22 ديسمبر، 2024 8:21 م

ما قاله المنلوجست عزيز علي بالامس هو الواقع اليوم

ما قاله المنلوجست عزيز علي بالامس هو الواقع اليوم

يحق لنا أن تلحق لقب الكرخي بالفنان المعبر بحق عن ضمير الناس واوجاعهم المنولوجست عزيز علي ، فهو شأن الملا عبود الكرخي ينتمي إلى كرخ بغداد بالولادة ، ويعبر كل منهما حسبما نراه عن الامنا التي يبدو أن لا نهاية لها ، فقد ولد عزيز علي في منطقة الشيخ بشار الواقعة خلف سينما زبيدة ، مقابل مرقد الشيخ معروف الكرخي ، وقد وعيت على دنياي وكانت دار عزيز علي في منطقة الدوريين (الارضرملي ) نسبة إلى صاحب الأرض المرحوم قدري الارضرملي وكان موقع داره بالضبط أمام الزقاق المؤدي إلى مستشفى العزل (الكرامة حاليا) وكنت أراه في الخمسينات وهو عادة ما يحب ارتداء السترة البيضاء والبنطلون القهوائي ، نعم كنت اراه قاطعا زقاق رقم 7 حيث كانت دارنا المرقمة 7/4 ، وفي نهاية الزقاق تقع كهوة حضيري ابو عزيز ، وكان هو الاخر يسكن منطقة الدوريين في زقاق رقم 8 القريب من مركز شرطة الدوريين ، وبعدها يعبر شارع العلاوي قاطعا بستان حسون أغا (موقع المتحف العراقي الان) متجها شرقا نحو اذاعة بغداد قرب تمثال الملك فيصل الاول مدخل جسر الأحرار ، الصالحية، وكان ينشد منلوجاته بالبث المباشر عند كل يوم اربعاء وكانت له شعبية منقطعة النظير ، إذ كانت الناس في قهوة ( الهچع) وهو الاسم الذي يطلق على المقهى المجاورة لمقهى حضيري (لكثرة إعادة صاحب المقهى لاغاني الهچع الغجرية) تزدحم بالناس عندما يبدأ عزيز علي وصلته الناقدة للأوضاع والحاقدة على الإنكليز آنذاك ، وقد كان منلوج ، يا ناس امصيبة امصيبتنة .. نحجي تكتلنة علتنة ، بس وين أنولي وجهتنة متگلي يادكتور ، دكتور دخل الله اودخلك متداوينة علتنة منة اوبينة ، نعم علتنة اليوم بين ثنايانا علانية تتأتى ممن كان بالأمس ينتقد الأوضاع ليعيدها اليوم بالاسوأ ، لقد كانت مولوجاته متداولة كثيرا بين الناس وخاصة أوساط المثقفين واليساريين ،
وله مثلا منلوجا ينطبق على أوضاعنا في هذه اللحظة ، إذ يقول فيه ، ياعرب كثروا الملاليح وسفينتنة غرفت ماي ،، فوكاها امعاكسنة الريح ،، اوهذا الروج يطوي طي . نعم كثرت السفانة اليوم ، وصار لسفينة العراق مئة دفة وظلت كل دفة يمسك بها رئيس كتلة أو زعيم تيار ، أو قائد حزب أو رافع شعار ، وله الحق حين ينشد للعراقيين آنذاك ، منة منة كلة منة مصايبنة اوطلايبنة كلهة منة ، نعم كلهة من أبي ناجي ، كلها من الإنكليز ، واليوم حالنا حال آلاباء بالامس ، هذا متدخل امريكي وذاك متطفل ايراني ، وثالث محتل تركي ، ورابع عربي يريد أن يسد منافذ بلادنا على البحر ، ولا عاب قوله وهو ينشد والله عدنة بستان جنة من الجنان بيهة ما تشتهي الأنفس والفواكه الوان ، والارض مفروشة سندس كلهة ورد وريحان ، لكن اليدري يدري وأكثر العالم متدري ، صرنا محد يدري بيه ، وقف دري هلبستان صايرة للاجنبي ، نعم صار العراق موقوفا لكل من هب ودب وصارت خيراته في حوزة الأجانب وشعبه جوعان خائب ، والله يا استاذ عزيز صرنا مثلك نرى ما هو عن البال غائب ، وذات يوم وجه نقدا لاذعا للعرب والجامعة العربية وهو ينشد ، يا بلاد العرب جددي عهد النبي ،، من أقاصي حضرموت لاقاصي المغرب ، وله الكثير من المنلوجات التي صارت متجذرة تحذر الأجيال ، ومنها اخيرا وليس اخرا ، منلوج البحچي صدك طاگيتة منكوبة ، شفيد الحجي وية الأذنة مكطوبة ، هاي شلون كتبة مكتوبة ، واليوم الخيانة بضاعة مرغوبة ، والجاهل اكثر اينال مطلوبة ، والفقرة اليوم حقوقها منهوبة ، والاجنبي مكرم كلهة من صوبة ، وابن البلد يلعبون بيه طوبة ، لو يدري العبد يا ناس ايشك ثوبة ، والاعوج اليوم امبلطة دروبة ، واليسكت على الحق متروسة جيوبة ، هاي شلون كتبة واشلون مكتوبة . نعم اليوم الخيانة بضاعة مرغوبة يشتريها الكثير من ضعاف النفوس ، والاجنبي مكرم اليوم في العراق وابن البلد ملعوب بيه طوبة ، وحقوق الناس وأموالها منهوبة ، شلون كتبة انكتبت على العراق بعد الاحتلال ، وكل ما قاله عزيز علي في ماضي العراق تحقق اليوم ولم يكن أكذوبة ، ونحن نقول ما ضاع العراق يوما أو تاه في طريق الا وله منقذ سيحقق آماله وأهدافه المطلوبة.