منذ فترة طويلة لم نحضَ بقبولٍ دولي يتعاطف مع ما يحدث على أرض الرافدين، من إنتهاكات للإنسانية العراقية بداءاً من الشارع وحتى اقتحام المنازل في ساعات متاخرة من الليل أو مبكرة من الصباح ، فكل الاوساط الدولية تحاكي نفسها سراً – مادام هذا الشعب يصمت عما يحصل له فهو راضٍ بما يجري على أرضه!!.
لكنها عراقية نخلة شامخة ( فيان دخيل) وقفت بعد أن حشدت مجموعة من الزملاء ونادت بصوتها الذي كسّرته حشرجة غصّ بها القلب ان هناك كارثة انسانية تحل بالاخوة اليزيدين نتيجة بقاء الاطفال والنساء وكبار السن في العراء وبدون اي مأوى بعد صعودهم جبل سنجار هرباً من تهديد مقاتلي (الدولة الاسلامية). يتعرضون للموت وليس هناك من مساعدة، ولا احد قادم لنجدتهم .. سرعان ما أستجاب الرئيس الامريكي أوباما وقال:سابقاً في هذا الاسبوع سيدة بكت امام العالم وقالت ليس هناك احد قادم للمساعدة. حسناً واليوم امريكا قادمة للمساعدة.
وسرعان ماتبعته في ذلك كل من بريطانيا وفرنسا وقامتا بإرسال المساعدات التي أُلقيت جواً من الطائرات على جبل سنجار لتنقذ أرواح اللآف من العوائل النازحة من بطش (الدولة الاسلامية)، إضافة إلى تحركاتها نحو المنضمات الدولية ولقائها برئيس مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة UNHCR للحث على الإسراع بتقديم المساعدات الطارئة الى النازحين والمتواجدين في بعشيقة والكلك وبدرية والذين نزحوا من محافظة الموصل الى كوردستان اذ ان الوضع ينذر بكارثة حقيقية .
هذا مافعلته امرأة واحدة خلال فترة وجيزة لا تتعدى بضعة أيام أنقذت فيها الآف من أبناء قوميتها ودينها بل ذهبت أبعد من ذلك فلم تكتف بمناشدة الضمير العالمي بل حملت المساعدت بنفسها متجاوزة الخطر المحدق بالمنطقة ومارافق ذلك من سقوط المروحية التي تقلها بسبب تحملها وزناً أكثر مما تتحمل مما أدى إلى إصابتها ورقودها في المستشفى، هذه المراة التي كانت بحق ممثلة لمن اختارها ووضع الثقة بها ، مخلصة أدت واجبها بتفانٍ منقطع النظير فكانت جندية في المعركة سلاحها الوفاء . وهذا عهدنا بنساء العراق مضحيات أبداً وقد تحمّلن مالم تتحمله أيٌ من النساء على مستوى العرب والعالم.
فما فعل الرجال خلال سنوات من وجودهم في البرلمان ممثلين لقاعدة عريضة من أبناء عشائرهم ( عاني وراوي وحديثي ودليمي وفلوجي وكركوكلي وسنجاري وووو) ومن أشهر تقصف الحكومة بطائراتها العسكرية منازل أبناء تلك المناطق بالراميل المتفجرة بحجة مكافحة الارهاب فتقتل اطفالهم وتحيل تلك المنازل تراباً دون ان ينتفض أحدهم، هل الارهاب يعيش في المنازل بين الاطفال والنساء؟ اليس هناك من ساحة لمنازلة الإرهاب ؟؟ هل هي علامات آخر الزمان ، لتصبح النخوة لدى النساء أشد منها عند الرجال ؟؟، أم أن الرجال تشبهوا فما عادوا رجال ؟؟.حسبنا الله ونعم الوكيل