7 أبريل، 2024 6:48 م
Search
Close this search box.

ما علاقـة الحمـارالمسكين .. بالفساد

Facebook
Twitter
LinkedIn

يتسكع ذلك العـازف على الأمــل يومياً بين الأخبار، لعله يجد خبراً يخرجه من بـئر المشاكل الذي وقع فيه رغم انف الوعود ، فتغيرت عاداته واصبح مـدخــناً سلبياً للفــساد.
واذا ما اراد التنقل فيستخدام الكوسـتر احياناً والستوتة والتكتك احياناً اخرى ، اصبح يتعين عليه القيام بأحــد تماريـن العـقوبات المعروفــة ، على ان يجد له مكاناً يركــن اليه من اجل الوصول الى عمله وبالعكــس.
بالامس جلس على كرسي العمل وأسـند رأســه الى الوراء في وظيفـته واغمض عـينيه وبــدأ يحلـــم باليوم الذي ستدخل فيه وسائل نقل حضارية الى المديـــنة التي اعيتها ماركات سيارات نقل جماعية قديمة لعله ينفـذ بريـشه من الحوادث المرورية والازدحام الشديد نتيجة قطع العديد من الطرق.

هنا تخطّى الحلــم باقتـناء سيارة خاصة عمـداً، وابعده من ذاكرته ليدخل مباشرة في الحــلـم الآني والاكثر جدوى الا وهو موضوع استيراد حافــلات النقـل الجماعي المتطورة ك( باصات المصلحة الحمراء ) ذلك الموضوع الحيوي … صحيح انه امر يأبى ان يتحول الى حقيقة. وصحيح ان اكثر من وزير لم يستطع استيراد الحافلات.. لكن اذا ما صدقـت الوعود الكثيرة بهذا الشأن قد تخرج المواطن مــن تحت ( رفسـة ) الواقع للكوستر التي تحولت كراسيها الى (عصابة) لتمزيق بدلات (الركاب) بمعزل عن (( بعض )) سائقيها الذين يعجز الوصف عن جمع مزاياهم.

فــي ( الكوستر أو الستوتة.. والتـكـتك ) بـات التنقـل صعباً والسبب لا يعــود لعـدم توفـر المــترو ابــداً… صحيـح ان بعــض ( (المسؤولين ) في العراق فكـروا بهذه الوسيلة منـذ زمــن طويل وتــمت دراسـته وتخطيطه واعداد الخرائط اللازمـة من قبل شركات فرنسـية معتمدة .. لكــن الامر يظهر خارج عـن تفـكــير بعض ( المسؤولين ) … ماعــدا الوعــود التي لاتوجــد ضــريـبة عليها .. ولغرض الاسـتهلاك الداخلي .
الصعوبة في التنقل بالكوستر والكيا والواز والستوتة والتكتك لا تكمن في عدم توفرها، وانما ان يعاقب الراكب يومياً لاكثر من مرة بالجلوس (القرفصاء) بعد ان (اضاف وحور )اصحاب هذه المركبات الكراسي الاضافية، ولا يستطيع الراكب التحرك اذا ما اراد مواطن اخر الصعود او النزول.
وبما ان التوجه العام يتم بأتجاه الترشــيد وضغط الانفــاق جاءتــه فكرة ومقترح يقدمـه لاستيراد عدد من الحــمير بما انها وسائل نقل آمنة بموجب مناقصة رســمية… فهي لا تستهلك الوقود ، وليست بحاجة الى قطع غــيار… وبالتالي لا تحتاج الى اصلاح ولا الى مبالغ فلكية… والحـميرهي حيوانات صديقة للبيئة.
طرح الموضوع على مديـره المباشرلاستـيراد ( 300 ) حـمار.. فأعجبته الفكرة لكنه طّــور فيه وزاد الكمية لتصل الى (600) حمار ورفعوا مذكرة بهذا الشأن الى مديرهم العام ، المدير العام بـدوره لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القـرار الهام ، وبعد استكمال المراسلات احيل الامـر الى لجنة المناقصات والعقــود لدراسة الامـر فنياً ومالياً تمهيداً لاستلام العروض، مع التدقيق على المواصفات الفنية ، ولدى التــدقيــق تبين ان الحـمار لا يعمل على البـنزيــن او النفط او الگـاز، انما يعمل على الــماء ، فأحيل الأمــر الى الدائــرة اـمختـصة بـتجـهيز المــاء لتدرس امكانية انشاء محطات مــاء في الطرقات المـحددة وابلاغهـم عن الكلف التخمينية لكل محطة ووضع نسبة زيادة 10% كهدية لل… !
هنا اســتـفاق الموظف من حلمه فــلم يجد احــداً من الموظفين حوله… وقد تركــه خـط الدائرة حينها ادرك ان عليه الذهاب بحثاً عن كوستر.. او تكتك ولو جالساً القرفصاء ان وجد في عــز ذروة انـتـهاء الدوام !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب