للشاعرة الانكليزية : اديث ستويل
ترجمة وتقديم : رياض عبد الواحد
عن الشاعرة :
تعد الشاعرة والناقدة والكاتبة الانكليزية اديث ستويل (1892 -1969 ) واحدة من اشهر الاصوات الشعرية الانكليزية في القرن العشرين .ابدت في بدايتها تأثرا شديدا بالمدرسة الرمزية الفرنسية ونشرت اولى قصائدها ( الشموس الغريقة )عام 1913 وترأست بين عامي 1916 – 1920 رئاسة مجلة ( العجلات ) . عام 1929 نشرت قصيدتها الشهيرة ( ازياء السواحل الذهبية ) التي حملت فيها على السلوك البشري المصطنع . وكتبت الى جانب الشعر العديد من الكتب النثرية وكتب السيرة كما كتبت رواية واحدة هي : اعيش تحت شمس سوداء . حظيت القصيدة التي نحن بصددها بأهتمام الكثير من النقاد والشعراء وخاصة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي اتهمه بعض النقاد بوجود تناص بين هذه القصيدة وقصيدته ذائعة الصيت : انشودة المطر
القصيدة
ما زال المطر ينهمر
معتما مثل عالم انسان , اسودا مثل خساراتنا
كليلا مثل التسع مائة واربعين مسمارا
الدقت في الصليب .
مازال المطر ينهمر
مثل دقات قلب
كضرب مطرقة يستحيل
في حقل الفخَار** او كصوت اقدام آثمة
فوق قبر .
ما زال المطر ينهمر
حيث تتوالد الاماني الصغيرة في حقل الدم
والعقل البشري
يغذي شراهته التتموج كالديدان العالقة
بجبين قابيل
ما زال المطر ينهمر
على اقدام جائع ومعلق على الصليب
ايها المسيح المسمر هناك كل يوم , كل ليلة , كن رحيما بنا :
باليعازر , وبالرجل الثري الحزين **
فتحت المطر يتساوى الحزن والذهب
ما زال المطر ينهمر
ويهمي الدم من خاصرة الجائع الجريح
اليكابد الجراح كلها في قلبه .. جراح الضوء الذي مات
وآخر شرارة خابية
في القلب المنتحر
جراح الظلام الحزين والبليد
جراح الدب المعذب الاسير
الدب الناحب الضرير
ومالكه … اليهوي بالسياط
على جلده البائس … ودموع الارنب الوحشي المطارد
مازال المطر ينهمر
ثم , آه , ها انذا أثب الى الله : اليجرجرني اليه
انظري , انظري حيث دم المسيح يتدفق في السماء
نابعا من الجبين السمرناه على الشجرة
عميقا , عميقا حتى القلب الظمي
اليحمل نيران العالم … قاتما ’, ملطخا بالاوجاع
مثل تاج القيصر المكلل بالغار
ثم اصغ لصوت الواحد اليشبه دقة قلب انسان
الكان طفلا , راقدا بين الوحوش
احبه , وما زلت اسفح ضوئي البرىء ودمي لأجلكم
الهوامش
**حقل الفخار :هو حقل الدماء : رقعة ارض اشتراها تلميذ المسيح الخائن وكان ثمنها القطع الفضية الثلاثون التي دفعت له لقاء خيانته . تتحدث احدى الروايات على ان يهوذا الاسخريوطي اشترى هذه الارض لكنه سقط فيها على وجهه وانشقت بطنه ومات
**اليعازر :اشارة الى قصة الرجل الغني الواردة في انجيل لوقا 16 ومفادها ان اليعازر كان رجلا شحاذا بلغ من فقره ومرضه انه لم يكن قادرا على ابعاد الكلاب التي تلعق جروحه وكان يقتات على ما يتساقط من الرجل الغني القاسي القلب المتنعم بالذهب , ثم يموت الاثنان ويذهب اليعازر الى احضان ابراهيم فيما يذهب الغني ويتقلب في نيران الجحيم لأفعاله غير الانسانية