مرت اكثر من اربع عشرة سنة منذ التغيير ورغم وجود بعض المنجزات هنا وهناك الا إن المنجز الاكبر الذي لا يمكن إنكاره في هذه المسيرة من الديمقراطية هو الفساد الطاغي في كل مفاصل الدولة والتخلف الكبير في توفير الخدمات وانعدام المنجزات التنموية الحقيقية التي جعلت أفضل أنجازاتنا فتح مول للتسوق أما المصانع والجسور والمنشآت الحيوية فلقد نسيناها ، واذا أردنا أستعراض مخلفات السنين السالفة لما أسعفتنا ملايين الأطنان من الاوراق ، ومن أخطر الامراض التي أدت الى ما وصلنا إليه هو المحاصصة المقيتة بين ألاحزاب الحاكمة والمهيمنة على المشهد السياسي العراقي منذ التغيير والى اليوم والتي ما زلنا نستنسخها حتى يومنا هذا ولا أدري هل أن هؤلاء الحاكمين لايدرون بالواقع العراقي ولا تصل اليهم معلومة عما يعيشه العراقيين من ضيم مثلهم كمثل ماري انطوانيت ملكة فرنسا التي قيل لها أن الفقراء لايجدون خبزاً ليأكلوه فأجابتهم ليأكلوا الكعك أذن ، أم أنهم يعلمون ويغمضوا أسماعهم وأبصارهم كالنعامة التي تدس رأسها في التراب حتى لاترى الخطر ضانةً إن لم تراه فهو غير موجود ؟ أم أنهم يعلمون ويدركون الوضع القائم ولكنهم لا يبالون وهدفهم البقاء في السلطة وجني المكاسب بأي وسيلة وليذهب هذا الشعب الى الجحيم ؟ إن سن قانون أنتخابي مفصل عليهم وتوظيف مفوضية متحزبة ولائها لهم ولرعاية مصالحهم التي ستكون أكيداً على حساب الديمقراطية والعدالة والمهنية وأستثمار مؤسسات الدولة (التي يفترض أن تكون لكل العراقيين) لأحزابهم ومصالحهم الانتخابية كل هذا وأكثر سيضمن لهم البقاء في السلطة لدورة أخرى وسيعطيهم شرعية البقاء وإن كانت شرعية باطلة بالاساس ولكن (ثم ماذا ؟) أين شرعية المنجز أين رضا الله أين رضا الناس ؟ أين مثالكم الاعلى الذي تلوكون أسمائهم ليل نهار سواء علي أبن ابي طالب أو عمر ابن الخطاب أو الحسين ابن علي ؟أين القيم والمباديء التي كنتم لا تملون من ترديدها في محاضراتكم ومقالاتكم وندواتكم أين نضالكم ضد الطغاة وجهادكم ضد الباطل وتضحيات الشهداء هل باتت ذكريات تضحكون حين تسترجعونها ، الا تخافون من ثورة المظلوم أم أنكم حصنتم أنفسكم ولهذا ترفضون نزع الجنسية الثانية عنكم لتكون سفينة النجاة لكم ولكن لا نجاة من الله وأمامكم قول الامام علي ع (” وَ اللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ ، وَ غَاصِباً لِشَيْءٍ مِنَ الْحُطَامِ ، وَ كَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَ يَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا ) .