تابع الشعب العراقي والكثير من شعوب العالم امس ما تناولته القنوات الاخبارية والاعلامية عن الانتخابات في العراق ونتائجها ونقلت هذه الشبكات الاعلامية اراء السياسيين في سدة الحكم و محللين سياسيين ومواطنين عراقيين شاركوا ولم يشاركوا في الانتخابات، وكان ابرز ما استقطب الشبكات الاخبارية هو نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات وان كانت كما يقولون 44,5 % . وهي نسبة صادمة ومن يقول ان نسبة المشاركة هذه جيدة أو متواضعة كالنعامة التي تدس رأسها بالتراب وتظن انه لا أحد يراها.
لذلك لم استطع النوم هذه الليلة حتى قررت ان ابوح بهذه الكلمات فاستيقضت مع صلاة الفجر لاخرجها من صدري واضعها على الورق عسى ان تجد من ينشرها.
ما لم تنتبه اليه القنوات والشبكات الاخبارية وسوف يتبين بعد اعلان النتائج اليوم أو غدا انه هنالك نسبة كبيرة من الاصوات لن تحتسب لان اصحابها ذهبوا للانتخابات فقط لكي يبطلوا بطاقتهم حتى لا تسرق اصواتهم وهذه النسبة من الشعب العراقي هم جزء من الذين اعرضوا عن الانتخابات ولكن ارادوا ان يتيقنوا من اصواتهم لن تكون سببا لفوز مرشح ما وبالتالي سببا لمعناة الشعب العراقي.
كانت هنالك آراء كثيرة في سبب اعراض الشعب العراقي عن الانتخابات وفي مجمل ما قالوا ان الشعب يأس من السياسيين العراقيين الذين حكموا وقادوا العراق من زمن سقوط الطاغية الى يومنا هذا.
ولكن ما لم يقال هو ان الشعب قال بصمت لن نغفر لكم ايها السياسيين ما فعلتموه بعراقنا الحبيب من إذلال وفقر وفساد شهدت له تقارير الامم المتحدة والمنظمات العالمية وحتى يكون هذا الصمت علامة فارقة يسجلها التاريخ ووصمة عار في جبينكم الى يوم يبعثون …
وللأسف بعض السياسيين لازالوا يظنون انهم قادرين على الاصلاح لانهم يظنون ان الخراب الي حل بالعراق سببه الارهاب فقط مع انهم يشيرون الى الفساد كعامل مساعد وبالطبع كل سياسي عندما يتحدث عن الفساد هو يقصد غيره … نعم الارهاب وجد في العراق ساحة خالية بعد سقوط الطاغية ولكنه كان كالمطرقة ووجد في الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة السندان الذي يضع عليه مقدارت أرواح الشعب العراقي ومقدراته ليطحنها لذلك لن يغفر الشعب العراقي ولم ينسى ما فعله هؤلاء الدواعش وما فعله هؤلاء السياسيين.
و كما إن الدواعش يحسبون انهم من مدحهم القرآن فظنوا انهم هم المؤمنين الذي يدخلون الجنة وسواهم من سيدخل النار يظن كل سياسي انه كان ولا يزال مصلحا وغيره كان فاسدا وهذه ايضا بجاحة لن تغفر لهم ولن تنسى لانها آلمت الشعب العراقي أكثر من الفساد نفسه
قال تعالى في كتابه العزيز: بسم الله الرحمان الرحيم وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ – أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ
لذلك اعرض الشعب العراقي عن الانتخابات لان من ترشح للانتخبات هم من لا زالوا يقولون انهم مصلحون والقرآن يكذبهم فهل نصدق السياسيين ووعودهم أم نصدق القرآن ؟؟؟.
وما لم يقال عن سبب إعراض الشعب العراقي عن الانتخابات إن من السياسين الماضين ومن سوف يأتي بالتأكيد سوف يجلس على كرسي في المنطقة الخضراء ويرث من سكن من كان قبله في المنطقة الخضراء والجميع يعلم والسياسيين يعلمون انها كانت سكن للذين ظلموا الشعب العراقي. قال تعالى في كتابه العزيز: بسم الله الرحمان الرحيم وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ.
هنا القرآن يخبرنا انه لا أمل في من يسكن مساكن الظالمين فهل نصدق السياسيين ووعودهم أم نصدق القرآن ؟؟؟
ولو فرضنا ان هذه الانتخابات سوف تأتي بوجوه جديدة فهل تستطيع هذه الوجوه الجديدة ان تغير من الحال شيء والشعب رأى بأم عينه ان هنالك كتلا وأحزاب من التي سرقت وعاثت فسادا في العراق تستطيع أن تؤمن بعض الكراسي في البرلمان باستخدام ما سرقته من مقدرات الشعب العراقي بل أن بعض الكتل والاحزاب الجديدة قد تضطر للتحالف مع هذه الكتل لاسباب عرقية او دينية او مذهبية .
لذلك اعرض الشعب العراقي عن الانتخابات عندما رأى تلك الوجوه نفسها في صور شوهت جمال الشوارع في العراق ببشاعة لا توصف.
سبب آخر جعل الشعب العراقي يعرض عن المشاركة في الانتخابات الأخيرة هو ما قرأه بين السطور في رسالة المراجع الدينية فبعد ان كانت المراجع الدينية في الانتخابات السابقة تحض مقلديها على المشاركة وتقول انها واجب شرعي هذه المرة قالت لهم انهم أحرار في المشاركة ولكن لا تجربوا الفاسدين مرة أخرى وهذا معناه وبين السطور قالوا للشعب العراقي لن نستطيع ان نغير من الحال شيء وانتم وهؤلاء السياسيين (الذئاب) في ساحة لوحدكم لا نستطيع ان نعينكم مع أن الشعب العراقي منهك من آثار الحروب والارهاب والفقر طيلة هذه السنين لذلك أختار ان ينسحب من الساحة ليقول للسياسيين أسعوا سعيكم وكيدوا كيدكم وها نحن نترك لكم الساحة وبصمت قال الشعب ((( حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم )))
الكثيرين من غير العراقيين عندما يسألوني كيف حال العراق الآن بعد أن انتهى الارهاب الداعشي أقول لهم أنها استراحة بين شوطين وما أكثر الأشواط القادمة
لكم الله يا شعب العراق وهو نعم المولى ونعم الوكيل