22 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

ما لا يمكن إغفاله في التسوية التأريخية  

ما لا يمكن إغفاله في التسوية التأريخية  

امتاز العراق منذ عقود ولا يزال بعدم إمكانية توقع حوادثه ومواقفه وأحواله ، حتى قال عنه احد السفراء الأجانب قبل مدة ، بعد عودته من إجازته التي امتدت لخمسة عشر يوماً ، انه مصدوم بدرجة تسارع الأحداث ، وتغير المواقف وكأنه يشاهد فلم ، بسبب تعدد السيناريوهات ، واستعار حدة الصراعات والتحولات التي تحتاج الى سنين في الدول الآخرة ، كلها تحدث في ايام قليلة ، نظراً لما يشهده العراق من انتقالة نوعية كبيرة على مستوى تحرير أراضيه واستعادة عافيته التي فقدها قبل سنتين ونصف تقريبا ً ، الانتقال لا يمكن اتمامه مالم يوازيه انتقال او تطور سياسي واجتماعي وثقافي ، يقوم بإصلاح الخلل الذي أنتج المشاكل السابقة ، وكاد يودي بمستقبل العراق وشعبه أشد الأوقات صعوبة ً في تاريخ العراق.

التطور المرتقب يحتم قراءة مواقف المكونات ، ومعرفة اتجاهاتها وميولها وأجندتها ان كانت لا تزال مرتبطة بها بعد كل ما حصل ، الوضع الحالي يمكن ان يسمى بالحاضنة التي تفضي الى واحد من خيارين ، أولهما التقسيم ، وثانيهما التعايش السلمي ، وهي الخيارات التي مرت على اغلب الامم على مر العصور ، كما الحال بالنسبة لالمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية وغيرها ، ومن يريد عزة وقوة وطنه لن يوجه أنظاره الى غير التعايش السلمي ، لما له من فرص وفتح صفحة جديدة لبناء الوطن البركة الراكدة ( الوضع الحالي ) لا يمكن ان يستمر ، لما يحمله من تناقضات صارخة وصراعات لن يُطفئ لهيبها ، ومهما استقر الوضع بنظر البعض ، سيتفجر عند وقوع اول حصى في هذه البركة الملوثة بالدماء والفساد ، فهي لا تحمل في طياتها اي فرصة للنجاح ، لتراكم الفشل ، واتصاف شركاء التحالف الوطني بميزة ( خذ وطالب ، شارك وخرب ! ) ، وهو ما لن يتقبله لا التحالف الوطني بحلته الجديدة ، ولا جماهير التحالف التي ضاقت ذرعاً بالشركاء ، ولم يعد هنالك قدرة على تحمل مثل هكذا تصرفات عنجهية متفق عليها ، فأما مشارك بالحكومة ومشاكس ، واما معارض مشهر لا يهمه غير تسقيط الآخرين ، واما قاتل يستبيح الدماء ويهتك الأعراض . 
التسوية التاريخية المنتظرة ، والتي يتم الحديث عنها هذه الايام ، يجب ان لا تغفل هذه الملاحظات ، التي تعتبر من ابرز مميزات المرحلة السابقة ، والتي سببت شرخاً مجتمعياً لا سياسياً فقط ، وكما هو مسرب ان التسوية وضعت حلولاً جذرية لمثل هكذا افعال وبرعاية اممية ، تكون فيها الامم المتحدة شاهداً وحكماً لكيلا يقال فيما بعد تم تهميش الشركاء ! يتبع .

أحدث المقالات