منذ انطلاق مهرجان فجر السينمائي في إيران العام 1983، وهو يشكل قاعدة أساسية لاكتشاف الوجوه السينمائية الإيرانية. حيث كان هذا المهرجان السينمائي منحصراً بالسينما الإيرانية فقط التي خرجت للتو من حرب على عدة أصعدة. بقي مهرجان فجر السينمائي يركز على المنتج السينمائي الوطني حتى جاء العام 1995، وأخذ صفة المهرجان الدولي. وقبل سنوات قليلة انفصل مهرجان فجر الوطني عن مهرجان فجر الدولي، ليكون كل منهما مهرجانا قائما بذاته.
ولكن ما الذي حدث سينمائياً طوال هذه الفترة، خاصة ونحن نقترب من دورته السادسة والثلاثين؟ وما هي الأسماء التي انطلقت من المهرجان؟ وما هي أهمّ الاحداث التي رافقت المهرجان منذ انطلاقه؟
قد يكون العام الماضي 2016 قد حمل مفاجئة لم يتوقعها الجمهور، فلأول مرة في تاريخ المهرجان وعلى مدى أكثر من ثلاث عقود ونصف، تعلن اللجنة عن فوز فائزتين بجائزة أفضل ممثلة، فقد حصلت الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي عن فيلم “كبتٌ” ومريلى زارعي عن فيلم “تحت سقف مدخن” على العنقاء البلورية.
في العام 1983 كان برويز برستويي أول شاب يكسر التوقعات ويحصل على الجائزة الأولى في المهرجان “العنقاء البلورية” وهو في سنّ ال 28 عن فيلم “ديار العاشقين” ليكون أصغر ممثل يحصل على هذه الجائزة.
يُطلق عليها أمّ السينما الإيرانية، ورغم السن الكبير، الذي أدّى بالكثير من الممثلات لاعتزال السينما و التمثيل أو هو سبب لعدم ادخال المرأة للشاشة الكبيرة، كانت رقية جهره آزاد في سنّ الواحد والثمانين حين حصلت على العنقاء البلورية.
من بين المخرجين الإيرانيين قد يكون هذان الاسماء الأكثر شهرة بالنسبة للعالم العربي، المخرج مجيد مجيدي وأصغر فرهادي، حصد الأول أربع عنقاوات بلورية، بينما الثاني على ثلاث عنقاوات بلورية. ولم يتمكن مخرج إلى الآن من الحصول على العنقاء لسنتين متواليتين.
والمرة الوحيدة التي اعتلى فيها زوجين المنصة لتسلم جائزة العنقاء البلورية لأفضل دور هما الممثلان الإيرانيان محمد رضا فروتن وهدية طهراني.
وحين نريد الحديث عن أصغر الممثلين الحاصلين على جائزة مهرجان فجر السينمائي، فلن ينسى الجمهور حصول الممثلة ترانة علي دوستي على العنقاء البلورية عن فيلم “أنا ترانة ذات 15 عاما” وذلك في 2001. بينما حصل مهدي أسدي في الثانية عشر من عمره عن دوره في فيلم “الربيع” على ديبلوم فخري” في العام 1985.
مع انفصال مهرجان فجر السينمائي الدولي عن مهرجان فجر السينمائي الوطني، تغيّرت لعبة المنصة وتغيرت معها الوجوه. وباتت توقعات المشاهد أكبر مما كانت في السابق، خاصة توقعات ينتظرها من سينما الجوار، بعد أن دخلت السينما العربية في المنافسات. ومع قرب مهرجان فجر السينمائي الدولي السادس والثلاثين الذي سيقام في 2018، تتجه الانظار لجديد السينما العربية التي ستدخل ضمن المنافسات وترقب لأحداث وعد بها المهرجان هذا العام.