8 سبتمبر، 2024 2:32 ص
Search
Close this search box.

ما عسانا أن نفعل ؟.. الحسين والإصلاح

ما عسانا أن نفعل ؟.. الحسين والإصلاح

كُتِب عن الحسين بن علي ومأثرته في كربلاء ما لا يعد ويحصى من الكلمات ؛ فقد أضحت معركة الطف موئلاً لكل من يعرفها للتعبيرعن هذه اللحظة العميقة في تاريخ الإنسانية . ولاجرم في ذلك؛ فقد حملت تلك اللحظة كل معاني الإنسانية بخيرها وشرها ، وأضحت يوما بعد يوم مثالاً لكل القيم العظيمة التي ترغب البشرية على مر التاريخ في إعلائها والاقتداء بها  ،على الرغم من إنها كانت تحاربها في كل زمان ومكان . وتلك واحدة من أبشع خلالنا ، ألا وهي ؛ الازدواجية . 
      لايفهم الحسين جيدا من ينظر إليه بمنظار الجغرافية ، أو الدين ، أو المذهب ؛ ولايستطيع أن يكتشف كنه حركته ودلالاتها ،إذا حاكمها بمنظار التاريخ والسياسة؛ فهي أعمق من هذه جميعا ، وأشد بساطة من كل إشكالياتها . تماماً كالسهل الممتنع كما يعبر أهل الأدب . وفي هذا المقال نريد أن نستثمر هذه اللحظة الإنسانية المفعمة باللامنتهي من الثمرات في رفد وطننا المسجى ، والذي يحتضن ترابه جسد هذا الطهر المبارك وأصحابه الشموس .
       أتركوا شعائر الحسين لشأنها فالخوض في معاداتها لن يوصلنا الى نتيجة ، فلكل شعيرة مهما بلغ انتقادنا لها سُلّماً ترتقي به وسببا تنتمي إليه وحُبّاً تحتمي فيه ؛ فلعلها صيحة مدويةً تجذب الأنظار وتلهب الحماس ، ولعلها شأنا من شؤون العشاق والمحبين لايحتكم الى المنطق والعقل بل الى الفؤاد والجنون . ولربما ماننتقده ونعاديه اليوم نفهمه ونمارسه غداً . فكم من بدعة أصبحت تقليدا بعد حين ، وكم من ممنوع ومحرم في وقت ما أمسى محبباً ومحللاً في وقت ثانٍ .
     إن من يفهم الحسين حقاً سيفهم كيف يبني دولة مدنية كريمة ؛ وإن من ينجح في استخلاص أفكارها ورؤاها سينجح حتماً في رسم معالم هذه الدولة ووضع خارطة مراحلها . فإنني أزعم إن من أهم أهداف الحركة الحسينية ؛هي وضعنا على الطريق الصحيح في بناء الدولة والإنسان والمجتمع . ولكننا مازلنا لانلحق بركبه الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة عشر قرناً . ومن المحزن والمخزي أن الذين فشلوا في تحقيق هذا الهدف هم أقرب الناس إليه أو من يدعون ذلك .

أحدث المقالات