ترددت كلمة على لسان بعض السياسيين تقول: الشيعة ليسوا رجال حكم وإنما رجال معارضة.
هذه الكلمة إفتراء وظلم على الشيعة، ومظلومية أخرى تضاف إليهم باطلاً، فالشيعة مزدهرة بالكفاءات العلمية والفكرية والقيادية، ولولا علماء الشيعة ومفكريهم، وتصديهم للتيارات الفكرية المنحرفة لما بقى للدين من باقية طوال التأريخ.
نعم! قد تكون هذه الكلمة صحيحة إذا نظرنا إليها من زاوية الحزب الحاكم”الدعوة”، فهذا الحزب لو قلّبته من جميع الجهات لم تجد فيه شخصية بمواصفات القيادة، فقياداته منذ نشوءه، متصفة بالنفعية والأنتهازية، كما لا يخفى على المتتبع في تاريخ هذا الحزب.
إذا كنت في شك من قولي، سل غالب الشاهبندر، تخبرك مقالاته، أو سل السيد طالب الرفاعي، تقص عليك كتاباته، أو أقرأ وأستفهم عن كتاب”قرار الحذف” لفقيه الدعوة سابقاً، السيد كاظم الحائري، لماذا عنونه بهذا العنوان؟ أو أستفهم عن مغادرة قيادات الدعوة لإيران؟.
لم أسمع بحياتي أن حزب إسلامي يتخلى عن الفقيه إلاّ حزب الدعوة، فالحزب الذي يضرب المشرع عرض الجدار، هل يبقى له وزن شرعي أو صفة إسلامية؟! هذا هو”قرار الحذف” الذي أتخذته قيادات الدعوة، فكان الرد عليها حاسماً، كالقشة التي قصمت ظهر البعير، من قبل فقيها المقال، آية الله السيد كاظم الحائري!.
حزب بلا مشرّع، ماذا ترتجي منه؟ بطبيعة الحال سيكون إباحي وقراراته متخبطة، لا يراعي إلا ولا ضمير، ومنافعه المادية تكون فوق كل شيء، غير منضبطة بالموازين الشرعية”الحلال والحرام”، ولهذا رأينا الكم الهائل من مخالفاته للمرجعية الدينية.
كراهية حزب الدعوة لقائد المجلس الأعلى”شهيد المحراب” طاب ثراه، ولمن يتبعه ليس وليد اليوم، بل هو من الأمس البعيد، وسبب هذه الكراهية”الحسد والحقد”، لما يتمتع به شهيد المحراب من مؤهلات قيادية، وصفات أخلاقية، ومنزلة رفيعة عند كافة المراجع!.
لا غرابة في الأمر عندما نسمع من”المالكي”، سأجعل من المجلس الاعلى مجتمع مدني، أو يخالف ـ المالكي ـ الأعراف الأجتماعية، والاخلاق الأسلامية، حين زار السيد عمار الحكيم في مقره، وهو يحمل معه حقيبة فيها قهوته ومائه، وهذه سابقة لم يفعلها أحد!.
اليوم ما نشاهده من المالكي وأيتامه المأجورين بمال السرقات، يشنون حملة أعلامية تسقيطية ضد وزراء تيار شهيد المحراب، هي جزء من مسلسل قديم، وحسد سابق، فعلوه في إيران وغيرها، وكأن الحكومة لا يوجد فيها إلاّ وزراء تيار شهيد المحراب.
لكنّه الحقد الدفين، فعادل عبد المهدي، رفع أنتاج النفط بشكل عجيب خلال مدة قصيرة، ما لم يفعله حزب الدعوة بسنوات، وباقر الزبيدي، لم يثبت عنده فساد في حكومة أياد علاوي، والجعفري، والمالكي، عندما غرق وزراء الدعاة بفسادهم، كمحسن شلش، والسوداني.
في كل وزراة نجح الزبيدي، بالداخلية في مدة وجيزة أستطاع أن يسيطر على الأمن، عندما كان الأرهاب يمرح ويسرح في بغداد، بالمالية أسقط ديون كثيرة على العراق، بالأتصالات أضاف مبالغ مليونية إلى خزينة الدولة من خلال شركات الهاتف النقال، بوزراة النقل يحقق تقدم ملحوظ، وسينجح بها نجاح باهر كما نجح في السابق.
السيد عبد الحسين عبطان، فعّل الحركة الرياضية من خلال طرح قوانين وآليات جديدة، وحل كثيرة من المشاكل العالقة الطويلة.
هؤلاء هم وزراء تيار شهيد المحراب، الذي يحاول حزب الدعوة النيل منهم، بسبب نجاحهم في عملهم، وتقواهم الدينية، لأنهم يمتثلون لأوامر المرجعية الدينية، ولأنهم تربية السيد محمد باقر الحكيم”طاب ثراه”، ولو كان عندنا وزراء، وحاكمين كهؤلاء لكان العراق بألف خير، ولما تردد تلك الكلمة:”الشيعة رجال معارضة وليس رجال دولة”.
أقول: مع الأسف الشديد أن حزب الدعوة أفشل التجربة الحديثة بالعراق، ومازال يسعى لإيقاف كل جهد وفعل خير يقومون به الطيبين، بسبب الأنانية والحسد والمنفعة الشخصية، بدل أن يمدوا يد العون لأخوتهم، ويسيروا بالعراق والعراقيين للأمن والأمان، والسلام والرفاهية.