23 ديسمبر، 2024 3:45 م

ما سر كثرة الضجيج بشأن التدخل البري هل هو للتمويه وإشغالنا عن هدفهم الحقيقي ؟!

ما سر كثرة الضجيج بشأن التدخل البري هل هو للتمويه وإشغالنا عن هدفهم الحقيقي ؟!

كثرت التصريحات بخصوص استعداد بعض الدول لإدخال جيوش عربية وغربية للعراق لمحاربة داعش وفي المقابل كثرت تصريحات الرفض من الجانب العراقي حتى لو أن أحدنا قام بإحصاء التصريحات سيجد عددها بالمئات بل ويتخطاها وكل ذلك لأجل التمويه وإشغالنا عن معرفة هدفهم الحقيقي من هذه الحملة التي أقدموا عليها بعد حصول تقدم ميداني في أرض المعركة لحشد الشعبي كفك الحصار عن مدينة آمرلي الصامدة …

وقد نجحوا بالتمويه وإشغالنا عن أهدافهم الحقيقية حتى باتت هذه المسألة حديث الشارع وشغله الشاغل …

فينبغي علينا أن نعرف ما هي أهداف حتى في المقابل علينا أن نضع الخطط الكفيلة لمواجهتها وإصلاح الأخطاء التي ارتكبها الساسة والتي كانت المنفذ الرئيسي لتدخلهم والسعي من خلالها لتحقيق أهدافهم الشيطانية …

أتذكر أن الشيخ اليعقوبي حذر منذ أكثر من سنة ونصف من هذه المشاريع والمخططات الشيطانية ودعا لمواجهتها ولكن لم يسمعه أحد فالصوت العالي لمن يعلمون أنه ينفعهم ولا يضرهم من حيث يعلم أو لا يعلم …

إن من أهدافهم ومشاريعهم الشيطانية إحداث فتنة طائفية والسعي لتمزيق النسيج الاجتماعي للدول الإسلامية والعربية (وخاصة العراق) ومن ثم تقسيم هذه الدول إلى دويلات صغيرة وأقاليم ضعيفة حتى يبقى الكيان الصهيوني القوة المهينة في المنطقة لاستمرار السيطرة عليها …

بالإضافة إلى أنها تسعى للإساءة إلى الإسلام وتنفير الناس منه حتى المنتمين إليه وذلك من خلال دعم الجماعات المتطرفة لقيامها بعمليات عسكرية نوعية وسط تخاذل وخيانة بعض القيادات العسكرية والسياسية كما حصل في احتلال نينوى وصلاح الدين وقيامهم بمجازر بشعة يندى لها جبين الإنسانية كما حصل في مجازر سبايكر وبادوش والصقلاوية والسجر … الخ مما سيولد ردة فعل عنيفة في الطرف الآخر الذي أفجع بالوطن والأهل والأحبة وبالنتيجة تجعل عامة الشعب ينفر من الإسلاميين لأنها ستزيد إلى فشلهم فشلا ووسط هذه الأجواء المشحونة بالقتل والدمار والخراب والبطالة وضياع الحقوق ستتعالى الأصوات الداعية للانفصال وإقامة الأقاليم على أساس ديني ومذهبي ظنا منهم أن الحل يكمن هنا وأن الرفاهية والأمن … ينتظرهم إذا ما سعوا إلى تشكيل أقاليم وهذا وهم لا يراه إلا من كانت نظرته ضيقة ولا يرى الأمور بحجمها الحقيقي ولا يرى أبعد من قدميه !

ويوجد مخطط خطير وهو زج الشباب المؤمن في محرقة المواجهات العسكرية العبثية من غير تدريب ولا تجهيز والعمل تحت قيادات خائنة أو متخاذلة وهذا الأمر ينتج منه الكثير من المشاكل منها خسارة الشباب المؤمن ويبقى الشباب الذي لا يهمه بلده ولا دينه كل همه نوع الجل الذي يضعه على شعر رأسه وموديل الجينز الذي يلبسه والنيل من أعراض الناس بملاحقه هذه والتحرش بتلك وينتج أيضا زيادة في أعداد الأيتام والأرامل وهذه النتائج تؤثر بدرجة كبيرة على المستوى الأخلاقي للمجتمع خاصة في غياب البرامج التي ترعى هذه الشرائح المفجوعة …

فعلينا جميعا أن لا نستسلم وينبغي مواجهة هذه المخططات وكل منا يؤدي تكليفه ولا يلتفت إلى المتقاعسين

وعلينا تحريك الناس وتعبئتهم وتوعيتهم لما يدور حولهم …

من أهم العلاجات علينا أن نبث القيم الأخلاقية في أوساط المجتمع والتركيز عليها وبمختلف الطرق وينبغي تشكيل غرف عمل لإدارة العمل وتنويع الأساليب…

وعلينا رفض كل مشاريع تقسيم العراق وإعداد حملات بهذا الخصوص وبيان مخاطر هذا الأمر ومن أخطرها مسألة تشكيل الأقاليم التي تضعف بلدنا أكثر مما هو عليه من الضعف وبيان أن تشكيل الأقاليم ينقل الصراع ويحصره داخل المكون الواحد لأن اللاعبين السياسيين هم أنفسهم وهم لا يتمتعون بأدنى مستوى من الحكمة أو الدراية لتسيير الأمور.

وينبغي علينا ممارسة الضغط على السياسيين باستمرار لأجل التحرك سياسيا لتصحيح أخطائهم وأخطاء الحكومات السابقة وأخطاء الحكومة الحالية.

وضرورة تشكيل الجيش الرديف الذي يضم الشباب العقائدي المتحمس للدفاع عن بلاده ومقدساته وفق المواصفات التي وضعها الشيخ اليعقوبي بأن يحظى بتدريب وتجهيز عاليين مع قيادة مهنية كفوءة ومخلصة …

وبهذه الخارطة سيتم مواجهة المشاريع الشيطانية التي أعدت للمنطقة الإسلامية والعربية والتي يراد منها أن يكون العراق وقودا لها بل وسيتم إنقاذ العراق إذا ما تم العمل بها من قبل كافة القيادات …