ردا على تقرير جسار صالح المفتي الموسوم بـ (رغم الفشل والخسارة الفادحة مافتيء مسعود البرزاني يلوح بزيادة محافظات الاقليم !!!)
في التقرير الذي نشره السيد جسار صالح المفتي في جريدتكم الكثير من المغالطات والانشائيات المنقولة من الصحف ووسائل الاعلام المختلفة، وفي جلها يعكس موقف سياسي مضاد وعقدة نفسية وفكرية من شخص الرئيس مسعود بارزاني وقيادته لواحدة من اخطر مراحل تطور الحركة التحررية الكوردستانية منذ انطلاقها كثورة عارمة في ايلول 1961م بقيادة والده الجنرال مصطفى البارزاني، الذي استكمل فيها ما بدأه اخيه الاكبر الشيخ عبد السلام بارزاني في انتفاضته على العثمانيين مطلع القرن الماضي والذي اعدم في الموصل بسبب تلك الانتفاضة التي لم تهدأ بعد استشهاده بل استكملها شقيقه الشيخ احمد البارزاني في ذات المسار وهو تحقيق طموحات شعب كوردستان في العيش بسلام وحرية وكرامة، وهو الاخر ذهب شهيدا على مذبح الحرية ليحمل الراية بعده الملا مصطفى البارزاني اخيهم الثالث.
مسعود بارزاني البيشمركة والرئيس والزعيم هو في الاخر امتداد لهذا التاريخ وخريج هذه المدرسة العريقة، وما لم يذكره كاتب التقرير اكثر بكثير مما اورده رغم مغالطاته واسقاطه لسايكولوجية معقدة تراكمت منذ خمسين عاما في ذهنية العديد من المحررين الصحفيين او ممتهني الكتابة السياسية الانشائية الذين يخشون الغوص في الاعماق بمهنية وانصاف ويبقون في الشواطيء ينتظرون ما تحمله لهم الامواج مما طاف على سطح الماء او مما تركته السفن والمراكب!
لا نريد الخوض في تفاصيل التقرير المملة والمكررة والمستنسخة، حيث لم يتجاوز السيد المحرر السرد والانشاء المنقول في معظمه، رغم انه امتاز بالاسهاب والقفز على الاحداث بدون ربط بينها، الا اللهم ما يعكس التركيبة الفكرية لكاتب التقرير والخلفية السياسية ذات الحكم المسبق على المستهدف، والهدف منه واضح جدا باتجاه الدعاية والاعلان ليس الا، وما ذكر من حقائق حول ما فعله وقدمه مسعود بارزاني لشعبه وقضيته لم يتجاوز نصف الحقيقة، والنصف الاخر اما تم تغييبه للاسباب التي ذكرناها اعلاه، واما جهل بالقضية الكوردية ودور الرئيس مسعود بارزاني فيها خلال النصف قرن الاخير وهذا ايضا ليس عيبا على كاتب التقرير لانه اعتمد على النقل من وسائل حددت له مسبقا!
اكرر ماذكره المحرر من اعمال قام بها مسعود بارزاني لشعبه، أقل كثيرا مما يعرفه أو مما ذكره، وخير شواهدٍ لبعض اعماله هو البون الشاسع بين من قاد العراق منذ 2003 حتى اليوم ومن قاد اقليم كوردستان خلال نفس الفترة رغم ما تعرض له من حصار اقسى من حصار الامم المتحدة ونظام صدام، حيث قطعت حصة شعب كوردستان من الموازنة السنوية لخمس سنوات متتالية (2014-2018) نصفها كان الاقليم في حرب شعواء مع داعش، ولم ينحنِ الاقليم ولا شعبه وبقى شامخا وملاذا عظيما لكل احرار العراق المضطهدين والهاربين من جور نظام حكمه وارهاب ميليشياته.