مصالح الوطن والشعب .. أي ما المصلحة لجعل العراق طرف في نزاع مزعوم بين امريكا وايران .. بمعنى هل نصدق ان ما تقوم به الميليشيات العراقية التابعة لايران من هجمات على القواعد الامريكية من اجل فلسطين ام ايعازات ايرانية لرد ماء الوجه نتيجة تخلي ايران عن ما يجري في غزة، والجميع يعلم ماذا حصل من تهجير وقتل ومطاردة للفلسطينيين الذين كانوا في العراق من قبل تلك الميليشيات واحداث شارع حيفا تشهد على ذلك، بالاضافة الى كثير من الاصوات انكرت الدفاع عن ابناء غزة المتهمين برفع صور صدام حسين، وانهم من طائفة مخالفة لعقيدة ولي الفقيه في ايران التي لا تؤمن اصلاً بوجود المسجد الاقصى في القدس بالرغم من انها ( أي ايران ) اسست فيلق القدس الذي لم يتحرك شبراً نحو القدس سوى احتلال عواصم عربية كانت يوماً في مواجهة مع من احتل القدس .. مما يعني ان ما تقوم بة الميليشيات العراقية مجرد تنفيذ لمطالب ايرانية تصب في مصلحة واجندة المشروع السياسي الايراني في المنطقة على حساب العراق ودول الجوار .. لذلك كان الاولى بالحكومة العراقية ان تنأى بنفسها عن ما تقوم بة الميليشيات من اعتداءات خارج سيطرة الحكومة لا ان تنظر تقيتاً بعين مصلحة العراق وتتحدث بإسم الميليشيات دون مراعات للاتفاقات السياسية والامنية الموقعة بين البلدين امريكا والعراق التي من واجبها ردع من يقوم بالاعتداد على مواقع موجودة على ارض العراق بموافقة الحكومة العراقية بموجب تلك الاتفاقات، وايضاً بدلاً من التحدث عن السيادة الاولى النظر الى حجم التدخلات الايرانية في العراق لا اتباع المعايير المزدوجة وجعل الخطاب الرسمي العراقي يكيل بمكيالين مما ادى الى خلق فجوة كبيرة لحد كسر العظم في العلاقات مع دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الامريكية وهو في غنى عن ذلك، في الوقت ان الجميع يعلم لولا امريكا لما وصلت الطبقة السياسية الى الحكم في العراق .